'لن تكون غزة ساحة للتصفية ولن يكون السودان مختبراً للموت المنسي'
طالب تحالف "ندى" المنظمات الدولية والأممية بإيقاف حرب الإبادة في كل من غزة والسودان بشكل فوري، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية عبر آلية أممية نزيهة وحيادية، مشدداً على أن كل تأخير في وقف المجازر هو شراكة في الإبادة.

مركز الأخبار ـ يشهد العالم أزمات إنسانية غير مسبوقة، حيث تتفاقم النزاعات، وتتزايد آثارها المدمرة على المدنيين، كما في كل من قطاع غزة والسودان التي حصدت فيها الحرب أرواح الآلاف وشردت الملايين وسط انهيار شامل للخدمات الأساسية.
أصدر التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي "ندى" بياناً وجه فيه نداء إلى المنظمات الأممية والدولية الأمم المتحدة، مجلس الأمن، ومحكمة الجنايات الدولية للتحرك الفوري لوقف الابادة التي تجري في قطاع غزة منذ 600 يوم والنزاع في السودان منذ أكثر من عامان.
وجاء في نص البيان "منذ السابع من تشرين الأول من عام 2023، يتعرض قطاع غزة لإبادة جماعية موثقة، مدعومة من التحالف الإمبريالي الدولي والصمت العربي، حيث تجاوز عدد ضحايا تلك الإبادة أكثر من 54 ألف قتيل بينهم عشرات الآلاف من النساء والأطفال، وأكثر من 123 ألف مصاب، فضلاً عن آلاف المفقودين والمفقودات وسط حصار وتجويع".
وأوضح البيان أن "صمت المجتمع الدولي وتواطؤه أمام المجازر، شكّل غطاءً مباشراً لتوسّع الجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية والذي تجاوز كل الحدود حيث لم تكتفي بالقصف والتهجير فحسب، بل بمنع إدخال المساعدات الإنسانية كوسيلة أخرى للإبادة".
وأكد تحاف ندى في بيانه رفضه التام لهذه الآلية الأمنية المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، والتي تتعارض مع كافة القوانين الدولية، بما في ذلك المعاهدات التي تكفل حيادية تقديم المساعدات أثناء النزاعات المسلحة، كونها محكومة باعتبارات سياسية وأمنية مجحفة، وتُكرّس الإذلال الجماعي بدلاً من الحماية "إننا وباسم تحالف ندى نضم صوتنا إلى الأصوات الفلسطينية والإقليمية والدولية المطالبة بسحب إدارة الإغاثة من يد القوات الإسرائيلية لصالح آلية أممية حيادية وعادلة، تضمن وصول المساعدات مباشرة للمحتاجين دون وسطاء سياسيين أو عسكريين".
السودان... عامان من النزاع ووباء ينهش ما تبقّى من الحياة
وأشار البيان إلى أن الحرب لم تقتصر على غزة فقط بل تشهد السودان منذ الخامس عشر من نيسان 2023 نزاعاً أغرق البلاد في حرب شاملة، أشعلتها الصراعات المدعومة من قوى إقليمية ودولية، تتقاسم النفوذ وتعيد ترتيب خرائط النفوذ والنهب على حساب السودانيين، أكثر من 150 ألف قتيل، و12مليون نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.
ولفت البيان إلى أن مدن وأحياء البلاد أُفرغت من الحياة وتحولت إلى مقابر، واليوم ينتشر وباء الكوليرا بشكل مرعب في ظل انهيار شامل للنظام الصحي "إننا في تحالف ندى نرفض الترويج لعودة النازحين وسط استمرار الخطر الوبائي وانعدام الخدمات الأساسية، ونذكر أن استهداف السودان لم يكن عبثياً، بل جزءاً من مشروع ممنهج للسيطرة الكاملة على موارد السودان على حساب شعبه".
وأكد التحالف في بيانه "بصورة عامة إننا لا نرى في ما يحدث أزمتين منفصلتين، ففي الحالتين تُدار حرب إبادة، ويُمنَع دخول المساعدات، ويمارَس التهجير القسري كأدوات قهر لمشروع واحد في رسم الشرق الأوسط الجديد، والنساء هن أولى الضحايا، الفاعل واحد تحالف القوى الإمبريالية والنيوليبرالية والرجعيات المحلية".
وشدد التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي "ندى" في بيانه "أننا نحمل المسؤولية الكاملة لما يجري في كل من السودان وغزة إلى كل من القوات الإسرائيلية بوصفه مرتكباً لجرائم الإبادة الجماعية، والولايات المتحدة والدول الإمبريالية لدورها في تمويل الحرب، وحماية القتلة، الأنظمة العربية الرجعية، التي تقدم الغطاء السياسي والاقتصادي لاستمرار إبادة الشعبين الفلسطيني والسوداني، وتساهم في تمييع الموقف الإقليمي، الأطراف المتصارعة في السودان، والتي حوّلته إلى ساحة حرب مفتوحة، وشرّعت الانهيار الكامل، إضافة إلى المنظومة الأممية والمؤسسات الدولية، التي استبدلت واجبها الأخلاقي والحقوقي ببيانات القلق والدعوة لضبط النفس، وارتضت أن تكون شريكة بالجريمة".
مطالبات
وطالب البيان بإيقاف حرب الإبادة في غزة بشكل فوري، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات الإنسانية دون شروط أو وسطاء، عبر آلية أممية نزيهة وحيادية، فتح جميع المعابر بشكل دائم، وضمان تدفق الوقود والدواء والماء النظيف، إعلان السودان منطقة كوارث صحية وإنسانية، وفتح ممرات طبية عاجلة، والوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وضمان ألّا تُستخدَم المساعدات كورقة ضغط سياسية أو سلاحاً تفاوضياً.
كما دعا البيان إلى عدم الترويج لعودة النازحين قبل القضاء الكامل على وباء الكوليرا، وضمان توفر الخدمات الأساسية، فتح تحقيقات دولية مستقلة في جميع الجرائم والانتهاكات المرتكبة في فلسطين والسودان، وقف تصدير السلاح إلى كل الأطراف المتورطة في الابادة، وفرض عقوبات حقيقية على الدول والشركات التي تُمَوِّل الحروب"، مشدداً على أن كل تأخير في وقف المجازر هو شراكة في الإبادة، "لن نصمت، لن تكون غزة ساحة لتصفية القضية الفلسطينية، لن يكون السودان مختبراً للموت المنسي".
والجدير بالذكر أن تحالف ندى أرسل ندائه إلى كل من المنظمات الأممية والدولية الأمم المتحدة، مجلس الأمن، ومحكمة الجنايات الدولية للتحرك الفوري لوقف الابادة، منظمة الصحة العالمية، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وكل الهيئات الإنسانية المعنية، الحكومات العربية والإقليمية والدولية، لمراجعة موقفها الأخلاقي والسياسي، والحركة النسائية الاقليمية والدولية لوقف التعاون مع الأنظمة المجرمة وفضح خرائط الهيمنة، وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، لكسر التعتيم المتواطئ، إضافة إلى كل الشعوب الحرة، والحركات الاجتماعية، لرفض التطبيع مع العنف والابادة.