"KJK" تدعو لبناء مجتمع ديمقراطي ومقاومة نسائية منظمة

أدانت منظومة المرأة الكردستانية "KJK"، في بيان لها ما تعرض له الشعب الإيزيدي في شنكال على يد داعش عام 2014، وعدم محاسبة مرتكبي الإبادة الجماعية رغم مرور أحد عشر عاماً عليها.

مركز الأخبار ـ أكدت منظومة المرأة الكردستانية على أهمية المقاومة الديمقراطية، داعيةً إلى تطوير نماذج ذاتية تستند إلى التعايش السلمي، والدفاع عن التنوع الثقافي، وحقوق المرأة، كحل بديل في وجه القمع والتطرف الإيديولوجي الذي يهدد المنطقة بأكملها.

أصدرت منظومة المرأة الكردستانية ""KJK، اليوم الأربعاء 30 تموز/يوليو، بياناً في الذكرى الحادية عشرة للإبادة الجماعية بحق الإيزيديين في شنكال.

وجاء في البيان "في الذكرى السنوية الحادية عشرة للإبادة الجماعية بحق الإيزيديين في شنكال التي نفذتها داعش في 3 آب 2014، نُدين بشدة داعش وكل القوى الهيمنية التي تقف خلفها".

وأضاف البيان "على مدار 11 عاماً، قاوم شعبنا الإيزيدي بكل إرادة في مواجهة جميع الهجمات والإبادات، مستنداً إلى الإدارة الذاتية والدفاع الذاتي".

وأشار إلى أن القوى الرأسمالية العالمية لا تزال تسعى وراء مصالحها غير المشروعة، مستخدمة استراتيجيات الإبادة الجماعية ضد الشعوب والمجموعات الدينية والعرقية، بالإضافة إلى النساء والأطفال، دون توقف، لافتاً إلى أنه تحت ذرائع مثل "إعادة تشكيل الشرق الأوسط"، "توازنات القوى الجديدة"، و"المنافسة على الهيمنة الإقليمية"، تُحاول هذه القوى تحويل الإبادة الجماعية إلى سياسة مُمنهجة.

ونوه البيان إلى أن تلك الممارسات التي بدأت من شنكال والموصل، مروراً بكوباني والرقة ومنبج، حيث نفذت داعش جرائمها، وتتجلى اليوم في غزة، حيث يقتل مئات الآلاف بسبب الحصار والجوع المفروض عن عمد، وفي السويداء، يتم استهداف الطائفة الدرزية، وعلى السواحل السورية تُرتكب عمليات إبادة بحق المجتمعات العلوية والنصيرية والمسيحية، خصوصاً النساء، مما يُحدث صدمة عالمية "يُجبر مئات الآلاف من الناس على ترك موطنهم، وتحدث تغييرات ديمغرافية تحت مسمى التطهير العرقي، وكأنها أصبحت ممارسة يومية مروعة".

وركز البيان على نقاط جوهرية تتعلق بالدور الذي تلعبه القوى الدولية والإقليمية الحاكمة في منح مجموعات متطرفة مثل داعش وأشباهها، والتي تُعتبر من صنعها الخاص، اعترافاً كقوة ذات شرعية سياسية في مناطق حساسة مثل الشرق الأوسط، وهو إقليم غني بشعوبه ومجتمعاته ذات التاريخ العريق "هذه الكيانات المتطرفة تفتقر إلى الإنسانية والقيم الأخلاقية التي تعززها كل الأديان، بما في ذلك مبادئ الضمير، والتراحم، واحترام الحياة البشرية، وهذا ما يتجلى بوضوح في تقارير الأمم المتحدة التي تتناول نتائج جرائم داعش بشكل غير مُعمق".

ولفت إلى أنه حتى اليوم، لم يتم التحقيق الشامل في المجازر الجماعية التي ارتكبت بحق شعوب مختلفة، وخاصة بحق أبناء الشعب العربي السني، في مواقع مثل صحارى سوريا ودير الزور والرقة والطبقة وتدمر، كما لا تزال أعداد النساء اللواتي خطفن وأُسيء إليهن أو استُغللن كعبيد في تصاعد مستمر "يُساهم هذا الواقع في تعمق الأزمة بسبب المناخ السياسي الذي أوجدته القوى الدولية، وبدعم مباشر أو ضمني من تلك القوى والدول الإقليمية، تواجه النساء إبادة ممنهجة تتفاقم يوماً بعد يوم، مما يعكس مأساة إنسانية تستدعي تحركاً عاجلاً".

وأوضح البيان أنه على الرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الكردي والعربي والسرياني، حيث ضحى بعشرات الآلاف من أبنائه وبناته في سبيل مواجهة داعش، تُفرض عليهم الآن أنظمة دكتاتورية تحمل ذات العقلية المتطرفة التي تمثلها داعش.

وتابع البيان "هذه الأنظمة تتسم بعدائها العميق للحياة الإنسانية، حقوق الشعوب، النساء، المعتقدات الدينية، وتفتقر بشكل كامل للتسامح تجاه التنوع الثقافي واللغوي أو احترام النظم الديمقراطية، تحت ظل هذه الأنظمة القمعية، يُجبر الشعوب على قبول الوضع القائم دون اعتراض، وتسليم كل قيمهم ومبادئهم أو مواجهة خطر الإبادة الجماعية، حيث يتم اختزال هذا النهج في فكرة أنه على الجميع القبول بشروط هذه الأنظمة أو الموت، ويروج ذلك كأنه الحل للمشاكل التي تواجه المنطقة".

وأوضح أن "النتيجة الفعلية هي استمرار فرض أنظمة مستبدة قائمة على أيديولوجيات متطرفة ومناهضة لكل ما يرمز للحرية والديمقراطية، ما يعزز معاناة شعوب الشرق الأوسط، وفي ظل هذا المشهد، تسعى القوى الدولية لتحقيق مصالحها الخاصة عبر تعطيل أي فرصة لنشوء السلام أو توسع الديمقراطية في المنطقة".

وترى منظومة المرأة الكردستانية أن الحل الذي تفرضه القوى المهيمنة يبدو وكأنه خطة تعرقل أي جهود للتنوير أو للتحول الديمقراطي، كما تعرقل فرص تعايش الشعوب المختلفة بسلام، مشيراً إلى إنه توجه يقضي على كل محاولات بناء مسارات ديمقراطية بديلة ويدفع المجتمعات نحو صراعات متزايدة فيما بينها، علاوة على ذلك، يعمق هذا الحل حالة استعباد النساء ضمن واقع مظلم ومهين، ويعزز السياسات التي تنتج عنفاً منهجياً، بما في ذلك التطهير العرقي والإبادة الجماعية، مما يصب بشكل مباشر في مصالح تلك القوى المهيمنة.

وأشارت إلى أنه على مدار السنوات الخمس عشرة الماضية، شهدت البشرية، وبالأخص منطقة الشرق الأوسط، مقاومة قوية ذات تأثير عميق، وفي مواجهة سياسات الإبادة الجماعية واستهداف النساء، تحولت المنطقة مؤخراً إلى ساحة لتجربة مقاومة غير مسبوقة.

ونوهت إلى أنه مع تصاعد الهجمات الرجعية والنزاعات القومية المعادية للتنوع وللنساء، ظهرت ثقافة جديدة تستند إلى الإرث التاريخي والثقافي الذي يميز الشرق الأوسط، هذا الإرث يعكس مبادئ التعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة، والتآخي المشترك، بالإضافة إلى القدرة على التصدي للتحديات الجماعية "من خلال جهود الدفاع الذاتي وخلق بيئة تعايش مشترك بين شعوب مثل الكرد، العرب، السريان، الأرمن، الإيزيديين، والعلويين، تجلت تجربة أصبحت نموذجاً ملهماً للحلول البديلة ولتحقيق التعايش المستدام، هذه الجهود ترتكز على قيم ديمقراطية تدعم دور المرأة بشكل فاعل في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية، بعيداً عن التأثيرات القومية والدينية المتطرفة".

وترى منظومة المرأة الكردستانية أن تجربة إقليم شمال وشرق سوريا وروج آفا تشهد تزايداً في القبول والدعم من مختلف شعوب المنطقة، ابتداءً من العلويين والدروز في سوريا وصولاً إلى فئات متنوعة أخرى، هذا التغيير يُعد ثورة ثقافية وفكرية تلعب دوراً محورياً في مواجهة التحديات العميقة التي أثرت على شعوب الشرق الأوسط لأكثر من 150 عاماً، نتيجة السياسات التقسيمية والتدخلات الخارجية، بالإضافة إلى القمع الذي مارسته الأنظمة الاستبدادية المعادية للتنوع الثقافي "في هذا الإطار، تُعتبر النماذج الديمقراطية التي تدعو للسلام والعيش المشترك حلاً فعالاً ومتكاملاً أشبه بـ "الدواء" لشعوب المنطقة، مما أكسبها قبولاً واسعاً، خاصة بين النساء والفئات الساعية لإيجاد حلول مشتركة ومستدامة.

وأضاف البيان "في الوقت الراهن، يتعين على الشعوب والنساء والمكونات الدينية والإثنية تطوير نماذجها الخاصة لتحقيق السلام وإيجاد حلول ديمقراطية بعيداً عن الاعتماد على السياسات القمعية التي تنتهجها الدول القومية أو القوى العالمية ذات الهيمنة. إن تعزيز التضامن والعمل المشترك لبلورة دور جماعي سيؤدي إلى تحقيق نتائج ملموسة تسهم في خدمة الشعوب وترسيخ الحقوق الديمقراطية. وفي هذا الإطار، يُعتبر الإعلان الصادر عن قيادتنا في 27 فبراير بشأن إطلاق عملية السلام وبناء المجتمع الديمقراطي بمثابة دعوة لا تقتصر على تركيا وكردستان، بل تمتد لتشمل حلاً شاملاً يعكس ميثاق الحياة الديمقراطية لشعوب الشرق الأوسط، ويقدم نموذجًا يُستفاد منه في تشكيل معالم القرن الجديد".

ودعت منظومة المرأة الكردستانية في بيانها "شعوب الشرق الأوسط، والنساء على وجه الخصوص، وجميع شعوب العالم إلى تعزيز مقاومتهم ضد سياسات الإبادة الجماعية واستهداف النساء، وذلك بصورة أكثر تنظيماً وفعالية. كما نحث الجميع على توحيد الجهود للارتقاء بأسس المقاومة المشتركة وتعزيز حماية الإرادة الساعية إلى حلول ديمقراطية. وبالمثل، ندعو المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، إلى جانب المثقفين والمدافعين عن قيم الديمقراطية، إلى التصدي بجرأة ورفع أصواتهم في مواجهة كافة الهجمات التي تهدد الإنسانية".