جلسة حوارية تؤكد على أهمية خلق بيئة آمنة للفتيات لمشاركة تجاربهن وقصص نجاحهن
لا تزال نسبة النساء في مجال العلوم والتقنية لم تتجاوز 30% في العالم أجمع وهي نسبة ضعيفة مقارنة إلى ما تتطلع المرأة إلى تحقيقه في هذا المجالات العلمية، التي لا تزال في كثير من البلدان حكراً على الرجال.
ابتسام اغفير
بنغازي ـ بمناسبة اليوم العالمي للنساء والفتيات في مجال العلوم الذي يصادف 11 شباط/فبراير، أقامت منظمة "النساء للنساء" جلسة حوارية حول التفوق العلمي للنساء "قصص إلهام ونجاح".
تم خلال الجلسة استضافة الدكتورة ابتهال الشامي وهي أستاذ مساعد في كلية التقنية الكهربائية والإلكترونية حاصلة على دكتوراه في هندسة الاتصالات اللاسلكية من ماليزيا، ولديها مشروع خاص ريادي في مجاله حصلت من خلاله على العديد من الجوائز والمنح، ونهال عوض خريجة حديثاً من كلية تقنية المعلومات وتعمل كمصممة ومحللة بيانات مستقلة.
كما تم استضافة الأستاذة إسراء العمامي، حاصلة على ماجستير هندسة برمجيات وعضو هيئة تدريس بجامعة بنغازي، ولديها مشروعها الخاص في مجال تخصصها بعيد عن الجانب الأكاديمي.
وحظيت الجلسة بحضور مميز من الفتيات من مختلف المجالات وكان الحوار والنقاش ثري حول كيف تحقق المرأة ذاتها، وكيف تجتاز العقبات، وتتحدى كل شيء من أجل الوصول إلى ما تطمح إليه.
وحول هذه الجلسة والهدف منها، تقول أميمة السنوسي عضو بمنظمة "النساء للنساء" حول التفوق العلمي للمرأة "الجلسة كانت خاصة باليوم العالمي للنساء والفتيات في مجال العلوم حيث استضفنا ثلاثة نساء تحدثن حول أدوارهن في المجتمع المختص بمجالهن العلمي، ولم يقتصر التميز على ما ألقته الضيفات ولكن كانت المشاركة ملهمة أيضاً كل في مجالها".
وأكدت على أن للمنظمة دورها الرئيسي في توفير مساحات آمنة للفتيات والنساء لمشاركة تجاربهن وقصصهن، وعلقت حول حضور الفتيات اليوم دون النساء، قائلة إن المنظمة لم تحدد فئة عمرية معينة للحضور وإنما المجال مفتوح لهن جميعاً ولكن ربما طبيعة النشاط التي تقوم به المنظمة هي التي تحدد العمر أو تجذب فئة عمرية دون غيرها.
وأضافت أن المنظمة حددت أن تكون الجلسة مخصصة للنساء دون الرجال بحيث تستطيع الفتيات التحدث بحرية، وبكل أمان عن تجاربهن والعقبات التي تعترض طريقهن، موضحةً أنه لا يزال المجتمع لا يرحب كثيراً بتواجد الرجال والنساء وخاصة صغيرات السن في مكان واحد.
من جانبها تقول نهال عوض محللة بيانات "تساعد مثل هذه الجلسات الحوارية التي تنظمها بين الحين والآخر المنظمات النسائية التي تشرف عليها تحديداً "الفتيات"، كثيراً النساء والفتيات من خلال توفير مساحة آمنة لهن بمشاركة مخاوفهن في بيئة العمل مثلاً أو تطرحن فرص لنساء أخريات".
وأضافت "تعد أيضاً بيئة داعمة لهن في المسار الوظيفي والمهني، وفي حياتهن المهنية بصفة عامة، وتقوم بتوضيح العديد من الجوانب التي تكون غائبة عنهن في بداية مسيرتهن المهنية، كما تعد هذه الجلسات فرصة للتشبيك مع نساء في ذات المجال والتعاون فيما بينهن".
وحول فكرة إنشاء المنظمة، تقول تماضر المهدي مؤسسة منظمة النساء للنساء "تتمحور الفكرة الأساسية لإنشاء هذه المنظمة حول خلق مساحة آمنة للنساء من أجل مشاركة تجاربهن والتحديات التي يمرن بها، وأن تقترن أي جلسة أو حدث للمنظمة بأفعال حقيقة قامت بهن النساء أو الفتيات في المجتمع".
وأضافت "نقوم باستضافة نساء أكبر سناً ولهن تجارب ناجحة بحيث نخلق قدوة للفتيات للتطلع في المستقبل إلى أن تصبحن مثلهن، وقمنا من خلال المنظمة بطرح عدة برامج منها الجلسات المجتمعية، مثلاً الوصول إلى الفرص في الخارج وكيف يمكن التغلب على تحديات معينة يتم فرضها علينا من المجتمع".
وأشارت تماضر المهدي إلى أن المنظمة أطلقت برنامج الارشاد الأول وهو لا يزال في طور التجريب وتقوم فكرته على الجمع بين شخصية قيادية في مجالها ولديها خبرة كبيرة مع فتاة متدربة في بداية انطلاقتها في مجال معين، من أجل الاستفادة من الخبرة والنصائح التي تقدمها المرشدة.
وبينت أن للمنظمة برنامج آخر باسم "أثر الفراشة" الذي يستهدف الفتيات الصغيرات ما بين 10 ـ 14 عاماً، وهو لا يزال في طور الإعداد "نسعى من خلال عملنا إلى زيادة نسبة النساء في المناصب القيادية في كافة المجالات وخلق بيئة متوازنة للفتيات الأصغر سناً وتطلعاتهن وربطها بالنساء ذوات الخبرة في مجالاتهن".