غزة... آلاف المرضى ينتظرون العلاج و900 وفاة بسبب المنع
حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن تأخير إجلاء المرضى في غزة، حيث توفي أكثر من 900 شخص بسبب الحصار، يمثل "حكماً بالإعدام"، وسط انهيار شبه تام للمنظومة الصحية.
مركز الأخبار ـ رغم مرور أكثر من شهر على اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل القوات الإسرائيلية خرق الهدنة عبر غارات جوية وقصف مدفعي استهدف مناطق سكنية في غزة، ما أدى إلى سقوط ضحايا وحدوث موجات نزوح جديدة. وفي ظل هذا التصعيد، تشهد المنظومة الصحية انهياراً شبه تام نتيجة نقص حاد في الأدوية والمعدات، وتعثر وصول المساعدات الإنسانية.
أكدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأحد 16 تشرين الثاني/نوفمبر، أن نحو 16 ألفاً و500 مريض ما زالوا بانتظار الموافقة على السفر لتلقي العلاج، من بينهم 4 آلاف طفل بحاجة إلى إجلاء طبي، مضيفةً أن أكثر من 900 مريض توفوا في قطاع غزة جراء تأخر عمليات الإجلاء الطبي للعلاج خارج القطاع، في ظل استمرار الحصار.
وحذرت المنظمة من أن أي تأخير إضافي في نقل المرضى المصابين بأمراض حرجة "يعادل حكماً بالإعدام"، في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية في غزة وعجز المستشفيات عن تقديم الرعاية المتخصصة بسبب النقص الحاد في المعدات والأدوية والكوادر.
من جهتها، قالت وزارة الصحة في غزة إن الوضع الصحي في القطاع ما زال "مأساويا" رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، مشيرةً إلى إن النقاط الطبية المستحدثة خرجت عن الخدمة بفعل المنخفض الجوي وغزارة الأمطار.
وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) أن الطائرات الإسرائيلية نفّذت غارات جوية استهدفت مناطق جنوب شرق مدينة خان يونس، تزامناً مع قصف مدفعي كثيف وإطلاق نار من الآليات العسكرية الإسرائيلية في الجهة الشرقية للمدينة.
ما أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، نقلاً عن مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس بأن فتيين أُصيبا خلال مواجهات اندلعت في مخيم عسكر القديم شرق نابلس مع القوات الإسرائيلية، حيث أصيب أحدهما برصاصة حية في الصدر أدت إلى وفاته لاحقاً، بينما أُصيب الآخر برصاصة في الظهر ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج".
ووفقاً للوكالة "اقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة نابلس من عدة جهات، واندلعت مواجهات في مخيم عسكر القديم، أطلق خلالها الرصاص الحي، باتجاه المواطنين".
وفي بلدة الرام شمال شرق القدس، أصيب فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلي قرب الجدار المقام في البلدة، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني الذي أوضح في بيان أن طواقمه في رام الله "تعاملت مع إصابة شاب يبلغ من العمر 26 عاماً بالرصاص الحي قرب جدار الرام وتم نقله إلى المستشفى".
ومع اشتداد الأمطار، تصدّرت وسوم مثل "غزة تغرق"، و"شتاء النازحين"، و"غرق الخيام" منصات التواصل الافتراضي، حيث عبّر ناشطون عن غضبهم من استمرار ما وصفوه بـ "حرب الإبادة" التي تمارسها السلطات الإسرائيلية عبر الحصار الخانق، والذي يترك مئات الآلاف من المدنيين في مواجهة الجوع والبرد والمرض دون مأوى آمن أو مساعدات إنسانية عاجلة.