"كيف صارت صلوحة صليحة؟" رواية تكشف مرارة واقع المرأة

أصدرت الصحفية التونسية والباحثة في علوم الإعلام والاتصال، بثينة الغريبي، روايتها "كيف صارت صلوحة صليحة؟"، مسلطة الضوء فيها على معاناة المطربة التونسية صلوحة بنت إبراهيم بن عبد الحفيظ.

مركز الأخبار ـ تعد الرواية من أقوى الأدوات التي من خلالها يمكن إشراك المجتمع في القضايا الاجتماعية والبيئية المعقدة، حيث أنها تؤدي بطرق ما إلى تغيير المعتقدات والسلوكيات، فهي تزيد من احتمالية زيادة تذكر المعلومات إذ تم تلقيها على شكل قصة.

الفنانة التونسية صلوحة بنت إبراهيم بن عبد الحفيظ، عملت خادمة في البيوت وهي بعمر عشر سنوات، حيث عملت في قصر الباي التونسي ومنزل الفنانة التونسية بدرية، كما أنها زوّجت وهي صغيرة السن، على أمل أن تصادف السعادة وتعيد ترتيب وبناء حياتها وتحقق الاستقرار من خلال تأسيس عائلة، إلا أنها اصطدمت بواقع أشد قسوة مما كانت تتخيل، حيث فشل زواجها رغم انجابها ثلاثة أطفال بقيت منهم طفلة واحدة.

هذه قصة الفنانة صلوحة بنت إبراهيم بن عبد الحفيظ، التي سردتها الصحفية التونسية والباحثة في علوم الإعلام والاتصال، بثينة الغريبي في رواية لها حملت عنوان "كيف صارت صلوحة صليحة؟" سيرة بين ضفتين، وتم نشرها اليوم الأربعاء 16 نيسان/أبريل.

وهذا بعض ما جاء في غلاف الرواية "كيف صارت صليحة لم تَمُتْ. صليحة هيأوا لها كل الظروف لترحل سريعا عن عالمنا. دفعوها إلى الرحيل دفعا... صليحة؟ حاصرها الموت حين جاءت من ريف الكاف

إلى تونس العاصمة، فاختنقت بأهلها. حاصرها الموت لمّا اشتغلت خادمة في بيت بدرية وهي ابنة ثلاثة. عشر عاماً ... حاصرها الموت لما استكثروا عليها الحبّ... حاصرها الموت وهي تحترق بالبوخا...وحاصرها الموت حتى بعد رحيلها حين اقتصر تكريمها على وثائقي مدته بضع دقائق وكلمات لا تتجاوز المعتاد، كلمات تصلح للاستخدام في تأبين أي فنانة أخرى.... الصوت الذي وظفته الرّشيديّة لتحمي الإرث الموسيقي هي التونسي وتحافظ عليه عبر الأجيال ولهذا ندين لصوتها ما حيينا. سألتها: «ما الكذب يا صليحة؟» فقالت: «الكذب هو شغف التعلّق بالوجود إلى حدّ اختلاق قصص نقنع أنفسنا بها لعلّ هرمون الدوبامين يرتفع لدينا، كذب ما هو في نهاية المطاف إلّا مجموعة من الأعذار نتمسّك بها ليصير لهذه الحياة مذاق... وحياتي كانت كذبة تتأرجح بين ضفتين».