'هدف الجنولوجيا هو إعادة دراسة التاريخ وتفسيره وصنع حياة جديدة'
أكدت عضوة أكاديمية الجنولوجيا أفين أحمد التي شاركت في الكونفرانس الثاني لجنولوجيا في شمال شرق سوريا أن "الهدف الأول للجنولوجيا هو نشر علم المرأة وتغيير نظرة ووعي الرجل".
جيندا أمارا
الحسكة ـ عقدت أكاديمية الجنولوجيا كونفرانسها الثاني في الـ 25-26 أيلول/سبتمبر تحت شعار "تتجدد حكمة المرأة بالجنولوجيا". وشاركت فيها 300 مندوبة.
أوضحت عضوة الجنولوجيا أفين أحمد، التي شاركت في التحضير للكونفرانس، أهمية انعقاده وأهداف وأنشطة أكاديمية الجنولوجيا، مشيرة إلى أن الأهم بالنسبة لهم هو الحل، فإذ تم تعريف التاريخ بشكل جيد، فإن الحل الحقيقي سيظهر وليس مشكلة المرأة فقط، بل يمكن تحديد مشكلة الرجل والمجتمع أيضاً.
وعرّفت أفين أحمد الجنولوجيا بعدة نقاط "عندما نعرّف الجنولوجيا نرى أن لها أهدافاً كثيرة. في النقطة الأولى، هدف الجنولوجيا هو نشر علم المرأة والبحث على هذا الأساس. أما النقطة الثانية فهي تقدم المفهوم وتفسره وتحدده، سواء بالنسبة للفرد أو للمجتمع. النقطة الثالثة هي تغيير وعي وذهنية الرجل (الذهنية الأبوية) التي فرضت نفسها على المجتمع منذ آلاف السنين".
"الجنولوجيا يريد إعادة تفسير التاريخ"
وعن الهدف من (علم المرأة) الجنولوجيا قالت إن العلم يريد إعادة دراسة التاريخ وتفسيره وصنع حياة جديدة "هذا التاريخ الذي نتحدث عنه قد توارثناه من قبل السلطات التي قامت بتدميره وإخفائه منذ آلاف السنين. ولهذا السبب وجدت أكاديمية الجنولوجيا أن هناك حاجة إلى إعادة تفسير التاريخ. عندما نقول إن الأكاديمية تعمل على تعزيز العلم والمعرفة، فإننا نرى أهمية الأكاديمية بوضوح شديد ونرى حجم التغيير الذي تحدثه في المجتمع. تحاول الجنولوجيا كسر الصور النمطية الراسخة في المجتمع، والتي تنبع من وعي الرجل، وبناء نظام جديد حتى تتمكن المرأة من معرفة نفسها جيداً والتعبير عن ذاتها والعيش بحرية. لأن الجميع يعلم أن هوية المرأة قد تحطمت، وهنا يبرز واجب ومهمة الجنولوجيا في إعادة تعريف هوية المرأة وإحياءها وتنشيطها".
وأوضحت أن الجنولوجيا تركز أيضاً على شخصية الفرد، وباعتبارهم أكاديمية يقومون أيضاً بإعداد وبناء كوادرهم "من المعروف أن الإنسان إذا لم يغير نفسه، فإنه لا يستطيع تغيير محيطه والمجتمع الذي يعيش فيه. يجب على الإنسان أن يبدأ بنفسه أولاً ثم يعود إلى مجتمعه. النقطة التالية الأكثر أهمية هي كيفية قيام الجنولوجيا بتدريب كوادره. وكوننا نتحدث عن الأكاديمية، فبالطبع لا يمكن إدارة هذه الأكاديمية بدون موظفين وكوادر ولا يمكن تعريفها بدون العلم. وبقدر ما يكون طاقم الأكاديمية كافياً ومتكاملاً من حيث المفهوم، يمكنه تعزيز العلم في المجتمع".
"يجب علينا خلق مجتمع حر من أسرة حرة"
وقالت إنه تم اتخاذ العديد من القرارات في الكونفرانس الأول للجنولوجيا الذي عقد عام 2015 وتم وضع معظم تلك القرارات موضع التنفيذ وتمت مناقشة نتائج تلك الأعمال في الكونفرانس الثاني "نتيجة لتلك القرارات، تم افتتاح العديد من الأكاديميات والمراكز، وهو نجاح لنا لأن الجنولوجيا أوفى بالمسؤولية التي أخذها على عاتقه من خلال هذه الممارسات. لا نستطيع أن نقول إننا حققنا النتيجة 100%، لكن في بعض النقاط يمكننا القول إننا قمنا بما هو مطلوب. فهدفنا الوصول إلى أماكن كثيرة وهذا تم إلى حد ما، أوصلنا صوتنا إلى العديد من النساء المسجونات في المنزل. كما أن الهدف الآخر الذي تمت مناقشته هو بناء أسرة ديمقراطية لأن الأسرة هي بذرة المجتمع، لذا علينا تغيير هذه الأسرة على الديمقراطية والحرية، أي، من أسرة حرة، يمكننا خلق مجتمع حر".
"بناء الكونفدرالية الديمقراطية ضد الفلسفة الوضعية"
وأكدت أفين جمعة أنه يجب إدخال نظام الكونفدرالية الديمقراطية في المجتمع "يجب علينا إنقاذ المجتمع من الوضعية. في مواجهة وعي الوضعية، يجب علينا، مثل أكاديمية الجنولوجيا، أن نبني مجتمعاً يسترشد بوعي نظام الكونفدرالية الديمقراطية، ويطرح نظرية أقوى وأفضل وأسرع".
وبينت أنه "خلال مناقشاتنا، طرحنا العديد من النواقص، وكانت هناك اقتراحات كثيرة للمستقبل. نريد التغلب على أوجه القصور الحالية هذه لأن الجنولوجيا هو علم جاري يجدد نفسه باستمرار. نريد بناء أقوى الكوادر في المستقبل، وكذلك استكمال عمل الكتيبات والكتب التي تحدد قوة المرأة وتاريخها وعلمها".
وفي الختام قالت "هدفنا تعريف التاريخ جيداً. والأهم بالنسبة لنا هو الحل. إذا عرفنا التاريخ جيداً، يمكننا أن نجد الحل الصحيح، ليس فقط مشكلة المرأة، بل أيضا تحديد مشكلة الرجل والمجتمع".