فكرية كار التي قُتلت ابنتها: لا يجوز قتل النساء بعد الآن
تزداد جرائم قتل النساء في تركيا على يد أزواجهن أو أحد أفراد عائلاتهن يوماً بعد آخر، في الوقت الذي لا تزال السلطات تمارس سياسة الإفلات من العقاب تجاه الجناة.
مدينة ماميد أوغلو
آمد ـ قُتلت هلال كار ذات الـ 33 عاماً، التي غادرت منزلها للذهاب إلى عملها في حي 5 نيسان في منطقة ريزان (باغلار) في آمد، بسلاح ناري على يد زوجها (محمد. د) الذي انفصلت عنه بسبب العنف والتهديدات بالقتل.
دُفنت هلال كار، التي توفيت في مكان الحادث في يوم 22 حزيران/يونيو الجاري، في مقبرة ينيكوي بعد تشريح الجثة، وتبين أن الشكاوى السابقة المقدمة ضد زوجها السابق (محمد. د)، الذي هرب بعد الحادث، لم تكن حاسمة بالنسبة للمحكمة.
لقد تعرضت للعنف منذ اليوم الأول لزواجها
قالت فكرية كار والدة هلال كار إن (محمد. د) تزوج ابنتها منذ 4 سنوات، وكانت تتعرض للعنف بشكل ممنهج منذ اليوم الأول لزواجها، لافتةً إلى أن ابنتها التي لديها 4 أطفال، تعيش منفصلة عن زوجها منذ عام، "اضطرت ابنتي إلى الانتقال لعدة منازل بسبب التهديدات".
وأوضحت فكرية كار أن (محمد. د) أخذ الابن الأصغر لابنتها وهددها بالقتل إذا واصلت العمل، "كان يهدد ابنتي باستمرار، كان يأخذ أموالها ويتركهم جائعين، كم مرة قلت لابنتي اتركيه لكنه كان يهددها بإيذائنا، لقد حاولنا ثنيه لكن ذلك لم ينجح، وأخيراً أخذ منها ابنها وغادر، وقبلها قال لها إذا ذهبت إلى العمل سأقتلك".
وأضافت أن ابنتها "في الآونة الأخيرة، تعرضت لهجوم وهي في طريقها إلى العمل حيث أن سائق التاكسي هو أيضاً شريكه، لذلك يجب معاقبتهما وعدم السماح لهذا الأمر بأن يفلت من العقاب".
"لو كان في السجن لما قًتل ابنتي"
قالت فكرية كار إنه تم تقديم أكثر من شكوى ضد (محمد. د) بخصوص العنف والتهديدات بالقتل التي مارسها على ابنتها، "لقد قدمنا الشكوى عدة مرات، لكنهم تركوا ذلك الرجل دون رادع، قالوا إنه يدخن الماريجوانا، لا يمكننا أن نفعل أي شيء، وأطلقوا سراحه".
ولفتت إلى أنه "مرة أخرى، سمع الجيران الأصوات واتصلوا بالشرطة، ولكن مرة أخرى لم يحدث شيء، كيف سمحوا لذلك الرجل بالذهاب رغم الشكوى؟ لو كان ذلك الرجل في السجن اليوم، لما قتل ابنتي، أريد فقط العدالة، أريد القبض على هذا القاتل ومعاقبته".
"لا يجوز قتل النساء بعد الآن"
دعت فكرية كار المنظمات النسوية إلى متابعة جريمة مقتل ابنتها، "الدولة هي من ترتكب العنف ضد المرأة، لا ينبغي أن نترك هؤلاء الأشخاص الذين يقتلون النساء، عندما يخرج هؤلاء القتلة، يكتسبون الشجاعة ويقتلون المزيد من النساء، بسبب العفو يتم إطلاق سراحهم جميعاً، فلتدافع هذه العدالة عن حقوق المرأة، لا ينبغي ذبح النساء، ولا ينبغي ترك الأطفال بلا أمهات بعد الآن".
وأضافت "إنهم بحاجة إلى منع هذا، أنا أشكو من هذا الرجل حتى آخر رمق، لم يبقى شيء ولم أفعله لابنتي، لا يجوز قتل النساء بعد الآن، ولا ينبغي أن يؤخذ هؤلاء القتلة من باب ويتركون من باب آخر".