كٌلرخ إيرائي تدعو إلى الوحدة الجماعية ضد عقوبة الإعدام
وجهت السجينة السياسية المعتقلة في سجن إيفين كُلرخ إيرائي رسالة تدعو فيها إلى الوحدة الجماعية ضد عقوبة الإعدام، مؤكدةً أن الإرادة الجماعية هي السبيل لكسر هذه الممارسات.

مركز الأخبار ـ وصفت الناشطة كُلرح إيرائي في رسالتها تجربة المعتقلين اللذين يواجهون أحكام الإعدام داخل السجون الإيرانية، إضافة إلى اللحظات الأخيرة التي يعيشها المحكوم عليهم قبل تنفيذ الحكم.
نشرت الناشطة والمعتقلة في سجن إيفين كُلرخ ايرائي، اليوم الاثنين الخامس من أيار/مايو، رسالة أشارت فيها إلى أن مجرد التحدث علناً لا يكفي لكسر المشنقة، ودعت إلى وحدة الشعب الإيراني والتجمع أمام مختلف السجون في إيران.
وجاء في نص الرسالة "ليس للصمت معنى في السجن، كل مكان مليء بالصوت، لكنه صوت لا يمكن استخدامه لتصوير الأحلام، بالنسبة لشخص يتخيل بالصوت ويستطيع أن يكتب كل ما يخطر بباله، يصبح الأمر صعباً من الأفضل أن تأخذ قلماً وتكتب شيئاً هنا في الليل على سبيل المثال يمكنك الذهاب إلى غرفة التدخين أسفل الدرج، الذي تم إغلاقه، وخلف الباب جدار مصنوع من كتل رمادية وأسمنت، هناك عندما تغمض عينيك لا يمكنك إلا أن تغرق في صوت مكيف الهواء الصناعي الذي يعوي بجانبك، من الصعب أن أخرج حلماً من ضجيج التهوية الصناعية، التي كنت أعتقد سابقاً أنها مناسبة لتربية الدواجن، ولكن يمكنك أن تغلق عينيك وتتخيل.
قبل فترة أُعلن أن الجمهورية الإسلامية أعدمت نحو ألف شخص في عام واحد، محطمة بذلك رقمها القياسي الذي حققته في العقدين الماضيين، لقد سجلنا رقماً قياسياً وتمكنا من البقاء صامتين ومشاهدة لمدة كافية لتحقيق مثل هذا التصنيف الرهيب.
كنت جالسة على كرسي خشبي منغمسة في صوت مكيف الهواء، كنت أغمض عيني وأدخن سيجارة كان منتصف الليل أو ربما قرب أذان صلاة الفجر، كان استعراض هذا الخبر ورعب اقتراب أذان الفجر كافياً لتتعالى الأصوات، أعني كم عدد الأشخاص الذين يتم نقلهم من حيث سيتم إعدامهم؟ كان ذلك كافياً لتتدفق الأصوات، صوت الأحذية تقترب صوت مفتاح يدور في قفل حديدي، صوت فتح القفل، وصوت قفل منزلق يتم سحبه وإغلاقه بقوة، إضافة إلى صوت المفصلات الصدئة على باب الزنزانة وهي تدور، وصوت باب حديدي يصطدم بحائط خرساني، وصوت جندي متحول "قم" وصمت، صوت ضابط حرس منغمس في عمله "هيا بنا يا باشا" وصمت مرة أخرى.
هناك صوت أحذية الجنود تدخل الزنزانة برفقة ضابط الحرس وعدد من القوات المساعدة، وصوت احتكاك الأجساد ببعضها البعض وجسد يكافح من أجل "عدم المجيء" إلى جانب صوت طريق وحيد على الباب الحديدي الذي ترك مفتوح نصفه، كان من الممكن سماع صوت تنفس ثقيل من الزنازين المجاورة.
صوت الأحذية التي تسير في الممر باتجاه باب الخروج وصوت النعال البلاستيكية وهي تصطدم بالأرضية الخزفية للممر في شكل صرخة حادة صاخبة، صوت الأبواب وهي تفتح وتغلق واحدا تلو الآخر، لقد ضاع صوت الجسد الذي يكافح، وهو الآن ممدد على الأرض، وسط صوت المؤذن النائم، صوت تثاؤب سائق سيارة الإسعاف الذي يتكئ بفارغ الصبر على سيارته، منتظراً أن ينتهي كل شيء بسرعة حتى يتمكن من ممارسة عمله، صوت طبيب يعلن تقريره عن حالة أحد السجناء المحكوم عليهم بالإعدام لرجل يحمل ملفاً، وصوت حبات المسبحة المتساقطة للرجل الذي كان حاضراً في مسرح الإعدام، وكان يتمتم بشيء ما في نفسه.
انتهت السيجارة، لكي أهرب من صوت الجسد الذي يكافح من أجل البقاء، بحثت دون وعي عن ملجأ في صوت التهوية الصناعية، حاولت أن أسمعه مرة أخرى حتى تلاشى الصوت الآخر، فتحت عيني سحبت نعالي على الأرض ونظرت إلى المحيط الذي رسمته فيدا على الحائط، كنت أتخيل صوت الماء عندما كنت وحدي هنا، ولكن لم يكن الأمر كالعادة، جرعة الماء غرقت كل شيء في حد ذاتها مثل حبل المشنقة حول رقبة رجل محكوم عليه بالإعدام، فإن إيقاع اهتزاز جسده المعلق أصبح أبطأ وأبطأ، رجل محكوم عليه بالإعدام كانت آخر أصواته صوت فتح مصيدة الموت، وصوت إطلاق الحبل وكسر رقبته والشخير القاسي لأنفاسه الأخيرة، الذي هدأ مع صوت نعاله وهي تُلقى على الأرض تحت قدميه، نحن نتخيل الموت ونرويه ونعيشه لكن من ينتظر الليل خلف مسرح جريمة قتل طفله مع بصيص أمل يعيش الموت أكثر منا.
لقد طلب منا محسن لنكرنيشين أن نكون صوته، كما طلب منا والدا محسن أن نكون صوتهم، طلبنا من بعضنا البعض أن نكون أصواتهم، وبينما طلبنا جميعاً من بعضنا البعض أن نكون أصواتهم قتلناه.
يملك الصوت قدرة غريبة على تخيل الأحلام والكوابيس، ولكن لكسر المشنقة صوت الوحدة لا يكفي، ربما كان من الضروري بعد أن سمعنا أصوات بعضنا البعض وصوت أم محسن وأم محمد، أو صوت آغا ما شاء الله كرامي، أن نربط أحذيتنا ونغلق أبواب البيت ببعضها، ونعود إلى باب السجن، على الأقل لم نترك الشخص الذي اتصل بنا وحيداً في ذلك الشفق المميت، وقلنا بصوت عالٍ "لا" للإعدام، وأصبحنا مثل صوت نداء واضح لتدفق الماء، وهو أقرب إلى ارتباط بالإرادة منه إلى مجرد صوت الإرادة للتدفق".