منبج ـ عقدت هيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة منبج الندوة الأولى ضمن سلسلة ندوات ستعقد في المقاطعات السبعة في إقليم شمال وشرق سوريا بهدف تطوير مكتسبات ثورة المرأة والحفاظ عليها.

بدأت هيئة المرأة في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، اليوم الأحد 4 آب/أغسطس، بعقد أول ندوة حوارية ضمن سلسلة ندوات ستعقدها خلال الشهر الجاري في مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا السبعة تحت شعار "تطوير نضال المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية".

وتضمنت الندوة محورين أساسيين أحدهما واقع المرأة وتداعيات الظواهر الاجتماعية السلبية عليها ومدى تأثيرها على مسيرة نضال المرأة، أما المحور الثاني تضمن دور المرأة في الإدارة الذاتية وأهمية تطوير مكتسبات ثورة المرأة.

وتطرقت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لمقاطعة منبج عذاب عبود خلال محورها الأول، إلى تاريخ المرأة منذ نشأت البشرية وفي مرحلة المجتمع الطبيعي، وتحدثت عن الدور الفعال التي كانت تتمتع به المرأة في إدارة المجتمع، حتى ظهور الحضارة السومرية التي دخلت المرأة إلى معابدها كآلهة وخرجت منها كعاهرة نتيجة الانكسارات التي تعرضت لها مع ظهور الطبقات في الحضارة السومرية، ومن هنا بدأ تاريخ عبودية المرأة.

كما لفتت أيضاً إلى تأثير الحروب التي اندلعت في الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة على المرأة، إلى جانب دور الحركات النسائية في تطوير ونجاح مسيرة حرية المرأة، مشيرة إلى علم الاجتماع الذي تأخر في اكتشاف شخصية المرأة "المرأة لم تأخذ حقها في أي علم ولكن علم المرأة استطاع تناول حقيقتها".

فيما تناولت رئاسة مكتب التنظيم في مجلس حزب سوريا المستقبل لمقاطعة منبج آسيا الحسين المحور الثاني والذي ركزت فيه على التحديات التي واجهت المرأة في ثورة 19 تموز كنضالها الدؤوب في محاربة داعش إلى جانب الثورة الذهنية التي قادتها سعياً لترسيخ مفهوم حياة الندية الحرية.

وأشادت بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الذي اتخذته المرأة أساساً لها لتجعل من نضالها نموذجاً في تجاوز الذهنية الذكورية وترسيخ العدالة بين الجنسين، وقد استطاعت المرأة بهذه الفلسفة أن تمثل دورها الحقيقي في مشروع الأمة الديمقراطية المتجسد بمؤسسات الإدارة الذاتية.

وتحدثت رئيسة هيئة المرأة في الإدارة الذاتية عدالت عمر عن أهمية هذه الندوات والهدف منها "نسعى من خلال هذه الندوات إلى تطوير المكتسبات التي حققتها ثورة 19 تموز والحفاظ عليها، إلى جانب ترسيخ مفهوم العدالة والديمقراطية".

أما عما يتم نقاشه في الندوة التي عقدت في منبج والتي ستعقد في المقاطعات الأخرى، تقول "نتطرق إلى التحديات التي تواجه المرأة في ميدان العمل، وكذلك أسباب استهداف النساء من قبل الاحتلال التركي وانتهاج المقاومة ضد هذه السياسات، كما نود تعريف النساء بقانون الأسرة لأنه في الأيام القادمة سيكون هناك صياغة عقد اجتماعي خاص بالمرأة".

ومن أهم مخرجات الندوة التي عقدت في مقاطعة منبج تكثيف حملات التوعية بريادة هيئة المرأة وبالتعاون مع حركات نسائية في المنطقة، ووضع برنامج تدريب لتمكين المرأة، إلى جانب تفعيل مكاتب التدريب، وتفعيل لجان المرأة لتأخذ دورها وتنظم نفسها، وإيلاء الأهمية لمفهوم الرئاسة المشتركة الذي يعتبر نموذج ديمقراطي يحتذى به، والتأكيد على تطبيق قانون الأسرة والمرأة في المناطق المحررة، وفتح مشاريع اقتصادية تساعد المرأة في الاعتماد على ذاتها، وتفعيل دار لحماية المرأة المعنفة.