خطاب الكراهية ضد النساء... خطر اجتماعي عالمي يتفاقم

يُعد خطاب الكراهية من أخطر أشكال التمييز السلبي الذي يستخدم لغة مهينة تستهدف النساء، ويركز على السلبيات ويتغاضى عن الإيجابيات، ويهدف إلى التقليل من شأنهنَ وتهديد وجودهم ومشاركاتهن في المجتمع.

سيرين محمد

حلب ـ خطاب الكراهية هو شكل من أشكال الخطاب الذي يعمل على التمييز الاحتقاري والعنصري المبني على أسس عرقية أو طائفية أو دينية، ويعمل على تهميش دور المرأة وإنكار وجودها ومشاركاتها، وهو أخطر أشكال العنف الذي يُمارس ضد النساء خصوصاً في ظل تطور وسائل التواصل الافتراضي التي بدورها سنحت الفرصة أمام الكثير من الناس والمراهقين لاستغلال هذه المواقع لأغراض سلبية بسبب عدم وجود قيوم صارمة.

أشارت الناطقة باسم مكتب منظمة سارا بمدينة حلب السورية أمل إسماعيل إلى أنه بعد التطور الكبير الذي شهده العالم في المجال التكنولوجي والعالم الافتراضي فيما ازدادت حالات الهجوم والتحريض على النساء سواء عن طريق خطاب الكراهية أو الأساليب التحريضية الأخرى، الأمر الذي يستهدف جنسهنَ وأدوارهنَ ويعمل على الحد من إنجازاتهن، ويؤدي إلى آثار نفسية سلبية شنيعة مما يحد ويقلل من قدراتها وإبداعها.

وأخصّتْ بالذكر النساء الناجحات والعاملات واللواتي لديهن أثر فاعل وواضح في المجتمعات هنَّ أكثر من يتعرض لخطاب الكراهية سواء من جهة الذهنية الذكورية المتعصبة للرجال، فهدف هذه الخطابات هو إحباط النساء وسلب ثقتهن بأنفسهن.

ولفتت إلى تفشي وانتشار ظاهرة التطرف الديني في المجتمع السوري بشكل كبير مع سيطرة جهاديي هيئة تحرير الشام على الحكم مبينة "حيث تعمل بعض الجهات والفئات على فرض اللباس الشرعي على النساء، ووصلت بهم الحالة إلى إعطاء النساء المسيحيات لباس شرعي".

وأكدت أن المجتمع السليم والصحيح تحكمه أخلاقه وما هو شائع عنه من أفكار إيجابية وليس لباس النساء "فنحن لدينا عادات وتقاليد ورثناها عن أجدادنا وتربينا عليها وسنبقى محافظين عليها".

 

"لماذا لا يتم محاربة ظاهرة استخدام المرأة كسلعة في الإعلانات؟"

وأشارت أمل إسماعيل إلى ضرورة محاربة ظاهرة استخدام المرأة كسلعة في الإعلانات التجارية، بدل التركيز على لباس النساء من الأديان الأخرى.

وأكدت أن نوع اللباس الذي ترتديه المرأة لا يحصنها، وإنما ما يحصنها ويحميها هو أفكارها وتربيتها التي تلقتها منذ الطفولة، فاليوم يتم النظر إلى المجتمعات على أساس لباس النساء فيه "بالطبع هذه النظرة غير صحيحة ولا يمكن العمل عليها كمرجع أو أساس، فإذا كانت هذه النظرة صحيحة، لماذا نرى في المجتمعات التي تكون المرأة مرتدية النقاب واللباس الشرعي نسبة التحرش بالنساء تكون أكبر؟".

وأضافت "إذا جئنا للدين الإسلامي الحقيقي إذا لم يفعل الإنسان كل تصرفاته عن قناعة وحب لا يأخذ أجره، وبالطبع هذه الأفكار المتطرفة لا تخلق سوى حالة من الفوضى في المجتمعات".

لذلك أكدت أنه يجب أن يكون هناك دور للمؤسسات الحكومية قبل المؤسسات الاجتماعية في محاربة خطاب الكراهية بكافة أشكالها وأساليبها، لأن سوريا تملك فسيفساء من المكونات والأديان والطوائف والمعتقدات ولا يمكن تغيير هذه الحقيقة التي تميز المجتمع السوري عن غيره من المجتمعات.

 

"دور التوعية في الحد من آثار خطاب الكراهية"

وشددت أمل إسماعيل على ضرورة محاربة هذه الظاهرة عن طريق التوعية للحد منها والقدرة على تخطي آثارها السلبية التي تتركها في نفوس النساء، فيمكن استخدام وسائل التواصل الافتراضي للحد منها، بدل استخدام هذه المواقع بطريقة سلبية وهجومية.

وبينت أنه إذا بقيت ذهنية فئات من المجتمع تتراجع إلى مئات السنين للوراء، فالثورة التي اندلعت لم تحقق سوى الفوضى "نحن في مجتمع شرقي يتأثر بالإشاعات والكلام السلبي، خصوصاً الذي يمس المرأة وسمعتها، ومن أقسى أشكال العنف الذي يُمارس ضد النساء هو الشتائم ونشر الإشاعات"، موضحة أن مثل هذه الظاهرة تنتشر بسرعة بين أفراد المجتمع، لذلك يجب أن يكون الدور الأساسي هو مجتمعي توعوي، ودور مؤسساتي فاعل يوعي المجتمع.

وفي ختام حديثها، ناشدت أمل إسماعيل كل النساء اللواتي لديهن القدرة على الوقوف في وجه خطاب الكراهية "أي امرأة تتعرض لهذه الظاهرة يجب أن يكون لديها وعي كامل لتخطي آثار هذه الظواهر السلبية وألا يكون ذلك عائق أمام حياتها ومشاركاتها في كافة مجالات الحياة".