محاولة فقع عين الحقيقة... قتل الصحفيين الفلسطينيين جريمة أخرى

عبّرت عدد من الصحفيات عن غضبهن واستيائهن من الاستهداف المباشر للصحفيين في غزة، مستنكرات الصمت الدولي المريب جراء الجرائم والمجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين.

رانيا عبد الله

اليمن ـ استهدفت القوات الإسرائيلية عدداً من الصحفيين في قطاع غزة بشكل مباشر، حيث قتل نحو (246) صحفياً وصحفية منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وخلال 15 يوم الأخيرة تم استهداف 14 صحفياً وصحفية.

 

تضامن واسع

على أثر هذا الاستهداف الممنهج ضد الصحفيين في غزة، شاركت أكثر من 257 وسيلة إعلامية من أكثر من 50 دولة في حملة دولية نظمتها مؤسسة "مراسلون بلا حدود" ومنظمة Avaaz، تضامناً مع الصحفيين الفلسطينيين في غزة، وإدانةً للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحقهم.

وشهدت الحملة تغطية واسعة، حيث غطت صحف مطبوعة صفحاتها الأولى بالأسود، ونشرت لافتات إلكترونية على المواقع الإخبارية، وبثت قنوات تلفزيونية مقاطع مرئية وإذاعات رسائل تضامنية، وقد دعت الحملة إلى حماية الصحفيين الفلسطينيين، والسماح للصحافة ووسائل الإعلام الدولية بالدخول إلى قطاع غزة لتغطية ونقل الاحداث.

 

الصحفيات... استهداف ممنهج 

قالت فاطمة مطهر الصحفية وعضوة مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين "ما تقوم به إسرائيل من استهداف ممنهج للصحفيين في غزة يعد جريمة حرب مستمرة ضد الشعب الفلسطيني الذي تمارسه إسرائيل قرابة العامين".

وأضافت "هناك استهداف فج وإجرامي وإرهابي ضد الصحفيين والصحفيات، حيث يتم استهدافهم بشكل ممنهج لتغطيتهم الحقيقة، فالصحفيون في غزة هم الرابط الوحيد الذي يوثق ويروي الجرائم التي يرتكبها المحتل للعالم، لذا فإسرائيل تريد إسكات هذا الصوت".

ولفتت إلى أن "الاستهداف الممنهج أدى إلى استشهاد 247 صحفياً وصحفية، حيث قامت إسرائيل باستهداف خيامهم ومكاتبهم بشكل متعمد، بالإضافة إلى استهدافهم أثناء التغطيات الصحفية رغم أنه محرم دولياً"، مؤكدة أن التعتيم الإعلامي وحرمان الصحافة الدولية من الدخول إلى غزة هي "محاولة فاشلة لإخفاء الجرائم التي ترتكبها   داخل القطاع".

وأشارت فاطمة مطهر إلى تضامن جميع الصحفيين مع زملائهم في غزة " شاركنا في فعاليات التضامن التي نظمها الاتحاد الدولي للصحفيين، ومنها الوقفة التضامنية التي أقيمت في 26 آب الفائت ضد إسرائيل، احتجاجاً على قتل الصحفيين بشكل ممنهج"، ودعت إلى ضرورة السماح للصحافة الدولية بالدخول إلى غزة وحماية الصحفيين باعتبارهم صوت الحقيقة.

من جهتها قالت الإعلامية يرستين النهمي إن "ما يحدث في غزة يعكس حجم الأزمة الإنسانية والأخلاقية الذي وصل لها العالم اليوم، الاستهداف الممنهج للصحفيين يمثل انتهاكاً لحرية الصحافة وحقوق الإنسان".

وأضافت "لكل إنسان حول العالم الحق في معرفة الحقيقة، لذا فإن حضر دخول الصحفيين الدوليين إلى غزة يعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان، ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للحد من هذه الانتهاكات والسماح بدخول الوسائل الإعلامية الدولية".

من جهتها، عبرت الصحفية إسلام حميدان عن حزنها العميق وصدمتها لما حدث مع صحفي غزة، مؤكدة ضرورة وقف الاستهداف الممنهج للصحفيين والصحفيات من قبل القوات الإسرائيلية، وقالت "يجب على السلطة الإسرائيلية التوقف فوراً عن هذا الاستهداف الممنهج ضد الصحفيين والصحفيات، والاعتداءات المتكررة لهم، وفتح تحقيق عما حدث فيها".