دعم الأطفال وتنمية قدراتهم أهداف حملة الطفولة لهيئة المرأة في الرقة
بهدف التعافي من آثار الحرب على واقع الأطفال ولخلق بيئة سليمة لهم، أطلقت هيئة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا حملة توعوية تحت شعار "التعافي والحماية... التنمية والتوعية... من أجل طفولة سليمة".
يسرى الأحمد
الرقة ـ أكدت الإدارية في مكتب حماية الطفل في مقاطعة الرقة فاطمة الكردي، أن إطلاق الحملة التوعوية للطفل ستساهم في حمايتهم من الظواهر والآفات الاجتماعية والسلبية، لبناء مجتمع سليم.
النساء والأطفال من الفئات الأكثر تضرراً خلال الحروب والنزاعات، نتيجة تعرضهم للانتهاكات والاستغلال، مما يجعلهم عرضة لخطر الفقر والتمييز والإساءة، ويمارس عليهم انتهاكات لا أخلاقية منها العنف والاتجار، كل ذلك في ظل تغافل وتغاضي دول العالم عن صون حقوقهم.
وبهدف دعم الأطفال نفسياً واجتماعياً وتعزيز مهاراتهم وقدراتهم الشخصية لخلق بيئة واعية وسليمة، أطلقت هيئة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا في 28 آب/أغسطس الماضي، حملة توعوية خاصةً بالأطفال تحت شعار "التعافي والحماية... التنمية والتوعية... من أجل طفولة سليمة" وستستمر على مدار ثلاثة أشهر وستختم فعالياتها في يوم الطفل العالمي الذي يصادف 20 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام.
قالت الإدارية في مكتب حماية الطفل في مقاطعة الرقة فاطمة الكردي "نسعى من خلال حملتنا إلى حماية الأطفال من الانتهاكات التي يتعرضون لها من تمييز وعنف، ونعمل من خلالها على توعيتهم وتعزيز مهاراتهم، وبناء قدراتهم الشخصية وتأهيلهم ليكونوا قادرين على تخطي الضغوطات التي يتعرضون لها سواءً داخل المنزل أو خارجه، أبرزها العنف الأسري، والتسرب المدرسي، وعمالة الأطفال والزواج المبكر، لخلق طفولة سليمة لبناء مجتمع سليم ومعافى".
وعن تأثير الحروب في دول العالم على واقع الأطفال، أوضحت أن "الأطفال يدفعون الثمن الأكبر أثناء الحروب والنزاعات، لأنهم يتعرضون لكافة أشكال الانتهاكات من استغلال وتمييز وفقر، فتداعيات الحرب عديدة وتؤثر بشكل مباشر على واقعهم وتحرمهم من أبسط حقوقهم الأساسية كحقهم في التعليم واللعب وممارسة حياتهم بشكل طبيعي"، مشيرةً إلى أن الآثار التي خلفتها الحرب التي شهدتها سوريا، تركت تداعيات سلبية كالدمار والفوضى والذي أثر بدوره على واقع الأطفال "عانى الأطفال خلال الحرب التي شهدتها سوريا وعلى مدار ثلاثة عشر عاماً من تهجير، وفقدان الأمان والاستقرار".
وحول أبرز الفعاليات والأنشطة التي قاموا بها ضمن برنامج الحملة، قالت فاطمة الكردي "منذ الإعلان عن بدء برنامج الحملة وتفعيل أنشطتها، قمنا بعقد محاضرات واجتماعات لتوعية الأهالي بالدور الريادي الذي تلعبه الأسرة والمجتمع في حماية الطفل، والمهام المرحلية في توعيتهم من خلال تطبيق قانون الطفل العالمي كتوزيع برشورات لحقوق الأطفال العالمية".
وأشارت إلى أنهم قاموا بعقد جلسات توعوية لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لتنمية قدرات الأطفال ومواهبهم ليتمكنوا من الانخراط في جميع المجالات والعودة إلى الحياة بشكل طبيعي، إضافة إلى إعطاء برامج تثقيفية صحية بهدف تعزيز الوعي الصحي "قمنا بزيارة الأطفال في المدارس والمعاهد وإعطائهم أنشطة ترفيهية وتعليمية حول مختلف جوانب الحياة"، مؤكدةً أن حماية الأطفال وتوعيتهم بحقوقهم هو ضمان لخلق طفولة سليمة ومجتمع معافى خال من كافة الآفات التي تنذر بخطر تدمير المجتمع وانحلاله.
"شهد إطلاق الحملة مشاركة وإقبال كبير من قبل الأطفال وحاز على اهتمام كبير من قبل الأهالي، والذي عزز من الحملة ودعمها، وكان إطلاق الحملة ضرورة كون الأطفال لا يزالوا يعانوا من تبعات الحروب التي شهدتها المنطقة لسنوات طويلة، خاصةً إبان سيطرة داعش والذي ترك في أذهانهم صور للعنف والجرائم البشعة والأفكار المتطرفة والتي تحتاج إلى وقت كبير للقضاء عليها"، وفق ما قالته فاطمة الكردي.
وأضافت أنهم خلال الحملة وبالتنسيق مع مكاتب المرأة والطفل في كافة المؤسسات الإدارية، ركزوا بالدرجة الأولى على الأطفال في المخيمات كون معاناتهم لاتزال مستمرة ويفتقرون إلى أبسط الحقوق، إضافة إلى أطفال مرضى التلاسيميا والسكري ومرضى غسيل الكلى، فهم بحاجة لتقديم الرعاية والدعم.
ونوهت إلى أن الحملة ستساهم من خلال أنشطتها وفعاليتها في تزويد الأجيال القادمة بالعلم والمعرفة وتوعيتهم بمخاطر الظواهر الاجتماعية السلبية كانتشار المخدرات والاستخدام الخاطئ للتواصل الاجتماعي والإنترنت، إضافة للحد من التسرب المدرسي والتسول، مؤكدةً أنهم سيستمرون في إطلاق حملات مشابهة ببرامج مختلفة، للوصول إلى كافة الأطفال في المنطقة، على أمل أن تصل الحملة إلى الأهداف المرجوة، فبناء طفل سليم هو بناء مجتمع سليم.
وقالت فاطمة الكردي في نهاية حديثها، إن توعية الأطفال وحمايتهم مسؤولية تقع على عاتق المجتمع عامة وعلى المرأة خاصةً، لأنها الأم والمربية والأقرب إلى الطفل، لذا يجب أن تدرك كيف توعي أطفالها وتحميهم وكيف تتعامل معهم لتوجيهم وإرشادهم إلى الطريق الصحيح، وتقدم الرعاية لهم عبر منحهم مساحة آمنة وحرية للتعبير عن رأيهم دون خوف أو تردد لكي يتمكنوا من عيش حياة خالية من الضغوطات النفسية.