حي الزيتون يشهد حرب إبادة صامتة

تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية المكثفة في حي الزيتون جنوب غزة باستخدام تقنيات متطورة، ما أدى إلى دمار واسع ونزوح جماعي، مع ارتفاع حصيلة الضحايا بشكل كبير، فيما وثّقت الأمم المتحدة مقتل المئات أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية.

مركز الأخبار ـ تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية المكثفة لليوم الخامس على التوالي في حي الزيتون جنوب شرق قطاع غزة، معتمدة على تكتيكات متقدمة تشمل استخدام الروبوتات المفخخة ومجموعات من الدراجات النارية، وقد بلغت هذه العمليات ذروتها، متسببة في دمار واسع النطاق وسقوط ضحايا، ما أدى إلى إجبار السكان على النزوح القسري من منازلهم.

تأتي هذه العمليات في سياق استمرار سيطرة القوات الإسرائيلية على أجزاء من قطاع غزة، وسط تكتم إعلامي على حجم التوغل والدمار، وقد شهد حي الزيتون تحديداً آثاراً مروعة لحرب إبادة، تمثلت في قصف مكثف أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية والمرافق الحيوية، ما حول الفضاء المدني إلى أنقاض.

وتندرج هذه التحركات ضمن ما تصفه القوات الإسرائيلية بـ "المناطق المختلفة"، وهي مناطق محددة داخل القطاع تُستهدف بشكل مكثف رغم أنها لا تضم سوى عدد محدود من السكان، ما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذه العمليات.

وأفادت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية نفذت منذ صباح اليوم الجمعة 15 آب/أغسطس سلسلة من عمليات النسف المنظمة لمنازل المدنيين في المناطق الجنوبية من حي الزيتون، مستخدمة روبوتات مفخخة بشكل مباشر، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف، وتأتي هذه التطورات في إطار تصعيد عسكري متواصل، يُظهر استخداماً متزايداً للتكنولوجيا العسكرية في تنفيذ عمليات الهدم والتهجير، وسط ظروف إنسانية متدهورة ونزوح جماعي للسكان.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية كثّفت من تحليقها وهجماتها على حي الزيتون، مستخدمةً ما يُعرف بـ "أحزمة الدراجات النارية"، وفي الوقت ذاته امتد القصف إلى مناطق متفرقة من حي الصبرة المجاور، ما أسفر عن دمار واسع النطاق، طال البنية التحتية والمنازل، وأدى إلى تفريغ الحي من سكانه بفعل شدة الاستهداف.

ويتزامن ذلك مع استمرار القصف على قطاع غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة، وصول 51 قتيل و369 إصابة إلى مشافي القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية، ما يرفع حصيلة الضحايا منذ استئناف الحرب في 18 آذار/مارس الماضي إلى 10 آلاف و300 قتيل و43 ألف و234 مصاب، ومجمل عدد الضحايا منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 61 ألف و827 قتيل 155 ألف و275 إصابة.

بدورها، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان لها أنه "منذ 27 أيار وحتى 13 آب، سجّلنا مقتل 1760 فلسطينياً أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات، 994 منهم عند مواقع مؤسسة غزة الإنسانية و766 على طرق قوافل الإمدادات، ارتكبت القوات الإسرائيلية معظم عمليات القتل هذه".