لقاء حواري حول دور النساء في الصحافة الاستقصائية

عقدت شبكة "أريج" بالشراكة مع مؤسسة "نساء ربحـن الحرب" لقاءً حوارياً مفتوحاً جمع صحفيين وصحفيات سوريين لمناقشة واقع الصحافة الاستقصائية ودور النساء فيها، وتبادل الخبرات واستعراض التحديات في ظل التحولات التي تشهدها سوريا.

راما خلف

دمشق ـ أكدت المشاركات في اللقاء الحواري، على أهمية تمكين الصحفيات في مجال الصحافة الاستقصائية وتعزيز الثقة بالنفس والتشبيك المهني والعمل المشترك لمواجهة التحديات المهنية والاجتماعية.

نظمت شبكة "أريج" بالشراكة مع مؤسسة "نساء ربحـن الحرب" أمس الثلاثاء 26 آب/أغسطس لقاءً حوارياً مفتوحاً جمع صحفيين وصحفيات مهتمين بالصحافة الاستقصائية في سوريا.

وتناول اللقاء دور النساء في الصحافة الاستقصائية، وفتح مساحة لتبادل الخبرات حول التحديات والفرص التي تواجه العمل الصحفي في السياق السوري خلال المرحلة الانتقالية، لا سيما مع الحاجة المتزايدة إلى صحافة موثوقة ومعمقة في ظل التحولات التي تشهدها البلاد.

وأوضحت الصحفية روان الضامن، أن الجلسة اليوم مفتوحة مع الصحفيين والصحفيات والمهتمين بالصحافة الاستقصائية، وتدقيق المعلومات، والذكاء الاصطناعي، وكذلك بصحافة الجندر "سعيدة جداً بالمستوى الذي أراه لدى الصحفيين والصحفيات في سوريا، إذ هناك مستوى متقدم من حب التعلّم واكتساب المهارات، رغم أنّ هناك قطيعة مهنية منعت الكثير منهم من الحصول على التدريب والتفاعل مع العالم بالطريقة التي أُتيحت لغيرهم في بلدان عربية أخرى، ومع ذلك نجد الصحفيين في سوريا حريصين على إنتاج صحافة استقصائية معمقة، دقيقة وموثّقة، وهذا ما يمنحني الأمل بوجود مجال حقيقي لصحافة قائمة على المعلومات الموثوقة في سوريا".

ووجهت روان الضامن رسالة إلى زملائها في المهنة، دعت فيها إلى تعزيز الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات الفردية، مؤكدةً أن الصحفية قادرة على تحقيق أهدافها المهنية إذا اجتهدت وثابرت والإيمان بالفكرة والعمل على تنفيذها بإصرار.

وأضافت أن التحديات لا ينبغي أن تكون عائقاً أمام الطموح بل دافع للمضي قدماً، مشددةً على أن النجاح يبدأ من الداخل من قناعة الصحفية بأنها تستطيع الإنجاز والتميز في مجالها.

من جانبها شاركت الصحفية ميس قات تجربتها ورؤيتها قائلة "أعتقد أن الصحفيات لديهن دائماً تحديات ومشكلات أكبر من زملائهن الصحفيين، وبطبيعة الحال الوضع في البلد صعب، هناك مشاكل وتحديات ورقابة ذاتية نفرضها على أنفسنا، ورقابة يفرضها المجتمع علينا فضلاً عن الرقابة التي قد تمارسها السلطات، كل هذه العوامل تتضاعف عندما تكون الصحفية امرأة، لذلك أنصح دائماً بأن نتواصل مع بعضنا البعض".

وأضافت "يجب أن نعمل سوياً ونتعرف أكثر على بعضنا من خلفيات وطوائف مختلفة، نحن شعب متنوع الألوان والانتماءات، لنا أديان متعددة وخلفيات متنوعة وحتى ألواننا مختلفة، ومن هنا أنصح بشدة بأن أفضل وسيلة للصحفيات من أجل الاستمرار مهنياً وتقوية حضورهن، وإنجاز عمل جيد هي أن نتعارف أكثر ونعمل معاً يداً بيد".

وتميز اللقاء بجو من الحوار التفاعلي بين المشاركين، حيث تمت مناقشة معوقات حضور الصحفيات في مجال الاستقصاء، إلى جانب استعراض فرص خلق شبكات مهنية تتيح تبادل الخبرات وتدعم الصحافة المستقلة والموثوقة في سوريا.

واختتم اللقاء الحواري بمجموعة من التوصيات والمخرجات، أبرزها، تعزيز التدريب المتخصص في الصحافة الاستقصائية للصحفيات والصحفيين السوريين، بناء شبكات مهنية داعمة تضمن تبادل الخبرات والتجارب بين الداخل والخارج، والعمل على تمكين الصحفيات بشكل خاص لمواجهة التحديات المهنية والاجتماعية، إضافة إلى  دعم المبادرات التي تعزز من حضور الصحافة الاستقصائية كسلطة رابعة حقيقية في المشهد السوري، تنظيم لقاءات دورية مفتوحة لتوسيع دائرة الحوار وتعميق التعاون المهني.

وأجمع المشاركون على أن اللقاء مثّّل خطوة أساسية نحو ترسيخ ثقافة الصحافة الاستقصائية في سوريا، مع تركيز خاص على تمكين النساء كفاعل رئيسي في صناعة إعلامية أكثر توازناً وتأثيراً.