جيندا بوطان... القائدة التي أحيت الثورة
في جبهات القتال بسد تشرين وقرقوزاق يتصدى المقاتلون والمقاتلات لهجمات الاحتلال التركي بعزيمة وإصرار كبيرين ويوجهون ضربات موجعة له، وقد شكلت هذه العزيمة مصدر قوة لا تهزم لشعوب إقليم شمال وشرق سوريا.

سارا أفران
الحسكة ـ سهام إبراهيم من مواليد عام 2001 مدينة الرقة، ترعرعت في بيئة ثقافية وتحلت بروح الشعب الثورية، اتسمت بالقوة والشجاعة، مدركةً حقيقة الحياة الحاضرة التي قدمت للبشرية، تعلمت ثقافة الوطنية في عائلتها، وسمعت كغيرها من آلاف الأطفال الكرد، قصص المقاومة والأيام التي أصبحت تاريخاً ثميناً لشعبنا وكبرت ونشأت عليها.
مناضلة منحت الحياة لكل من حولها
عرفت سهام إبراهيم الملقبة بجيندا بوطان وشعرت بمعاناة شعبها وفي نفس الوقت حقيقة النساء اللواتي كان القائد عبد الله أوجلان يقدر نضالهن في ثورة روج آفا التي أصبحت مثالاً للثورات في العالم، وهذا أيضاً كان له تأثير كبير عليها، بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من أفراد عائلتها كانوا منخرطين في الثورة، لذلك بدأت في البحث عن حياة ذات قيمة من أجل الاستجابة لهذه الحقائق.
وانطلاقاً من هذه المبادئ، انضمت جيندا بوطان من كوباني مدينة المقاومة، اتخذت قرارات كبيرة وعاشت حياة قيمة، اختارت لقب جيندا بوطان لبدء حياتها من جديد بهويتي المرأة والشباب المقدستين، ومن عمق مشاعرها، ولكي تكون مناضلة في الثورة، طورت جهودها بشغف وفضول كبيرين. وبإرادة عالية وإصرار أعدت شخصيتها لأعمال ونشاطات هذه الثورة، وسرعان ما تعلمت حقيقة الحياة الحرة، ووفقاً للتدريب والتثقيف الأيديولوجي والعسكري الذي تلقته، أصبحت جيندا بوطان شخصاً كفؤاً ومخلصاً وذو خبرة. لقد كانت متواضعة بين رفاقها وتكافح بفلسفة وفكر القائد عبد الله أوجلان.
القائدة التي تتعلم وتعلم
ولأن جيندا بوطان كانت تجهز نفسها لتحمل المسؤولية بكل تفاني وعزيمة، في عام 2019، عندما نفذ الاحتلال التركي ومرتزقته هجمات لاحتلال مدينة رأس العين وتل أبيض، أصبحت على استعداد للنضال لذلك انضمت إلى حملة مقاومة الكرامة، إلا أنها أصيبت، لكن لم يكن ذلك كافياً لكسر إرادتها، بل على العكس، أظهرت المزيد من الإصرار والوفاء لمعتقداتها وللثورة والشعب ورفاق دربها.
بعد أن أصبحت جيندا بوطان ذات خبرة في تجارب الحرب والحياة، ومن أجل مشاركة هذه الخبرة مع رفاقها، شاركت في أكاديميات التخصص العسكري، ارتقت إلى مستوى واجباتها ووفت بمهامها وأصبحت القائدة التي تتعلم وتعلم، وبمتابعتها لأنشطة التدريب الفني العسكري طورت من شخصيتها بشكل أكبر. وبمرور الوقت، بنَت جيندا بوطان شخصيتها بمعايير ثورية عالية. وأصبحت رفيقة تتمتع بثقة كبيرة، وبفضل مواقفها الصادق، كانت محبوبة دائماً من قبل رفاقها.
كانت قائدة ومرشدة للعصر
مع ظهور وتطور المرحلة الأخيرة التي برزت في مناطقنا في نهاية عام 2024، بدأت كل من التطورات السريعة في سوريا بدأً من سقوط نظام البعث، وانتهاءً بشن الاحتلال التركي ومرتزقته هجمات على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وفي مواجهة ذلك، استجابت قوات وحدات حماية الشعب والمرأة، باستعدادات وتحركات سريعة لمنع حدوث أي تقدم ولحماية مكتسبات الثورة.
بروح التضحية وبدون تردد، توجه المئات من شباب وشابات إقليم شمال وشرق سوريا إلى المعركة التاريخية التي تدور رحاها على سد تشرين وجسر قرقوزاق ودير حافر، معركة استمرار لإرث مقاومة كوباني والشعب الكردي. في كل مرحلة تاريخية وحتى يومنا هذا، قدم أهالي إقليم شمال وشرق سوريا تضحيات كبيرة جداً من أجل ضمان الحرية وما زال يقدم، واليوم، بفضل مقاتلات مثل جيندا بوطان يعيش الشعب بأمان واستقرار.
لم يتمكن مرتزقة الاحتلال التركي من إضعاف إراداتها
كما شاركت القائدة جيندا بوطان في حملة الشهيد عزيز عرب، وبشجاعة وبطولة كبيرة أصبحت إحدى شهداء القضية. ومن خلال مشاركتها في العديد من العمليات الفعالة ضد أعداء الحرية والديمقراطية، قدمت ردوداً قاسية وكبيرة، جيندا بوطان، بموقفها الذي يمثل المرأة الحرة، قادت ووجهت الحملة والرفاق والعصر.
عندما قاتلت ضد مرتزقة تركيا في المعركة الخطيرة، لم ينجحوا في إضعاف روحها القتالية وإرادتها. ولذلك استهدفتها الطائرات المسيرة ورفيقها غريب حسكة بهجوم ، لينضما إلى قوافل الشهداء.