حين يتحوّل المسرح إلى مقاومة... انطلاقة إبداعية لحملة مناهضة العنف

انطلقت فعاليات تمهيدية لحملة "16 يوماً من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء" في الجزائر، تنظمها منظمة العفو الدولية، بمشاركة واسعة من الشباب والمجتمع المدني، في مبادرة تهدف إلى إحياء النقاش حول واقع العنف المبني على النوع الاجتماعي.

نجوى راهم

الجزائر ـ أكدت منسقة الحملة بمنظمة العفو الدولية في الجزائر صوفيا بولصنام، أن الانطلاق المبكر لحملة 16 يوماً من النشاط بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة يهدف إلى توسيع التواصل مع الفئات المختلفة، معتبرةً أن حماية النساء تتطلب جهوداً دائمة تتجاوز فترة الحملة.

مع بداية حملة "16 يوماً من النشاط"، برز حضور الشباب والمجتمع المدني كقوة أساسية في الدفع نحو بناء مجتمع أكثر عدالة وحرية للنساء، وفي هذا السياق استضاف مقر منظمة العفو الدولية بالجزائر أمس الجمعة 21 تشرين الثاني/نوفمبر، فعاليات تمهيدية لانطلاق الحملة، في خطوة تهدف إلى إعادة إحياء النقاش حول واقع العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتسليط الضوء على الدور المتزايد للشباب، في التصدي لهذا الانتهاك المستمر.

وجاء الحدث ليكشف إبداعات المشاركين من خلال عروض ومشاريع توعوية، تشكل نقطة انطلاق لبرنامج متنوع سيمتد طوال أيام الحملة الدولية، وقدّم أعضاء المنظمة عرضين في إطار مسرح - المنتدى، وهي مقاربة تفاعلية تستخدم المسرح كأداة لطرح الأسئلة الحسّاسة وكسر الصمت حول القضايا المرتبطة بالعنف.

ونجحت المشاهد المسرحية في إثارة نقاش معمّق حول العوامل الاجتماعية والقانونية التي تساهم في استمرار العنف ضد المرأة، إلى جانب تسليط الضوء على الأنماط السلوكية التي يحتاج المجتمع إلى إعادة النظر فيها، كما تفاعل الحضور مع لعبة "اكسر الرمز" التي تتيح المشاركة في تحليل جذور عدم المساواة بين الجنسين، بطريقة مبتكرة تجمع بين التوعية والتفكير الجماعي.

وقالت صوفيا بولصنام، منسّقة الحملة بمنظمة العفو الدولية في الجزائر، أنّ هذا الحدث يشكل المرحلة الأولى من برنامج يمتد على مدار 16 يوماً من الأنشطة الميدانية والتوعوية، مشيرةً إلى أن المنظمة تعمل سنوياً على إطلاق مبادرات متكاملة تهدف إلى تعزيز حقوق النساء "كجزء أساسي من منظومة حقوق الإنسان".

ولفتت إلى أنه جرى تدريب مجموعة من الشباب عبر سلسلة من التدريبات حول حقوق النساء، وهو ما مهد الطريق لإشراك الجمهور الأوسع من خلال أدوات تواصلية جديدة، أبرزها مسرح - المنتدى الذي أثبت فعاليته في فتح النقاش حول قوانين العنف والأنماط الاجتماعية التي تحتاج إلى تغيير.

وأضافت أنّ الانطلاق المبكر للحملة هذا العام جاء بهدف منح مساحة أكبر للتواصل مع الفئات المختلفة، خاصةً في ظل وجود عدد كبير من النساء في وضعيات هشّة يستدعي العمل معهن بشكل مستمر، مشددةً على أنّ هذه الحملة تمثل فرصة لإعادة تحريك الوعي العام، وتعزيز الجهود المشتركة مع المجتمع المدني في مواجهة العنف، معتبرةً أن حماية النساء تحتاج إلى تضافر جهود دائمة لا تقتصر على فترة الحملة فقط.

وعكست الأمسية روح التضامن والعمل الجماعي، حيث شكلت مناسبة لتسليط الضوء على أهمية الفن والتجريب في خلق مساحات آمنة للنقاش، ولتجديد الالتزام بالدفاع عن حقوق النساء.