جوع وعنف وانتشار أمراض وأوبئة... كابوس يعيشه سكان السودان
أكدت مديرة اليونيسف كاثرين راسيل أن قوات الدعم السريع ارتكبت في ولاية الجزيرة جرائم بحق المدنيين دون تمييز راح ضحيتها عشرات القتلى بينهم أطفال، كما ارتكبت أعمال عنف جنسي ضد النساء والفتيات.
مركز الأخبار ـ على الرغم من تصاعد الدعوات الأممية والدولية لإنهاء الحرب وإيقاف أطلاق النار في السودان ألا أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا تزال مستمرة مخلفة كارثة إنسانية دفعت ملايين السكان إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بعد امتداد الاشتباكات إلى 13 ولاية من أصل 18.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أمس الاثنين تشرين الأول/أكتوبر، أن السكان في السودان يعيشون كابوس الجوع والعنف وانتشار الأمراض والأوبئة، مشيراً إلى أن آلام السكان تزداد يوماً بعد آخر خاصة مع مرور 18 شهر على بدء الحرب في البلاد.
ولفت إلى أن هناك 25 مليون شخص في السودان بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، مضيفاً أن الحرب أدت أيضاً إلى مقتل آلاف المدنيين في وقت عانى آخرون من جرائم مروعة مثل الاغتصاب والعنف الجنسي. وبين أن هناك تقارير واردة أكدت أن هناك عمليات قتل جماعي وعنف جنسي في ولاية الجزيرة.
ونوه إلى أن السكان في السودان يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة خاصة كابوس الفقر إذ يعاني قرابة 750 ألف شخص في البلاد من مستويات رهيبة من انعدام الأمن الغذائي والمجاعة، لافتاً إلى أن كابوس المرض والنزوح أيضاً فاقما معاناة الأهالي حيث نزح حوالي 11 مليون شخص وفر 3 ملايين أخرين إلى الدول المجاورة.
"نواجه خطراً جدياً يتمثل في تأجج عدم الاستقرار الإقليمي من الصحراء إلى القرن الإفريقي، ومن هناك إلى البحر الأحمر بسبب الحرب المستمرة في السودان" وفق ما أفاد به الأمين العام.
مقتل 10 أطفال وسط السودان
قتل ما لا يقل عن 10 أطفال وأصيب 43 أخرون بحسب ما قالته منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف في ظل تصاعد العنف بولاية الجزيرة وسط السودان خلال الأسبوع الماضي، بعد اتهامات محلية ودولية لقوات الدعم السريع بـ "ارتكاب جرائم قتل جماعية".
وفي بيان عبرت مديرة اليونيسف كاثرين راسيل عن قلقها إزاء العنف المتصاعد ضد الأطفال والأسر في ولاية الجزيرة بالسودان، والتقارير عن عمليات القتل الجماعي والعنف الجنسي واسع النطاق التي تطال النساء والفتيات وتدمير المنازل وسبل العيش.
وقالت إنه خلال الأسبوع الماضي فقط وردت تقارير عن مقتل 124 شخصاً في ولاية الجزيرة من بينهم 10 أطفال بعضهم في سن العاشرة، فضلاً عن إصابة ما لا يقل عن 43 طفلاً أخر بجروح، منوهةً إلى أن هناك تقارير تفيد بأن العديد من الفتيات لا يتجاوز أعمارهن 13عام تعرضن للاغتصاب.
وفي وقت سابق قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي أن قوات الدعم السريع شنت هجوماً واسعاً على ولاية الجزيرة، وارتكبت جرائم بحق المدنيين دون تمييز، كما ارتكبت أعمال عنف جنسي ضد النساء والفتيات، ونهبوا الأسواق والمنازل على نطاق واسع وأحرقوا المزارع.
والجدير بالذكر أن قوات الدعم السريع منذ بدء حربها مع الجيش السوداني في الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 سيطرت على أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة بما فيها عاصمتها ود مدني، باستثناء مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوباً، وغرباً حتى حدود ولاية النيل الأبيض.