غزة تواجه القصف والجوع والأمم المتحدة تطالب بالتحقيق في مقتل الصحفيين
أدانت الأمم المتحدة مقتل الصحفيين في غزة، واصفةً إياه بالأمر غير "المقبول" وسط تقارير عن وفيات جديدة نتيجة الجوع ونقص المساعدات واستمرار القصف على مناطق متفرقة من غزة.

مركز الأخبار ـ لا تزال حرب الإبادة الجماعية مستمرة في غزة والتي أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وانتشار المجاعة وتفشي الأمراض والأوبئة نتيجة نقص الأدوية والمساعدات، في الوقت التي تستمر فيه القوات الإسرائيلية بإصدار أوامر إخلاء جديدة.
أفادت مصادر محلية اليوم الأربعاء 27 آب/أغسطس أن القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة شملت أحياء الدرج والزيتون والصبرة، إضافة إلى استهداف خيام نازحين في الشيخ رضوان وخان يونس، تسببت بمقتل عدد من المدنيين ثلاثة منهم من عائلة واحدة وإصابة آخرين.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أمس، إن مقتل الصحفيين في غزة، ينبغي أن يصدم العالم ويدفعه إلى التحرك من أجل المطالبة بالمساءلة والعدالة، وليس إلى صمت مذهول.
وفيما يتعلق بالغارة الإسرائيلية التي استهدفت الصحفيين في مجمع "ناصر" الطبي، قال المتحدث باسم المفوضية، إن القوات الإسرائيلية أطلقت حسبما أفادت تقارير عدة غارات جوية على مجمع ناصر الطبي، حيث وقعت غارتان جويتان في فترة زمنية قصيرة، مؤكداً على أن المعلومات تشير إلى أن أحد الصحفيين قد لقوا حتفهم في الغارة الجوية الأولى، فيما يُعتقد أن آخرين بينهم صحفية قضوا في الغارة الثانية "إن ما حدث أمر مروع ولا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال".
وأشار إلى أنهم وثقوا العديد من الهجمات غير المقبولة على الصحفيين، مضيفاً أن ما لا يقل عن 247 صحفياً فلسطينياً قتلوا في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مشدداً على أن الصحفيين يمثلون أعين وآذان البشرية جمعاء، ومن الضروري توفير الحماية لهم لضمان نقل الحقيقة دون خوف أو تهديد.
وأوضح أن هذا الأمر يثير الكثير من التساؤلات حول استهداف الصحفيين، ويجب أن يتم التحقيق في كل هذه الحوادث بشكل مطلق، وأن تتم محاسبة المسؤولين عنها "في الوقت الحالي يواصل زملاؤنا التحقق من المعلومات بشأن غارات التي استهدفت مجمع ناصر".
وأكد المتحدث باسم المفوضية، أن استهداف الصحفيين محظور، كما أن استهداف المستشفيات محظور أيضاً، لافتاً إلى أن السلطات الإسرائيلية أعلنت في وقت سابق عن تحقيقات في عمليات القتل هذه ومن مسؤوليتها وبصفتها القوة القائمة بالاحتلال أن تبدأ بالتحقيق لكن يجب أن تسفر هذه التحقيقات عن نتائج ويجب أن تتحقق العدالة "لم نر حتى الآن أي نتائج أو إجراءات للمساءلة، ولم تظهر نتائج هذه التحقيقات بعد ونحن ندعو إلى المساءلة والعدالة".
المساعدات غير كافية
وعلى الصعيد الإنساني، جدد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" القول إن كمية المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة غير كافية لتلبية حجم الاحتياجات الإنسانية، مؤكداً أن هذا الواقع يمكن تغييره.
وشدد على ضرورة أن تسمح القوات الإسرائيلية بتدفق المساعدات إلى غزة، وذلك بعد ورود تقارير تفيد بفقدان العديد من الأشخاص حياتهم نتيجة المجاعة.
ونقل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن وزارة الصحة في غزة، أن ثلاثة أشخاص آخرين لقوا حتفهم نتيجة سوء التغذية والجوع، خلال الساعات الـ 24 الماضية، ليصل بذلك العدد الإجمالي للوفيات وفقاً للتقارير إلى 303 منهم 117 طفل.
ولفت إلى أن القيود المفروض من قبل القوات الإسرائيلية على تدفق المساعدات إلى غزة لا تزال تعيق توصيل المساعدات المنقذة للحياة.
أوامر إخلاء جديدة
وقال المفوض العام إن القوات الإسرائيلية مستمرة بإصدار أوامر إخلاء جديدة، والذي يدفع السكان إلى الفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان أينما كان ذلك ممكناً، مشيراً إلى أن أكثر من 36 ألف شخص نزحوا من شمال قطاع غزة إلى الجنوب، وذلك عقب إعلان القوات الإسرائيلية عن تنفيذ عملية عسكرية جديدة في مدينة غزة.
ونزح معظم السكان من أحياء مدينة غزة وأكثر من ثلثيهم توجهوا إلى دير البلح ونحو الثلث إلى خان يونس، غالبتهم نزحوا أكثر من مرة، وفقاً لما أوضحه المفوض العام، مشيراً إلى أن مستشفيات غزة حذرت من الشح الحاد لوحدات الدم، فيما تتعدى الاحتياجات اليومية 350 وحدة في ظل العدد الكبير من المصابين بجراح بالغة نتيجة القصف المستمر.
وأكد أن عمليات التبرع بالدم قد انخفضت نتيجة المجاعة وسوء التغذية، وأفاد أن وزارة الصحة في غزة وجهت نداءً عاجلاً لتجديد مخزون الدم وإمدادات المستشفيات، داعياً إلى إيقاف الحرب بشكل فوري والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وبدون أي عوائق إلى جميع أنحاء القطاع، وذلك لإنهاء معاناة المدنيين.