مغربيات تؤكدن على أهمية المحافظة على التراث اللامادي

أكدت المشاركات في المهرجان الذي أقيم في مراكش بالمغرب، على أهمية المحافظة على التراث اللامادي والفنون الشعبية والتعريف بالتراث الغنائي لكل منطقة من خلال المهرجانات التي تشكل مناسبة للالتقاء بفرق شعبية أخرى.

رجاء خيرات

مراكش ـ افتتحت فعاليات الدورة الـ 53 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، أمس الخميس 4 تموز/يوليو، بمراكش تحت شعار "الفنون الشعبية… إيقاعات ورموز خالدة"، حيث عرفت العروض الفنية المقدمة حضوراً لافتاً للنساء داخل الفرق الفلكلورية.

انطلقت أكثر من 60 فرقة شعبية في موكب استعراضي بهيج عبر شوارع المدينة في اتجاه المسرح الملكي، الذي شهد تقديم عروض فنية تزخر باختلاف الثقافات التي تميز المغرب المتعدد في روافده وجذوره، من أهازيج أمازيغية أطلسية وجبلية وصحراوية وإفريقية وأندلسية وغيرها من الإيقاعات المتنوعة التي تميز التراث الشعبي الغنائي للمغرب باختلاف مناطقه وتعدد ثقافاته.

وتشارك النساء بشكل لافت في هذه الدورة، حيث قدمن عروضاً متنوعة تحكي تاريخ المغرب وانتصاراته، من خلال رقصات فنية يلتحم فيها الجسد مع الإيقاعات ليشكل لوحات متنوعة بتنوع المناطق واختلاف العادات والتقاليد.

وبحسب المنظمين فإن هذا المهرجان، الذي يعد أقدم مهرجان وطني حيث أنشأ عام 1960، يندرج في إطار المحافظة على التراث اللامادي والفنون الشعبية، كما أن الفرق الشعبية كافحت من أجل أن يظل هذا الموروث الثقافي حاضراً من خلال صيانته من الاندثار عبر السنين، عبر تلقينه للأجيال اللاحقة.

وعن أهمية المهرجان، قالت إحدى المشاركات سعدية العسري من مدينة قلعة مكونة بجنوب المغرب، إنها دأبت على المشاركة في هذا المهرجان، لإيمانها بأهمية التعريف بالتراث الغنائي لمنطقتها، كما أنه بالنسبة لها يشكل مناسبة للالتقاء بفرق شعبية أخرى من داخل المغرب وخارجه لتبادل الخبرات والتعرف على ثقافات أخرى وأنماط غنائية جديدة.

وأضافت أنها عضوة بفرقة أحواش منذ أكثر من 26 عاماً، حيث تملكها الشغف بهذا التراث الشعبي لمنطقتها، كما أنها تحترف هذا الميدان، وتعيل أسرتها من خلاله المشاركة في الأعراس والحفلات والمهرجانات.

 

 

بدورها ذكرت عضوة فرقة "أحواش سيدي داوود" بمدينة ورزازات آمال أونخير، أنها تشارك لأول مرة في هذا المهرجان، وأنها التحقت بالفرقة منذ فترة بفضل والدها الذي كان يترأس إحدى الفرق (يسمى رايس)، وأنه كان يصحبها معه عندما كانت في الخامسة من عمرها، وهو ما دفعها إلى التعلق بهذا التراث إلى أن التحقت بفرقة "أحواش سيدي داوود"، لافتة إلى أن ذلك لم يثنها عن متابعة دراستها حيث تمارس هذا الشغف في وقت فراغها وأثناء العطل المدرسية.

 

 

وبشأن حضور المرأة في فرق الفنون الشعبية، أكدت عضوة فرقة "أحواش تماست" بمدينة ورزازات عتيقة الكدير أن هذا التراث لا يتحقق إلا بوجود النساء في صفوفه، لأنهن تلعبن دوراً جوهرياً في الرقصات التي يتم تقديمها، كما أن هذه الرقصات تتميز بثنائية بين الرجال والنساء، وهي تعبر عن المجتمع بكل تجلياته حيث لا يوجد مجتمع بدون نسائه، فضلاً عن أنهن تصدحن بأصواتهن الجبلية التي تعبر عن شموخ المرأة الأمازيغية.

وأشارت إلى أنها سبق وأن شاركت في مهرجانات فنية داخل المغرب وخارجه وأنها تأمل أن يعطى هذا المهرجان الوطني الإشعاع الذي يستحقه.

ويشكل المهرجان الذي تستمر فعالياته إلى غاية الثامن من تموز/يوليو الجاري، من خلال فقرات متنوعة في فضاءات مختلفة (المسرح الملكي، ساحة جامع الفنا)، مناسبة لاكتشاف الفلكلور المغربي وتنوع روافده المتعددة، من خلال الإيقاعات والأهازيج المختلفة التي تزخر بها مناطق المغرب، والتي تدل على أن المغرب لا يتحقق إلا في تعدد ثقافاته الشعبية.