لمواجهة خطاب الكراهية اتحاد الإعلام الحر يطلق حملة تواقيع
في ظل تصاعد خطاب الكراهية والتطرف في سوريا، أطلق اتحاد الإعلام الحر حملة لجمع التواقيع لمناهضة خطاب الكراهية وتعزيز أخلاقيات العمل الإعلامي.

شيرين محمد
قامشلو ـ عبرت الرئيسة المشتركة لاتحاد الإعلام الحر أفين إبراهيم، عن رفضها لاستخدام المنصات الإعلامية كوسيلة للتحريض أو بث الكراهية، مشددةً على أهمية الإعلام في الدفاع عن قيم الديمقراطية والسلام.
أطلق اتحاد الإعلام الحر في إقليم شمال وشرق سوريا في الثاني والعشرين من تموز/يوليو الجاري، حملة جمع تواقيع تهدف إلى تعزيز التزام العاملين والعاملات في المجال الإعلامي، وذلك انطلاقاً من مسؤولية الإعلام في نشر الحقيقة وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش وفي ظل تصاعد خطاب الكراهية والتطرف في سوريا.
وفي هذا السياق تقول الرئيسة المشتركة لاتحاد الإعلام الحر أفين إبراهيم، إن الإعلام الحر يُعد ركيزة أساسية في حماية المجتمع وتقدمه؛ فهو يُمثّل صوت الناس وضميرهم، ويساهم في توجيه المجتمع وإدارته من خلال نقل الحقيقة وممارسة النقد البناء "يستطيع الإعلام أن يبنى ويهدم المجتمعات لذا من الضروري معرفة كيفية استخدام الوسائل الإعلامية، فهو من أكثر المجالات حساسية".
وفيما يتعلق بما تم تداوله عبر وسائل الإعلام حول الهجمات والاشتباكات التي دارت في كل من الساحل السوري والسويداء، أوضحت أن الإعلام الحر يلعب دوراً محورياً في نقل الأحداث الميدانية وتوضيحها للرأي العام، حيث يُعد همزة وصل بين الواقع وصوت المجتمع، وفيما يتعلق بالمستجدات الأخيرة في مدينة السويداء فقد واصل الإعلام الحر عمله دون توقف، متحدياً العقبات ومواكباً التطورات على مدار الساعة لنقل صوت الأهالي هناك بكل مصداقية، وفي المقابل ظهرت جهات إعلامية غير منضوية تحت اتحاد الإعلام الحر، عملت على بث خطابات تروج للكراهية والانقسام بين مكونات الشعب السوري، وكشفت هذه الحملات المضللة عن توظيف الإعلام في خدمة أجندات سياسية مشبوهة تتنافى مع دوره الأصيل كصوت للشعب ووسيلة لبناء التفاهم والتضامن.
وأوضحت أنه "بسبب الحملات المضللة التي شوهت الحقائق وانتشار الإعلام المزور، اندلعت الحرب الأهلية وتزايدت حملات التهديد والانتهاكات بحق أهالي السويداء، ومع تصاعد تداول الأخبار الكاذبة والمحرضة على الفتنة والكراهية بين أبناء الشعب، ارتأينا ضرورة إطلاق حملة لجمع التواقيع على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا".
ولفتت إلى أنه تم جمع تواقيع من عدد كبير من الإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان، ومثقفين، وشخصيات مستقلة من مختلف أنحاء الشرق الأوسط والعالم بما في ذلك كردستان، مشيرةً إلى أن الحملة انطلقت في 22 تموز/يوليو الجاري، وستستمر لمدة 15 يوماً، بهدف إحباط المخططات التي تُرسم من قبل أعداء العدالة والديمقراطية.
ونوهت إلى أن نتائج الحملة سيتم الإعلان عنها لاحقاً بطريقة لم تُحدد بعد، حيث ما تزال آلية الإعلان قيد الدراسة لضمان تقديمها للرأي العام بشكل مدروس ومنظم، مؤكدةً على أنهم في تواصل مستمر مع منظمات حماية الإعلاميين ومنظمات حقوق الإنسان، بهدف إيجاد الطريقة الأنسب لنشر نتائج الحملة على نطاق واسع.
كما دعت كافة الشخصيات العامة والإعلاميين إلى الانضمام لهذه الحملة "لنكون سوياً صوت الحقيقة والعدالة"، مؤكدةً على ضرورة توحد الإعلاميين في مواجهة المخططات التي تستهدف الحقيقة وتزرع الكراهية بين الشعوب.
وأكدت أن الإعلام يجب أن يحافظ على دوره الأساسي في إيصال صوت الحقيقة إلى المجتمعات "سنبقى ندافع عن الحقيقة ونواصل عملنا للوصول إليها"، مشيرةً إلى أن الإعلام الحر لعب دوراً محورياً منذ انطلاق ثورة روج آفا، وكان له مساهمة بارزة في إيصال صوت أهالي السويداء الذين تعرضوا لمحاولات إبادة، حيث بذل الإعلام الحر جهوداً كبيرة ليكون صوت الشعب والحقيقة، وكلما نجح في ذلك ساهم بشكل كبير في توحيد الشعوب.
كما شددت على أهمية تعزيز خطاب الوحدة بين أبناء الشعب السوري "على الإعلام الحر أن يكون أداة لنشر السلام والديمقراطية، لنصل بسوريا إلى بر الأمان والديمقراطية المنشودة خاصة وأن الشعب السوري عانى كثيراً خلال سنوات الثورة ويستحق أن ينعم بالحرية والعدالة".
وتأتي هذه الحملة في وقت حساس تشتد فيه الحاجة إلى إعلام مسؤول يعكس تعددية المجتمع السوري ويحافظ على تماسكه الاجتماعي والسياسي، حيث تعتزم الحملة الإعلان عن نتائجها وخططها المستقبلية بعد انتهاء فترة جمع التواقيع، ضمن جهود متواصلة لمواجهة خطاب الكراهية وتعزيز بيئة إعلامية تستند إلى الأخلاق والمسؤولية، بحسب ما أفادت به الرئيسة المشتركة لاتحاد الإعلام الحر، أفين إبراهيم.