هجوم على معرض "شقائق"... قمع جديد لفن النساء في أفغانستان
رغم القيود الصارمة التي فرضتها طالبان على النساء، حاولت مجموعة من الفتيات الأفغانيات إنشاء معرض فني في العاصمة الأفغانية كابول لتعليم الرسم والتصوير للفتيات المحرومات من التعليم، لكنه تعرض للهجوم من قبل وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

بهاران لهيب
كابول ـ مع صعود طالبان إلى السلطة، حُرمت النساء من التعليم والعمل، إلا أن هذا الواقع لم يُثنِ النساء الأفغانيات عن السعي لإيجاد حلول تمكنهن من لعب دور في المجتمع؛ بدءاً من المشاريع التجارية الصغيرة، مروراً بإنشاء دورات تدريبية للنساء، وصولاً إلى افتتاح مطاعم، وكان من بين هذه المبادرات أيضاً الانخراط في مجال الرسم والتصوير، وهو المجال الذي جذب العديد من الفتيات.
خلال السنوات الأربع من حكم طالبان، قامت العديد من النساء في أنحاء مختلفة من أفغانستان بأنشطة فنية جديرة بالإعجاب، لكن لم يُسمح لها بالظهور أو تم منع استمرارها، كما حصل في معرض "شقائق"، الذي افتتحته مجموعة من النساء في أحد أحياء كابول في 7 آب/أغسطس الجاري، حيث تعرض بعد أيام قليلة لهجوم من قبل عناصر وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لطالبان، بحسب شهود عيان، حيث قاموا بتحطيم جميع الأعمال الفنية، وحاولوا اعتقال النساء القائمات على المعرض، إلا أن أصحاب المحلات المجاورة منعوهم من ذلك.
إحدى شهود العيان، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، روت تفاصيل الحادثة قائلةً "قبل أسبوع، قامت مجموعة من الفتيات باستئجار غرفة في الطابق الثالث من مبنى تجاري أعمل فيه، وأقمن حفل افتتاح رسمي بموجب ترخيص قانوني، كنّ يعلّمن فن الرسم والتصوير لمجموعة من الفتيات اللواتي حُرمن من التعليم".
وأضافت "وبعد ذلك اقتحم عدد من عناصر وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المكان بحجة عدم الالتزام بقواعد الحجاب وسوء الأخلاق، وحاولوا اعتقال النساء، لكن جميع أصحاب المحلات الذين كانوا موجودين في المكان تصدّوا لهم، ورفضوا الاتهامات الموجهة إليهن".
وفي مكان قريب، أكدت امرأة تبيع في الشارع؛ على أقوال الشاهدة، وقالت "طالبان لا تعارض عمل النساء في المكاتب أو الوظائف المحترمة فحسب، بل تريد أن تقتصر أدوارهن على التسول أو الأعمال المنزلية في بيوت الآخرين، لا تريد أن تكون النساء متعلمات، لأنها تخشى على مناصبها، صحيح أنها أغلقت معرض هؤلاء الفتيات، لكنني واثقة أنهن لن يتوقفن عن المحاولة، وسيواصلن عملهن بشكل سري".
رغم الضغوط والقمع المستمر من قبل طالبان ضد النساء، لا تزال روح المقاومة والإبداع لدى النساء الأفغانيات حيّة، وتُظهر تجربة معرض "شقائق" أن النساء، حتى في أقسى الظروف، يجدن طرقاً للمشاركة والقيام بدور في المجتمع، وإن كانت تلك الطرق سرية وبعيدة عن أعين السلطات.