في اليوم العالمي للمرأة النساء الديمقراطيات تتضامن مع الفلسطينيات
الفلسطينيات من حق المقاومة إلى الحق في الوجود كان العنوان الأبرز للندوة الدولية التي نظمتها جمعية النساء الديمقراطيات بالعاصمة التونسية تحت عنوان "النسوية التقاطعية والنسوية الكونية تعدد الرؤى وتنوعات الواقع".
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام كان احتفالاً بطعم المرارة بسبب ما تعيشه المرأة في غزة من اعتداءات ممنهجة من قبل القوات الإسرائيلية هذا ما اتفقت حوله المشاركات في الندوة التي نظمتها جمعية النساء الديمقراطيات.
في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، عقدت النساء الديمقراطيات أمس الثامن من آذار/مارس، ندوة دولية بالعاصمة التونسية على مدى يومين، تحت عنوان "النسوية التقاطعية والنسوية الكونية تعدد الرؤى وتنوعات الواقع" بحضور عدد هام من الناشطات والحقوقيات.
الحق في الوجود
وقالت رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات نائلة الزغلامي "اخترنا أن يكون مضمون الندوة هو التقاطعية والتضامن النسوي وأول تجسيد لذلك تم مع المرأة الفلسطينية لأنه عند التحدث عن الحيف والتمييز والاستضعاف وتنوع النساء والهويات الجندرية وتنوع الميولات الجنسية لا يمكن إلا أن نضع في مقدمتها الفلسطينيات والشعب الفلسطيني لما يتعرض له من إبادة جماعية ومن خصوصية اقترنت بالنساء في مسالة الانجاب, والانجاب المبكر, وقتل الرضع, وتهديد الأوضاع العامة الصحية السكنية, وكل أشكال معاناة المرأة الفلسطينية لذلك بدأنا بالتقاطعية لان نضالنا نسوي تقاطعي إنساني مستمر".
وأوضحت أنه "بدأنا مع القضية الفلسطينية والنساء الفلسطينيات لأن اليوم هو اليوم العالمي لحقوق النساء والذي جاء نتيجةً لنضالات الحركات النسوية المطالبات بحقوقهن"، مشيرةً إلى أنه "أردنا أن نتوج اليوم بمسيرة تضامن مع الفلسطينيات في هذه الذكرى التي تعتبر ذكرى تخلد النضالات ولا يمكن أن نبقى في القاعة دون الخروج إلى الشارع لنعبر عن التضامن النسوي مع الفلسطينيات".
وحول الرسالة التي يمكن توجيهها للمرأة الفلسطينية في هذا اليوم، أضافت "نحي المرأة الفلسطينية التي رغم معانتها لا تزال صامدة ومقاومة، لا استطيع إلا أن أكون في مد تضامني لأكون على الأقل الصوت الذي يصدح بهذه المعاناة وكسر هذا الصمت"، مناشدة الهيئات الدولية لتفعيل منظومة حقوق الإنسان التي لا يجب أن تكيل بمكيالين".
وأشارت إلى ما يمكن تقديمه من مساعدات للمرأة الفلسطينية "سوف يكون هناك جناح خاص بالتبرعات في هذه الندوة كالمساعدات الرمزية التي تساعد على شراء الادوية أو بعض المستلزمات علماً أننا بالتعاون مع الهلال الأحمر التونسي جمعنا التبرعات المادية لمساعدة النساء في غزة".
من جانبها أوضحت عضو جمعية النساء الديمقراطيات حنان قبايلي، أن وضع المرأة الفلسطينية كوضع كل النساء لكنها في ظل الحرب تعيش معاناة كبيرة"، موجهة رسالة للعالم أكدت فيها أنه على المجتمع الدولي أو من لديهم السلطة إيقاف حرب الإبادة الجماعية التي تطال أهالي غزة فهم يستهدفون المرأة والطفل بشكل أساسي في هذه الحرب.
بأي حال عدت يا عيد
بدورها قالت الناشطة النسوية زهرة نخلة أن "اليوم العالمي للمرأة لا يمكن أن نعتبره يوم عيد بل يمكن اعتباره يوم صمت وحزن لأن ثمة نساء في غزة تقتلن يومياً وتتعرض للعنف بجميع أشكاله من تحرش واغتصاب وقتل"، مشيرةً إلى أنه "نحن موجودات لإتمام المسار النضالي إلى آخر رمق وندافع عن الفلسطينيات وعن أي امرأة يمارس عليها العنف بجميع أشكاله".
وأضافت أن المرأة التونسية تتعرض للعنف أيضاً ويجب أن تحارب أكثر وتقول لا للعقلية الرجعية الذكورية الشرقية "لابد من غرس الثقافة النفسية والتوعية في المدارس لتغيير العقلية والتحسين منها".
الفلسطينيات صامدات
أما مديرة مركز دراسات المرأة (القدس, فلسطين) سما عويضة قدمت مداخلة تحت عنوان "75 عاماً من الاحتلال وحرب الإبادة لازالت مستمرة... ماذا بعد؟" قالت فيها إن النساء في غزة تبحثن تحت الأنقاض عن أطفالهن وتصرخن وتقلن ساعدونا في إخراج ما يمكن إخراجه فكانت من أسوء الأيام التي مررنا بها والتي قررنا بعدها أن نبدأ برنامج "المرأة والاحتلال وصدمة الفقدان" ونجحنا في معالجة الفاقدات اللواتي تعرضن لصدمة فقدان الأحبة أو فقدان بيت وممتلكات والأمن والأمان".
وأوضحت أنه "استطعنا أن نصل إلى استراتيجيات حول كيف نساعد هؤلاء النساء وتوصلنا أخيراً إلى تطوير مدرسة من فاقدة لفاقدة بمعنى أن الفاقدات القدامى تساعدن الفاقدات الجدد ولأننا نجحنا في هذا البرنامج تم نقل التجربة إلى السوريات حيث وصلنا إلى تركيا وعالجنا النساء اللواتي تعرضن إلى صدمة الفقدان وكان يفترض أن نعمل مع الفلسطينيات في مخيمات لبنان ولكن للأسف لم يسمح لنا وهذا البرنامج اليوم نجدده بمعنى أن نجعل الناجيات تساعدن الفاقدات".
ودعت سما عويضة الفلسطينيات في الضفة وقطاع غزة ومخيمات اللجوء إلى أن "تقفن صامدات لأن صمودهن اليوم هو انتصار لنا إذا وبالتالي اليوم علينا أن نصمد وأن تتحرك كل شعوب العالم ليتضامنوا معنا أيضاً"، مضيفةً "أعلم أن الفلسطينيات تعشن ظروفاً صعبة ولكن التاريخ علمنا أن نصمد وسنصمد".
من جانبها قالت الإعلامية الفلسطينية أنوار عوينة "نحن اليوم في عصر يحظى فيه الإعلام بأهمية كبيرة بمعنى يمكن استعماله للتبليغ والمناصرة ولكن في نفس الوقت الاعلان يخيف لأنه يمكن أن يكون أداة للتحكم والسيطرة"، مضيفةً "ما تغير اليوم هو اعتمادنا التكنولوجيا التي أصبح من خلالها كل منا قادراً على توفير مادة إعلامية للعالم من خلال الهاتف المحمول".
وأشارت إلى أنه "نحاول تطوير المواد الصوتية مثل البودكاست والمواد المرئية مثل الفيديوهات وكيف يمكن سواءً محلياً أو بشكل عالمي من أن ننقل قضايانا المختلفة وكيف يمكن إيصال صوتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
ولفتت إلى أنه "نحاول أن نعمل يومياً حتى نتمكن من إيصال صوت نساء غزة في بداية الحرب كانت العملية أسهل ولكن الآن أصبح الوضع عشوائي أكثر والانترنت ينقطع والناس لم تعد تؤمن بذلك وتعطي تصريحات لأن مدة الحرب طالت ولكن نحاول بكل إمكانياتنا ارسال صوتها ومعاناتها"، مؤكدةُ أن التضامن النسوي مهم لمكافحة المشاكل الاجتماعية والسياسية التي تواجهها النساء.