مؤتمر الرئاسة المشتركة نحو قيادة سوريا برؤى مشتركة بين الجنسين
سعى مؤتمر الرئاسة المشتركة الذي عقد في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا إلى جعل نموذج الرئاسة المشتركة نموذجاً عالمياً، كونه النظام الوحيد القادر على إنصاف المرأة وصون حقوقها، ولعب دورها في قيادة مجتمعها.

سيلفا الإبراهيم
الرقة ـ اعتبرت المشاركات في مؤتمر الرئاسة المشتركة أن انعقاد هذا الكونفرانس جاء رداً للعقلية المتطرفة التي تتبعها جهاديي هيئة تحرير الشام، في السعي لتطبيق نموذج أفغانستان في سوريا، مؤكدات مواصلة النضال حتى جعل هذا النموذج عالمياً.
عقد مجلس تجمع نساء زنوبيا أمس الثلاثاء 27 أيار/مايو المؤتمر الأول للرئاسة المشتركة بهدف تعزيز هذا النظام وجعله نموذجاً يحتذى به تحت شعار "من التنوع تنبثق قوتنا... ومن التشاركية تبنى إرادتنا"، في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا.
ويعتبر نظام الرئاسة المشتركة نظام بديل للذهنية القائمة على سلطة الجنس الواحد والفكر الواحد، وهو بناء هيكلية جديدة لنظم الإدارة وتحمل في طياتها القوة المعنوية والتطبيقية اللازمة للتحول للديمقراطية، والتي كانت دائماً ناقصة في طيات التاريخ وكان تطبيقها يرتبط بالرجل.
نموذج الرئاسة المشتركة...تجربة لصون وضمان حقوق المرأة
وعلى هامش المؤتمر قالت الإدارية في المجلس العام لتجمع نساء زنوبيا جيان ديرك أن "للمرة الأولى يعقد كونفرانس لنظام الرئاسة المشتركة في المنطقة وسعينا لأن يكون هذا الكونفرانس رائداً في ترسيخ تجربة نظام الرئاسة المشتركة ليس على صعيد سوريا فحسب بل على صعيد الشرق الأوسط، لأن هذا النظام ناجح ولكن لم تتبعه أي دولة في الشرق الأوسط بعد"، موضحةً أنه "بإمكان جميع السوريات في كافة المدن السورية الاقتداء بهذه التجربة لصون وضمان حقوقهن".
وتطرقت إلى ما تتبعه الحكومة المؤقتة في دمشق قائلةً "ما فعلته الحكومة المؤقتة منذ توليها السلطة هو إزالة المرأة من التاريخ وتمثل ذلك بشخصية خولة بنت الأزور والملكة زنوبيا، ولم تمنح المرأة أي دور في الحكومة، وبذلك تسعى لتطبق نموذج أفغانستان في سوريا، ولكن هذا الكونفراس هو رد على كل من يتجاهل المرأة ويتعمد قتلها ويرى أن السواد والعبودية من نصيبها، على الجميع إدراك حقيقة أن أي مكان يخلو من النساء لن يكون موفقاً".
"نظام الرئاسة المشتركة سيوحد صفوف المجتمع ويقوده"
وأشارت أن المرحلة التي يمر بها الشرق الأوسط حالياً بحاجة لنموذج الرئاسة المشتركة "تطبيق هذا النموذج سيكون بقيادة المرأة، فكما كانت ريادية بالتاريخ والمجتمع ستكون رائدة بالنهوض والبناء أيضاً، لذا تجمع نساء زنوبيا هو من بادر لعقد هذا الكونفرانس لأنه مؤمن بأن هذا النموذج هو من سيوحد صفوف المجتمع ويقوده، والعبء الأكبر يقع على عاتق النساء لأن المرأة هي من ستقود المجتمع والبلاد إلى بر الأمان".
وبينت أن "الذهنية الراديكالية التي تتبعها الحكومة المؤقتة غير مقبولة من قبل النساء، والنساء بالعموم ترشحن نظام الإدارة الذاتية لقيادة سوريا نحو بر الأمان ويعتبرنه نموذج مثالي يصون وحدة الشعب السوري ومكوناته وحرية المرأة وحقوقها"، مبينةً أن "توحيد هذه المواقف وتنظيمه سيجعل إرادة المرأة الحرة في الصدارة لأن القوة تكمن بالوحدة لذا من المهم توحيد صفوف النساء، وهذا ما سيجعل جميع السوريات يشعرن ببضعهن أكثر وستكون قضيتهن واحدة".
"الحياة الندية الحرة تتحقق في مضمون نظام الرئاسة المشتركة"
فيما أوضحت الرئيسة المشتركة لكونفدرالية تنظيمات المجتمع الديمقراطي في مقاطعة الرقة نسرين حسن أن "نظام الرئاسة المشتركة طبق وفق الأطروحات التي قدمها القائد أوجلان، والذي يستند على التشاركية والحياة الندية الحرة لكلا الجنسين، وهذا النموذج يرشح لتطبيقه في جميع بلدان الشرق الأوسط كون هذه المنطقة بحاجة لهذا النموذج أكثر من أي وقت مضى".
ولفتت إلى أن تطبيق نظام الرئاسة المشتركة عزز من دور المرأة مجتمعياً "عرف قرن الواحد والعشرون بقرن حرية المرأة لما شهده من ثورات بقيادتها واستطاعت أن تضمن حقها في المشاركة العادلة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إقليم شمال وشرق سوريا وخصوصاً بالنسبة للمناطق التي تحررت في السنوات الأخيرة من داعش كالطبقة والرقة ودير الزور، وبعد آلاف السنوات من التهميش والإقصاء لدورها، ومن خلال موقعها في نظام الرئاسة المشتركة باتت رائدة في نهوض مجتمعها والركيزة الأساسية في نجاح نظام الإدارة الذاتية".
وكما تطرقت إلى سن نظام الرئاسة المشتركة قانونياً في إقليم شمال وشرق سوريا "ركز العقد الاجتماعي على تطبيق نظام الرئاسة المشتركة، ووضع بنود خاصة تضمن حق المرأة بالمشاركة في جميع ميادين الحياة بنسبة 50 بالمئة والذي يستند على مبادئ حماية حقوق المرأة ووجودها في كافة المحافل، ويحميها من جميع أشكال العنف والتمييز والإقصاء الممارس بحقها، وحماية إنجازات ثورتها"، متمنيةً أن تنتقل هذه التجربة إلى كافة بلدان العالم.
"نؤمن بأنه بهذه التشاركية نستطيع قيادة سوريا نحو بر الأمان"
ومن جانبها قالت الناطقة باسم مجلس تجمع نساء زنوبيا شهرزاد الجاسم أن "انعقاد المؤتمر جاء بعد عقد عدة اجتماعات مصغرة لشرح مفهوم وآلية تطبيق نظام الرئاسة المشتركة في المنطقة، ووضع الخطط والبرامج التي تصب لصالح إنجاح هذه التجربة الفريدة بشكل مثالي في المنطقة"، لافتةً إلى أن "المؤتمر جاء انعقاده في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة"، معتبرةً أنه "بمثابة رسالة إلى الحكومة المؤقتة، ولتسليط الضوء على أهدافنا ومبادئنا التي نعمل بها منذ سنوات ونسعى لتطبيقها في سوريا لتصبح نموذجاً للشرق الأوسط".
ولفتت إلى أن تجربة نظام الرئاسة المشتركة نجحت في إقليم شمال وشرق وسوريا "هذا النموذج طبق للمرة الأولى في مناطقنا واستطاع أن يرسخ العدالة والمساواة بين كلا الجنسين في اتخاذ القرارات المصيرية على الصعيدين السياسي والاقتصادي ونؤمن بأنه بهذه التشاركية نستطيع قيادة سوريا نحو بر الأمان".
وأوضحت أن هذا النظام قائم على أساس "الوعي والاحترام المتبادل للآراء بين الجنسين مع التعاون المشترك وهذا يقضي على مفهوم تبعية المرأة للرجل، وبات هذا التشارك أسلوب يعتمد في إقليم شمال وشرق سوريا وذلك نتيجة الاجتماعات والندوات والحملات التوعوية التي تحث على التكاملية التي يحدثها هذا النظام".
ابرز إنجازات مشروع الأمة الديمقراطية وثورة المرأة
وأشارت شهرزاد الجاسم في ختام حديثها إلى أن "المرأة عملت بجد لتكون شريكة فعّالة في تطبيق الرئاسة المشتركة، وبذلت جهود كبيرة لإنجاح هذه التجربة وتطبيقها بالشكل الصحيح القائم على الحياة التشاركية، فالرئاسة المشتركة من أبرز إنجازات مشروع الأمة الديمقراطية وثورة المرأة، لأنها ثمرة التضحيات التي قدمتها الثورة والنضال الدؤوب لتحقيق العدالة والمساواة".