'في مواجهة الهجمات على السويداء هناك حاجة إلى وحدة الشعب السوري'
أكدت عضوة الهيئة القيادية في مجلس المرأة السورية، عريفة بكر، أن الهدف من الهجمات التي تستهدف مدينة السويداء السورية هو طمس الثقافة المتعددة والمتنوعة في البلاد "مواجهة هذه الاعتداءات تتطلب وحدة كافة المكونات السورية".

بيلين نوبيلدا
قامشلو ـ مع سيطرة جهاديي هيئة تحرير الشام على السلطة، تتجه البلاد نحو واقع أكثر خطورة، حيث تتكرر المجازر، التهجير، الانتهاكات، وكل أشكال التطرف بشكل يومي، ويُعد وجود التنظيمات في سوريا مصدر تهديد كبير، هذا ما تظهره الهجمات الأخيرة على السويداء.
يسعى جهاديي هيئة تحرير الشام من خلال الهجمات التي تطال المدنيين من مختلف الطوائف إلى القضاء على المكونات المجتمعية، وفرض عقلية متطرفة قومية متشددة تُروّج لدولة إسلامية.
"الشعب السوري يعيش تحت تهديد الإبادة"
وحول الهجمات التي تستهدف الطائفة الدرزية في الأحداث الأخيرة التي طالت مدينة السويداء، والتغيّرات الحاصلة في سوريا، إلى جانب واقع النساء ضمن هذه المرحلة قالت عضوة الهيئة القيادية في مجلس المرأة السورية عريفة بكر، أن المجازر الحالية في السويداء لا تختلف عما حدث سابقاً ضد العلويين، وأن الشعب السوري كله يتعرض لخطر الإبادة "قبل هذه المجازر، حدثت أمور مماثلة في عفرين، وكري سبي، وسري كانيه، والآن نشهد استمرار لهذه السياسات في جميع أنحاء سوريا، حيث يعيش الشعب السوري تحت تهديد القتل الجماعي، الهجمات الحالية على السويداء تستهدف النساء، الأطفال، وكبار السن بشكل رئيسي".
وشددت على أنه يجب على الحكومة السورية المؤقتة أن توقف هذه الاعتداءات، وأن تُحاسب هذه الجماعات التي تتحرك خارج القانون، وتنفذ المجازر تحت اسم (بدو) "لا يمكن حل أي شيء في سوريا إلا بوحدة شعبها، فالعنف لا يؤدي إلى حل".
"الشعب السوري بحاجة إلى الوحدة"
وأشارت عريفة بكر إلى ضرورة عقد مؤتمر شامل يمثل جميع المكونات السورية، بحيث تستطيع كل جهة المشاركة واتخاذ القرار "إن مكونات سوريا بحاجة إلى الاتحاد، فهناك تهديد يومي يطال القوميات، واليوم تحديداً يتم استهداف الكرد، يجب على كل قومية أن تنظم نفسها وتتمكن من الدفاع عن وجودها أمام كل الهجمات، خاصة المرأة، يجب أن تدرك كيف تحمي نفسها ويكون لها حضور في كل الميادين، كمثال حي، فوزية فخر الدين التي دافعت عن شعبها وقاومت، يجب أن تكون مثالاً لكل امرأة سورية".
وأوضحت أنه "منذ عام 2011 وحتى اليوم، تعيش سوريا في حالة حرب، وهناك تدخلات خارجية كثيرة تؤثر على سوريا، كل دولة تحاول التقرب من سوريا لتحقيق مصالحها، لذلك نقول إن الشعب السوري يحتاج إلى الوحدة كي يتمكن من وضع حد لحمام الدم، كوننا نمر بمرحلة حساسة وتاريخية، يجب أن نتعلم منها وننظم أنفسنا ونسير بخطوات ثابتة حتى نصل إلى الحرية والسلام".
"هدف الهجمات نفي المكونات السورية"
وأضافت عريفة بكر أن دخول جهاديي هيئة تحرير الشام إلى الساحة ليس تعبيراً عن إرادة الشعب السوري، ولم يكن نتيجة لقرار شعبي أو توجه إصلاحي، بل جاء نتيجة مصالح خاصة "الهجمات لا تُنتج حلولاً، بل يجب أن نجلس معاً ونتفق على مستقبلنا ومصيرنا، الهدف الأساسي من هذه الهجمات، والتي تُنفذ من قبل جماعات تابعة لدول متعددة، هو القضاء على مكونات المجتمع السوري، اليوم هناك جهات تسعى لتحويل سوريا إلى دولة ذات طابع واحد، لكن هذا مستحيل لأن في سوريا تعيش عشرات المكونات المختلفة".