حملة الـ 16 يوماً… أصوات النساء تصنع جبهة مقاومة
دعت المؤسسات النسوية في مصر إلى تبني إجراءات حقيقية لحماية النساء والفتيات من العنف، وضمان أن يكون الفضاء الإلكتروني مساحة آمنة لهم وألا يكون مسرحاً للانتهاكات، فمواجهة العنف تتطلب رؤية شاملة.
أسماء فتحي
القاهرة ـ في سياق حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، سعت المؤسسات والمبادرات النسوية المصرية، لتسليط الضوء على ما تتعرض له النساء حول العالم عبر عروض فنية وأفلام قصيرة ونقاشات معمقة تهدف لإيجاد الحلول الجذرية.
بالتزامن مع انطلاق حملة العنف العالمية لمناهضة العنف ضد النساء، اجتمعت أكثر من ثلاثين مؤسسة ومبادرة نسوية في العاصمة المصرية القاهرة، أمس الثلاثاء 25 تشرين الثاني/نوفمبر، لإعلان انضمامهم للحملة تحت عنوان "معا لمناهضة العنف ضد المرأة"، بهدف خلق مساحة مشتركة تستعيد فيها النساء أصواتهن وتجاربهن، وتعيد فيها الحركة النسوية التأكيد على تماسكها وقدرتها على مواجهة العنف المتصاعد بأشكاله المختلفة.
ويأتي هذا التجمع بعد عاماً شهد تزايداً ملحوظاً في أنماط الانتهاكات ضد النساء في مختلف المجالات، ما دفع المؤسسات النسوية إلى تكثيف جهودها خلال الفترة الأخيرة للتعامل مع هذا الملف، وتنسيق تحركات مشتركة، وتقديم مساحات آمنة للناجيات يمكن من خلالها إعادة رواية القصص من منظور النساء، مؤكدين أن العمل النسوي المشترك ما زال هو المساحة الأكثر قدرة على كشف فجوات الحماية.
وشهدت الفعالية مجموعة متنوعة من عروض الأفلام وتم إقامة معرض تناول قصص الناجيات التي شاركتها المؤسسات والمبادرات وكذلك المطبوعات الخاصة بهم.
بدأ الاجتماع بكلمة ألقتها رئيسة مجلس أمناء مؤسسة وسائل تواصل من أجل التنمية "آكت" عزة كامل، أشارت خلالها إلى أن التنسيق لتنظيم هذه الفعالية بدأ بفكرة بسيطة وسرعان ما تفاعلت معها أكثر من 30 مؤسسة ومبادرة نسوية وتم فعلياً التخطيط له وتجميع القصص المختلفة للنساء اللاتي تعرضن للعنف سواء في المجال العام أو الخاص، وما تم تيسيره إلكترونياً كذلك.
وأشارت إلى أن التواصل الفعال بين المجموعة يؤكد على قدرة النسويات على الاتحاد والتوافق مثل تلك الشراكات قادرة على تحقيق المأمول منها على أرض الواقع وإحداث التأثير الفعلي وخلق مساحات داعمة وآمنة يمكن خلالها عرض تجارب النساء والتصدي لما يقع عليهن من انتهاكات مختلفة.
السلامة الرقمية للنساء حاضرة
وتلى ذلك افتتاح المعرض الخاص بالفعالية وعقد جلسة حول السلامة الرقمية تخللتها عدد من النقاشات البناءة بين الحضور.
وقُدمت الجلسة من قبل مؤسستي "مؤنث سالم" لتمكين المرأة و"المحاميات المصريات"، حيث ناقشا معاً المخاطر الرقمية وأثرها على النساء والفتيات وكذلك أدوات الحماية، فضلاً عن عرض الإجراءات القانونية التي يمكن اتخاذها في حال التعرض لأحد أنماط العنف الميسر إلكترونياً، وأدوات الصحة الرقمية.
كما تخللت الفعالية برنامجاً متعدد المحاور شاركت فيه المؤسسات النسوية المنظمة عبر عروض أفلام قصيرة، وشهادات مباشرة لنساء ناجيات من أشكال مختلفة من العنف، إلى جانب حلقات نقاشية اتسمت بالجرأة، وركزت على التجارب الحقيقية للنساء بدلاً من السرديات الرسمية أو الأرقام الجافة.
وسلطت الأفلام التي عرضت الضوء على قضايا العنف الأسري، العنف الاقتصادي والتحرش في أماكن العمل، والابتزاز الإلكتروني، فقد حاولت تلك الأفلام الاقتراب من واقع النساء، وفتح نقاشات حول ما يعنيه التعافي، والنجاة، وإعادة بناء الحياة بعد الانتهاك.
والجدير بالذكر أن النساء والمبادرات والمؤسسات النسوية حول العالم، تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، تطلقن حملات وفعاليات متنوعة ضمن حملة الـ 16 يوماً العالمية، للتعبير عن تضامنهن مع بعضهن البعض، في تأكيد على أن آلامهن واحدة وستقفن يداً واحدة ضدها.