خريجو حلبجة يواصلون احتجاجاتهم رفضاً للتوظيف الحزبي

رغم حالة الإحباط التي تسود بين سكان إقليم كردستان تجاه التظاهر، بعد سنوات من الاحتجاجات التي لم تثمر عن نتائج ملموسة، يواصل خريجو المعاهد في حلبجة احتجاجاتهم رافضين التوظيف الحزبي ومتمسكين بمطالبهم المشروعة.

مهربان سلام

حلبجة ـ تتصاعد الأزمات في إقليم كردستان يوماً بعد يوم، وسط تراجع ثقة المواطنين بالسلطات، ما يدفعهم إلى التظاهر بحثاً عن حلول، إلا أن هذه الاحتجاجات، رغم استمرارها لم تُحدث تغييراً فعلياً حتى الآن.

في محافظة حلبجة بإقليم كردستان وللأسبوع السابع على التوالي يتجمع خريجو المعاهد أمام مبنى المحافظة، احتجاجاً على تعيين ٥٢ شخصاً وفقاً للمحسوبيات الحزبية، دون مراعاة للكفاءة أو الاستحقاق، ورغم تجاهل السلطات لمطالبهم، يواصل المحتجون تحركهم السلمي، من بينهم أفين مختار عبد الله، خريجة المعهد التقني في حلبجة عام ٢٠١٢، التي لم تمنح فرصة التوظيف بسبب عدم انتمائها الحزبي، فاختارت مع رفاقها طريق الاحتجاج الهادئ للمطالبة بحقهم في العمل.

وعن ذلك تقول "في هذا البلد إن لم تكن من أصحاب النفوذ، فلن يقدم لك شيء"، مشيرةً إلى أن المحتجين دخلوا مراراً إلى مبنى المحافظة لمحاورة المسؤولين، لكنهم لم يتلقوا أي رد واضح "إن لم تكن مدعوماً، فلن تُوظف، لدي صديقة تخرجت عام ٢٠٢٣ وتم تعيينها فوراً، إذا استمر التجاهل، سنلجأ إلى خيارات أخرى".

أما كوثر طاهر وهي إحدى المشاركات في الاحتجاج، فقالت "من الطبيعي أن نحتج في إقليم يُدار بنظام الكابينتين، حيث تقسم الحياة بين المنطقة الصفراء والمنطقة الخضراء، حين لا تلبى المطالب يصبح التظاهر ضرورة".

ويشير المحتجون إلى أن التظاهرات في إقليم كردستان لم تتوقف منذ انتفاضة ١٩٩١، خاصة في العقد الأخير، نتيجة عجز السلطات عن توفير الحقوق الأساسية للمواطنين، وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة بما فيها البرلمان والقضاء اللذان لم يقوما بدورهما في محاسبة الفاسدين.

وفي ختام حديثهم، أكدوا أن استمرار التظاهرات لم يحدث ضغطاً فعلياً على الحكومة للاستجابة للمطالب، ما أدى إلى تراجع الحماس الشعبي للمشاركة، وانخفاض مستوى الاستعداد للاحتجاج.