"Jin Jiyan Azadî" تردد صداه في أصوات السائرات على خطى الأخوات ميرابال

إن صوت الأخوات ميرابال، اللاتي كن مصدر إلهام للنساء على مدار 64 عاماً بمقاومتهن، يتردد صداه اليوم مع فلسفة Jin Jiyan Azadî.

ساريا دنيز

مركز الأخبار ـ صوت الأخوات ميرابال يتردد في جميع أنحاء العالم منذ 64 عاماً، النساء الثلاث اللواتي قُتلن في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 1960 هن من بين رائدات النضال النسوي.

الأخوات ميرابال "باتريا ومينيرفا وماريا تيريزا"، اللاتي كتبن أسمائهن على صفحات التاريخ بمقاومتهن ضد الديكتاتورية الفاشية في جمهورية الدومينيكان، تم اعتقالهن وتعذيبهن عدة مرات لأنهن ناضلن من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية ضد إدارة الديكتاتوري رافائيل تروخيو.

كانت إحدى الأخوات الثلاث تلقب بـ "الفراشة"، ومن هذا المنطلق أصبح الأخوات تُعرفن أيضاً باسم "الفراشات"، ولم تتخلين عن نضالهن رغم محاولات الديكتاتورية بكل الطرق الممكنة، الأخوات تعرضن للقمع في كل جانب من جوانب الحياة طوال حياتهن، تم استهدافهن أولاً ثم قُتلن، أولئك الذين ظنوا أنهم قادرون على إسكات الأخوات ميرابال بقتلهن لم يتوقعوا أن صوت الأخوات سوف تحتضنه نساء العالم.

تعرضت ثلاث شقيقات عائدات من زيارة للسجن للاغتصاب أولاً ثم قُتلن، ووصفت الصحافة الموالية للديكتاتور المجزرة بأنها "حادث مروري" للأخوات اللواتي ألقيت جثثهن من الهاوية، لكن كان من الواضح أن المجزرة ارتكبتها الدولة.

بعد 25 تشرين الثاني/نوفمبر 1960، سيطرت الفراشات على البلاد بأكملها، لقد انهارت الدكتاتورية، وأصبحت الأخوات ميرابال اللاتي لعبن دوراً رئيسياً في الإطاحة بالديكتاتورية وقُتلن، رمزاً ليوم 25تشرين الثاني/نوفمبر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.

 

النزول إلى الشوارع ضد العنف

لأول مرة، حصلت نساء أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي على اسم الأخوات ميرابال، وفي مؤتمرهن أُعلن يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر وبدأ يُذكر باعتباره يوم مناهضة العنف، حيث كشف هذا اليوم، الذي وجد استجابته في جميع أنحاء العالم، عن ضرورة نضال المرأة ضد عنف الدولة الذكوري، ومنذ ذلك الحين، أخذت النساء مكانهن في الشوارع بمطالبهن المشتركة ضد العنف، واعترفت الأمم المتحدة رسمياً بهذا اليوم عام 1999، وخرجت النساء إلى الشوارع ضد العنف في جميع أنحاء العالم.

 

موضوع هذا العام هو اللون البرتقالي

تنظم هيئة الأمم المتحدة للمرأة حملتها هذا العام، والتي تبدأ 25 تشرين الثاني/نوفمبر وتستمر حتى 10 كانون الأول/ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بلون الحدث النسائي هو البرتقالي كما في كل عام، وتؤكد على النساء مرة أخرى بأن "يتحدوا"، وتشير المنظمة، التي تدعو إلى إنهاء العنف ضد النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم إلى الذكرى الثلاثين لإعلان بكين في عام 2025، وتنص على إقامة فعاليات على هذا المستوى، وإعلان بكين هو قرار اعتمدته الأمم المتحدة في ختام المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة عام 1995 ويمثل مجموعة من المبادئ المتعلقة بالمساواة بين الرجل والمرأة.

وتؤكد الأمم المتحدة أن المجازر تتزايد "جرائم قتل النساء هذه يجب أن تتوقف"، حيث تقدم المنظمة، التي تحدد الأيام الـ 16 المقبلة بدءاً من 25 تشرين الثاني/نوفمبر كأيام نشاط، اقتراحات لأنشطة النساء على صفحاتها الإعلامية الرقمية للتوعية اليومية.

 

340 مليون امرأة وفتاة تعشن فقر مدقع

ومن المتوقع أنه بحلول عام 2030، سيعيش أكثر من 340 مليون امرأة وفتاة، تشكلن 8% من سكان العالم، في فقر مدقع، وبالنسبة للنساء، يعني الفقر أيضاً عدم المساواة العميق والعنف والعديد من الانتهاكات الأخرى، في الواقع حتى أزمة المناخ في العالم تجعل حياة النساء صعبة، فعلى سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أن أزمة المناخ وحدها يمكن أن تدفع 158 مليون امرأة وفتاة إلى الفقر.

وبينما يتم التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة بشكل عاجل لضمان المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بحلول عام 2030، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن هناك حاجة إلى 360 مليار دولار إضافية سنوياً لتحقيق هذه الغاية، ومع ذلك، لا توجد حكومة تحرك قلمها لصالح المرأة، ويبلغ عدد الدول التي لديها أنظمة شاملة لضمان المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ويمكنها تخصيص ميزانيات في هذه المجالات لـ 27 دولة فقط.

 

المشاكل تزداد عمقاً

بالإضافة إلى الصراعات بين روسيا وأوكرانيا، تكشف الصراعات في مناطق مختلفة، وآخرها حرب القوات الإسرائيلية، عن وضع النساء والفتيات، في حين أن عدد المتضررات من الصراعات قد زاد بشكل كبير، فمن المعروف أن النساء والفتيات مستهدفات بشكل خاص في هذه المناطق، ويؤدي هذا الوضع إلى الزواج المبكر والحرمان من التعليم ومشاكل أخرى.

وفي حين أن فجوة القوى العاملة والدخل بين النساء والرجال لا تزال عند مستويات عالية، فإن النساء مرة أخرى أول من تفقدن وظائفهن بسبب الأزمة الاقتصادية المنتشرة.

مقتل 379 امرأة في تركيا

بطبيعة الحال، مع الصوت الهامس للأخوات ميرابال منذ 64 عاماً وحتى هذا العام، تواصل النساء في تركيا مقاومتهن ضد الدكتاتورية، فالعنف ضدهن في تزايد، والنساء اللاتي ترغبن في أن يكون لهن رأي في حياتهن وتتخذن القرارات تُقتلن في وسط الشارع وفي منازلهن وأماكن عملهن التي يعتبرنها آمنة.

وبينما تُذبح النساء والفتيات، يُراد ترك ملفاتهن دون حل، حيث تسجل وفاتهن على أنها مشبوهة وتتجدد واحدة تلو الأخرى كملفات مجزرة، وبحسب البيانات التي جمعتها JINNEWS من أخبار وسائل الإعلام في تركيا في الفترة من 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 حتى تشرين الثاني/نوفمبر من هذا العام؛ قُتلت 379 امرأة على يد رجال، تم الإفصاح عن وفاة 212 امرأة على أنها مشبوهة.

 

الحرب ضد المرأة

تُظهر بيانات المجازر التي شهدتها البلاد، حيث تتعرض هوية المرأة لهجوم منهجي من قبل العقلية الأبوية، أنها وصلت إلى مستوى المجزرة، في الحرب التي شنت ضد المرأة إذا جاز التعبير، يعتبر التحرش والاغتصاب والاختفاء والمجازر أمراً طبيعياً في نظر النظام.

وفي تركيا، حيث يتم الدفاع عن الحرمة غير المشروطة لمفهوم "الأسرة"، تتم "التضحية" بأجساد النساء أيضاً من أجل هذه القضية، وإن حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، التي تسجن النساء داخل الأسرة وتحاول استبعادهن من المجال العام، لا تمتنع عن استهداف إنجازات المرأة في كل لحظة، والحكومة، التي تتجاهل النساء، تعلن أن النساء غير "المناسبات" أو "المقبولات" لنفسها هم أعداء لها.

ووفقاً لتقرير الفجوة العالمية بين الجنسين لعام 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي؛ سوف يستغرق الأمر 134 عاماً أخرى لتحقيق المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم، وتحتل تركيا المرتبة 127 من بين 146 دولة.

 

لا يمكن أن تتجاوز كونها "مجلة"

لم تفِ الحكومة، التي تركت أهدافها لعام 2023 يتراكم عليها الغبار، بوعودها للمرأة في عام 2024، إلا أنه في هذا العام بقي كل شيء كما كان، ولسوء الحظ، ورغم الحديث عن العنف لعدة أيام بسبب الأحداث التي وقعت، إلا أنه لا يمكن أن يتجاوز كونه مادة "مجلة" بالنسبة للبعض.

وأصبح العنف أكثر حِدة يوماً بعد يوم، كما قُتلت النساء الخاضعات لحماية الدولة، وبينما كانت النساء تعانين من البطالة، حُكم عليهن بالجوع بسبب الأزمة الاقتصادية، حيث وصلت البطالة بين النساء إلى مستويات مثيرة للقلق.

وبينما لم تتمكن النساء والأطفال حتى من الحصول على المواد الغذائية الأساسية، فقد اضطر عدد أكبر بكثير من المتوقع من الأطفال إلى ترك المدرسة من أجل العمل.

وأولئك الذين تركوا المدرسة، والذين تزوجوا في سن مبكرة، وأولئك الذين اضطروا إلى العمل، وتركوا دون حماية ضد جميع أنواع سوء المعاملة، أخذوا مكانهم في جداول بيانات العنف.

 

العنف في البرلمان

لم يحدث العنف في الشارع أو في المنزل فحسب، بل أيضاً أمام الجميع في البرلمان، وكانت نائبة حزب الشعوب الديمقراطي والمساواة كلستان كيليج كوجيكيت، هي الهدف في الشجار الذي اندلع في البرلمان؛ لقد أصيبت في حاجبها، وواجه نواب من حزبها عنف الشرطة خلال الاحتجاجات التي شاركوا فيها.

ولم يتم قبول المقترحات البحثية المقدمة من النواب لصالح المرأة، علاوة على ذلك، تم اعتقال النساء اللاتي رفعن صوت المرأة وعملن في هذا المجال، ولم يتم إطلاق سراح السجناء السياسيين، لتواجه النساء في الحكومات المحلية مرة أخرى عقلية الوصي.

حيث قامت الحكومة بإجراء دراسات في البرلمان لإضفاء الشرعية على مفهوم "الأسرة" مرة أخرى وكانت أكثر في بعض الدورات التعليمية المتعلقة بالنساء والفتيات.

 

المرأة لا تتخلى عن المقاومة

اليوم، تحاول حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، التي تعارض وتعادي الجميع باستثناء حكومتها، وضع تعريف لـ "المرأة المقبولة" في ظل إدارتها الخاصة، والنساء اللاتي تقفن ضد سياسات الحكومة تعانين من نفس الشيء الذي عاشته الأخوات ميرابال قبل 64 عاماً.

النساء اللاتي تناضلن ضد الحكومة التي تتجاهل النساء وتتبعن خطى الأخوات ميرابال اللاتي قتلتهن حكومة بلادهن، تواجهن الشكل الأكثر وحشية للدولة التركية.

ولا تتخلى النساء عن التنظيم وخلق طرق للنضال معاً، تستمدن الإلهام من كفاح الأخوات ميرابال، وتظهر النساء تصميمهن على جعل القرن الحادي والعشرين قرن المرأة، ولهذا السبب يستمر صدى فلسفة Jin Jiyan Azadî" في كل مكان، وإن المرأة الرافضة للنظام الأبوي المفروض لا تتخلى عن المقاومة والنضال من أجل الحياة الحرة والمستقبل.