ماجدة حسون: العنف في سوريا بلغ مستوى خطير
حذرت رئيسة هيئة المرأة في إقليم الفرات، ماجدة حسون، من ارتفاع معدلات العنف في سوريا التي وصلت إلى مستوى خطير، مؤكدة أن النساء السوريات صعّدن نضالهن المشترك في مواجهة هذا الواقع.
برجم جودي
كوباني ـ بعد أن بسطت هيئة تحرير الشام الجهادية نفوذها، عملت على نشر أيديولوجيتها المتشددة وترسيخ أنماط الهيمنة الذكورية، وتواصل إعادة إنتاج البنية السلطوية، وهو ما تسبب في ارتفاع معدلات العنف ضد النساء في سوريا بشكل ملحوظ.
خلال العام الأخير حاولت هيئة تحرير الشام الجهادية عبر ممارسات مختلفة ترسيخ نظامها القائم على التشدّد الديني في سوريا، هذه العقلية وما تفرضه من قرب اجتماعي قسري انعكست مباشرة على النساء، لتجعل هذا العام أكثر قسوة، والعنف ضدهن يتفاقم بصورة خطيرة.
بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، قيّمت رئيسة هيئة المرأة في إقليم الفرات بشمال وشرق سوريا، ماجدة حسون، أوضاع النساء، مؤكدة أنهن رفعن مستوى النضال والاحتجاج في مواجهة العنف.
ماجدة حسون التي وصفت شهر تشرين الثاني/نوفمبر بـ "شهر النضال ضد القتل والعنف"، قالت "نحن في شهر المقاومة ورفع صوت النساء ضد العنف والقتل وإنكار وجودهن، ومن خلاله نستحضر الأخوات ميرابال اللواتي تركن إرثاً عظيماً للنساء".
"عقلية النظام السوري تكشف مستقبل النساء"
ماجدة حسون، التي تناولت بشكل خاص أوضاع النساء في سوريا، أوضحت أنه "إذا نظرنا اليوم إلى واقع سوريا، إلى تغير نظام الحكم ووضع النساء داخله، سنصل إلى النتيجة نفسها. فمنذ اللحظة التي بدأ فيها النظام السوري يتغيّر، ظهر فوراً التهميش والرفض الموجّه ضد النساء، وهو ما جعل مستقبل النساء في هذا البلد واضحاً لنا. هذا الموقف فتح الطريق أمام انتشار وتفاقم جميع أشكال العنف في سوريا".
"مواجهة أشكال العنف تتطلب حلولاً"
ولفتت ماجدة حسون الانتباه إلى واقع إقليم شمال وشرق سوريا "رغم وجود دعم وتنظيم وقوانين وآليات عديدة لحماية النساء من العنف، ما زلنا نرى أن النساء يعانين من هذا الواقع. صحيح أن العنف يُمارس في إقليم شمال وشرق سوريا إلى حدّ ما، لكنه في المقابل يواجه بحلول، وهناك مؤسسات تخرج للدفاع عن النساء والأطفال".
وشدّدت على أن حماية النساء تعني في جوهرها حماية الأطفال وكل مكوّنات المجتمع "الوضع في سوريا يسير نحو الأسوأ، الحكومة الحالية بعقليتها ومواقفها تشرعن العنف وتفتح الطريق أمام انتشاره عبر وسائل متعددة. في بلد تُهمّش فيه النساء ولا يُعترف بحقوقهن دستورياً وقانونياً، لا يمكن الحديث عن مستقبل آمن. إذا حُميت النساء، سيُحمى الأطفال والمجتمع السوري بأسره، وستُضمن حقوقهم".
"في سوريا تُفرض صيغ متناقضة وخطيرة على النساء"
وتساءلت "كيف يمكن لشخص مثل أحمد الشرع، المعروف بتاريخه، أن يقدّم حياة كريمة للنساء؟ اليوم يُراد للنساء أن يعشن مجدداً تحت ستار أسود، في حياة مظلمة. بينما المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا تحررن من هذا السواد، يُفرض على نساء سوريا مرة أخرى العودة إلى تلك العتمة. هذه صيغة متناقضة وخطيرة، تحتاج إلى مواجهة بالنقاش والتوقف عندها بجدية".
"من سيحمي النساء من القتلة؟"
وأشارت ماجدة حسون إلى وضع النساء في سوريا وتصاعد معدلات العنف "منذ بداية العام نتابع بقلق وضع النساء، ونرى أن العنف بلغ مستوى بلا حدود. كل يوم تُرغم النساء على النزوح، ويتعرضن للتعذيب والقتل والاغتصاب. لكن من سيحاسب على هذه الجرائم؟ ومن سيحمي النساء اللواتي قُتلن في إقليم شمال وشرق سوريا، بينما من ارتكب تلك الجرائم يتبوأ اليوم مناصب عليا في الحكومة؟".
"25 تشرين الثاني يجب أن يكون مناسبة للنضال المشترك"
واختتمت رئيسة هيئة المرأة في إقليم الفرات، ماجدة حسون حديثها بالدعوة إلى الوحدة ورفع مستوى المقاومة "بالنسبة لنا، يوم 25 تشرين الثاني هو مناسبة لتوحيد صفوف النساء في سوريا، ولرفع أصواتهن ضد العقلية الجهادية، ضد النظام الذكوري وضد قتل النساء. يجب أن نقول جميعاً: كفى. هذه الدعوة موجهة إلى كل النساء، لنناضل معاً ضد هذه العقلية القاتلة".