'لن نقبل ولن نستسلم لقوانين طالبان المناهضة للمرأة'

قالت عدد من الطبيبات المحتجات على أوامر طالبان "لا نخشى أي تهديد من طالبان، وهم يعلمون جيداً أن هناك العديد من الطبيبات والمعلمات اللاتي تدرسن الفتيات دون الصف السادس، إذا بدأت الاحتجاجات فسوف تغتنم النساء الفرصة وتصبحن قوة رئيسية".

بهران لهيب

كابول ـ تصدر سلطات الأمر الواقع في أفغانستان قوانين كل يوم لقمع النساء ويظهر مضمون أوامرهم عن بعد المزيد من استعباد المرأة بسبب كراهيتهم وآرائهم المناهضة لها.   

خلال سيطرة طالبان لثلاث سنوات حرمت جميع النساء من العمل خارج المنزل والتعليم والمجال الوحيد الذي تعملن فيه هو الصحة، وتقوم بعض المعلمات بتدريس البنات دون الصف السادس.

اعتباراً من 14 حزيران/يونيو الماضي، وفقاً لرسالة صادرة عن الملا هبة الله آخند زاده، المرشد الأعلى لأفغانستان، بتقليل راتب جميع النساء إلى 5000 أفغاني وأدى هذا المرسوم إلى احتجاج عدد من النساء، خاصة في قطاع الصحة، من مستشفيات كابول الأربعة (الشيخ زايد، طب الأسنان، صحة الطفل، والوزير محمد أكبر خان).

وقالت صالحة نيازي، طبيبة في إحدى المستشفيات "قبل الاحتجاج، قمنا بتعيين وفد للذهاب إلى وزير الصحة وإخباره بالمشاكل الاقتصادية التي نواجهها ورفض الوزير مقابلتنا وجاء عدد آخر من مسؤولي الوزارة وقاموا بالسب والإهانة والتهديد، ولم يسمحوا للنساء بالعمل قالوا لنا إنه يجب أن تكن سعيدات لأنكن حصلتن على إذن للعمل، وإلا فلن نحتاج إليكن أو لعملكن".

فيما بينت الطبيبة رضا صفا أن "الاحتجاج بدأ بالقرب من المستشفى الخاص بنا وكنا قد اتفقنا مع الموظفات من أربعة مستشفيات للاحتجاج في نفس اليوم ولكن طالبان اتهمتنا بمخالفة الشريعة، وقالت إنه يجب سجننا".

وأضافت نفيسة فروغ تعليقاً على كلام زميلتها "بالإضافة إلى أن طالبان تخيف نساءنا دائماً من السجن والتعذيب والمجتمع الأفغاني التقليدي والضرب والاغتصاب والاعتداء الجنسي لكنها أدركت أننا لسنا خائفات من هذه التهديدات. نحن جميعاً بحاجة إلى راتبنا الشهري وفي الوقت نفسه، يحتاج الناس، وخاصةً النساء إلى دعمنا، وظيفتنا ومهنتنا لا تسمحان لنا بالخوف والتوقف عن الاحتجاج".

وخلصت الطبيبات اللواتي التقت وكالتنا بهن إلى القول إنهن لسن "خائفات من أي تهديد من طالبان، بل على العكس من ذلك، بعد احتجاجاتنا، تراجعت طالبان عن قرارها وأعلنت في وسائل الإعلام أن رواتب الموظفات تأخرت لسبب ما، وهم يعلمون جيداً أن هناك العديد من الطبيبات والمعلمات اللاتي يدرسن الفتيات دون الصف السادس. إذا بدأت الاحتجاجات، فسوف تغتنم النساء الأخريات الفرصة وتصبحن قوة عظيمة. نحن النساء لن نستسلم أبداً لقوانينهم وأوامرهم الكارهة للنساء".