كلستان تارا وهيرو بهاء الدين... استشهادهما عزز روح النضال والمقاومة
استشهاد الصحفيتان كلستان تارا وهيرو بهاء الدين اللتان ناضلتا بقلمهما لكشف الحقيقة، عزز روح النضال والمقاومة لدى الشعوب التواقة للحرية والديمقراطية.
نرمين أحمد
السليمانية ـ يمر اليوم 40 يوماً على اغتيال كلستان تارا وهيرو بهاء الدين، الصحفيتين التابعتين لشركة جتر، اللتين استهدفتا من قبل الدولة التركية، بطائرة مسيرة في 23 آب/أغسطس أثناء قيامهما بواجبهما الإعلامي على طريق سعيد صادق ـ حلبجة في مدينة السليمانية بإقليم كردستان.
تاريخ نضال الصحفيين الأحرار
بالنظر إلى تاريخ البشرية يظهر أن دور المرأة لم يتم إعادة كتابته بسبب العقلية الأبوية، ونضالات المرأة ظلت مخفية في صفحات التاريخ.
وكما يقولون "لا يبقى القمر خلف السحاب دائماً"، فتاريخ المرأة في عصرنا هذا لن يخفى من خلال النضال والمقاومة من أجل إثبات الوجود.
وفتحت المرأة الكردية صفحة جديدة في كتاب التاريخ بنضالها وأعادت كتابة أسمها بأحرف من ذهب بالتضحية بحياتها على طريق الحرية وسيبقى أسمها خالد في التاريخ.
كلستان تارا، ولدت عام 1983 في مدينة إيله في منطقة باتمان بشمال كردستان. قررت القيام بمسؤوليتها كامرأة كردية من أجل أمتها وشعبها من خلال الإعلام الحر.
رحلة كلستان تارا النضالية لم تقتصر على الشمال، بل أصبحت بقلمها وكاميرتها صوت الشعب الكردي بأكمله، وخاصة النساء.
كسرت محرمات المجتمع من خلال حمل الكاميرا على أكتافها، والأقلام والميكروفونات في أيديها، وأظهرت أن المرأة يمكن أن تكون صوت الحقيقة الحقيقي في أي مجال.
بفضل نضالها المتواصل وتعليمها الذاتي، أصبحت كلستان تارا كحديقة تعيش فيها النساء وتفوح منها رائحة الحرية.
"الطابع المرن للصحافة الكردية أوصلنا إلى يومنا هذا"
وقالت كلستان تارا في إحدى البرامج "تاريخ الصحافة الكردية لديه تقليد عظيم من المقاومة، وباعتبارنا استمراراً لهذا التقليد، فإننا اليوم نقاتل في روج آفا كردستان وإقليم شمال وشرق سوريا، نحن نشهد النضال والثورة التي تحدث هنا، لقد قطعت الصحافة الكردية شوطاً طويلاً، لقد سلط تطور الثقافة الكردية الضوء على العديد من الحقائق من حيث كشف الحقيقة ضد ظلم الدولة، لقد أوصلنا طابع المقاومة والنضال لتاريخ الصحافة الكردية إلى يومنا هذا".
"لنجعل صوتنا مسموعاً في جميع أنحاء العالم"
تمكنت كلستان تارا، التي رأت قوة المجتمع في جوهر المرأة، من إظهار قوة المرأة وتأثيرها في النضال حتى النصر من خلال التحدث مع النساء وتبادل تجاربهن خلال الهجمات على سري كانيه في روج آفا، وقد أوفت كلستان تارا بوعدها من خلال نضالها الصحفي واستطاعت أن ترفع أصوات النساء اللاتي كن رمزاً للمقاومة في العالم.
وقالت "لولا الرغبة في كشف الحقيقة، لما كنا نسير على طريق الصحافة الكردية اليوم". هذه الرغبة وسعت آفاق وأهداف كلستان تارا. وكانت محطتها الأخيرة وكاميراتها عبر الإعلام الحر هي إقليم كردستان، حيث تمكنت في عام 2020 من أن تصبح رائدة في مجال الصحافة لأولئك الذين يبحثون عن الحقيقة.
كلستان تارا التي كرست 20 عاماً من حياتها للصحافة الحرة، على الرغم من أنها كانت مستشارة برامج سياسية في شركة جتر الإعلامية، كانت تجمع الجميع حولها مثل زهرة عطرة.
هيرو بهاء الدين ولدت عام 1992 في مدينة السليمانية وتحديداً من قرية تيمارن، تخرجت من كلية الهندسة في جامعة السليمانية. وهناك التقت بالصحفية كلستان تارا واستمرت في عملها لمدة ست سنوات من أجل نقل الحقيقة.
كان إقليم كردستان بمثابة حديقة وكانت كلستان تارا وهيرو بهاء الدين كزهرتين من جزأين مختلفين من كردستان تسقيان أعصابهما بنفس الفكر والأيديولوجية.
هناك الكثير من الكراهية والخوف تجاه الإعلام الحر والصحفيين والشخصيات البارزة في إقليم كردستان، وخاصة حزب PDK الذي يخاف من الصحفيين. ولذلك، يجب على كافة شرائح المجتمع أن تتحد ضد هذا الظلم الذي يتعرض له الصحفي الذي وظيفته الوحيدة هي التعبير عن رأيه ونقل الحقيقة.
كلستان تارا وهيرو بهاء الدين صحفيتان أصبحت أسماؤهما موسيقى الخوف للأعداء وأصبحت أصواتهما مصدر الحرية للنساء وأظهرتا أنهما على استعداد للتضحية بحياتهما من أجل رفع مستوى الوعي بين الأمة والنساء والشباب فذلك دفعهم للتضحية بحياتهم من أجل كشف الحقيقة.