ضمن مهرجان هويسكا صرخة سينمائية للنساء الصحراويات
فيلم "التنافر" قصص مُلهمة لنساء صحراويات قررن مواجهة حتمية الموت بالألغام المُضادة للأفراد أو الدبابات المنتشرة في رمال الصحراء الغربية.

الجزائر ـ خلال افتتاح مهرجان "هويسكا" السينمائي الدُولي (وهو مهرجان سينمائي في مدينة هويسكا الإسبانية، مُقاطعة أراغون)، عُرض فيلم "التنافر" ضمن مُسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة في الدورة الـ 53 من المهرجان.
في مهرجان هويسكا السينمائي رُشح فيلم "التنافر" لجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير تمنحها لجنة تحكيم "كورتو إسبانيا"، وينقل هذا العرض البصري قصص مُلهمة لنساء صحراويات قررن مواجهة حتمية الموت بالألغام المُضادة للأفراد أو الدبابات المنتشرة في رمال الصحراء الغربية.
ويُوثق الفيلم لمُخرجته راكيل لاروسا، تجربة فريق النساء الصحراويات لمُكافحة الألغام الذي تأسس في عام 2019 (وهو عبارة عن مُبادرة نسوية تطوعية تُعنى بالكشف عن الألغام الأرضية في مُخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف الجزائر)، وهي أول تجربة من نوعها في المنطقة تقودها نساء ساهمن في رفع الوعي وحماية الأرواح من خطر الألغام المزروعة في المناطق المحيطة.
ومن بين اللواتي تم تسليط الضوء عليهن في الفيلم فاطمة، وعائشة وندوروها، وهن ثلاثة نساء تعملن إلى جانب نساء صحراويات أخريات من أجل إزالة الألغام من الأراضي في الصحراء الغربية.
وقد واجه الفيلم تحديات كثيرة إذ توقف عمل الفريق فعلياً بعد انتشار كورونا عام 2020، ثم مع استئناف الحرب وخرق وقف إطلاق النار من طرف المغرب بعد أشهر قليلة، ورغم هذه العقبات والتحديات لم تتوقف النساء عن النشاط واستمرين في التوعية والمناصرة والعمل الميداني متى ما سمحت الظروف.
وقد شرعت المُخرجة راكيل لاروسا في توثيق عمل الفريق منذ عام 2020، بهدف تسليط الضوء على نضال النساء الصحراويات، وتجسيدهن للمقاومة المدنية، واختيارهن للحياة في مواجهة الموت والخطر.
ويعتبر هذا الفيلم الثاني من نوعه الذي يروي قصص كفاح المرأة الصحراوية ضد الألغام بعد فيلم MUTHA الذي نال جوائز في مهرجانات دولية مختلفة.
وتلعب النساء الصحراويات دوراً كبيراً في التخلص من الألغام التي دفنها القوات المغربية في الأراضي الصحراوية ولازالت تحصدُ سنوياً الأرواح وتتسببُ في وُقوع العشرات من الضحايا، إذ تكشفُ آخر الإحصائيات التي قدمها المكتب الصحراوي لتنسيق الأعمال المُتعلقة بالألغام، خلال يوم دراسي مفتوح حول تأثيرات المُسيرات المغربية على المدنيين في الصحراء الغربية نُظم في كانون الثاني/يناير الماضي، أنه خلال الفترة الممتدة ما بين 2021 - 2023 سقط أكثر من 80 ضحية من الصحراء، و66 ضحية موريتاني وثلاث ضحايا جزائريين حسب التحقيقات التي أجراها المكتب.