ضحايا الحرب اليمنية في معرض تشكيلي بلمسات نسائية
اطلقت مبادرة كيان لون الفنية والثقافية، معرضاً فنياً وأدبياً في مدينة عدن لمشروع الدعم النفسي للناجين من الحروب، ويهدف المعرض إلى إخراج الطاقة السلبية التي يعيشها ضحايا الحرب وكذلك إيصال رسائل الناجين بطريقة مادة ملموسة لعامة الناس.

فاطمة رشاد
عدن ـ بعد عدة جلسات نفذت من قبل مبادرة "كيان لون الفنية والثقافية"، خرجت فيما بعد بحصيلة معرضها الفني والأدبي الأول على مستوى عدن في اليمن لمشروع الدعم النفسي للناجين من الحروب، كان لهذا المعرض حضور ملحوظ للعنصر النسائي بشكل كبير جعل له طابعاً خاصاً.
على امتداد تلك الورش التدريبية التي شملت الناجين أنفسهم من الحرب التي شهدتها اليمن في عام 2015 تلقى المتدربين من فنانين وكتاب قصة، تدريبات مكثفة حيث بلغ عدد الكتاب 11 وعدد الرسامين 15 وكانت هناك جلسات لتفريغ النفسي أسميت العلاج بالفن ليتم بعد ذلك ترجمة تلك الجلسات مع الناجين إلى قصص ولوحات بأنامل ناعمة استطاعت أن تعبر عن مكنون المرأة خلال فترة الحرب التي كانت هي الضحية الأولى فيها.
قالت إحدى المشاركات في المعرض الفنانة التشكيلية هند كرم والتي اشتركت في لوحة فنية تحكي قصة إحدى ضحايا الحرب "اشتركت في لوحة تتحدث عن فتاة تدعى نوال والتي كانت تحلم أن تدرس الطب، ولكن أثناء فترة الحرب شاركت بأن تكون ممرضة لأن الظروف في الحرب فرضت عليها أن تساعد في التطبيب لكن في إحدى المرات داست على لغم وتضرر جسدها، مما جعلها تسافر للعلاج في بعض الدول وقد تعرضت إلى الانتهاكات في إحدى الدول التي سافرت لها لأنهم كانوا يعملون على جسدها التجارب الطبية وهي لا تعلم وزاد هذا من جرحها، ولكنها أثناء فترة علاجها تعرفت على أحد الناجين الذين بث فيها الأمل مرة أخرى بعدما كانت قد دخلت مرحلة اليأس لأنها فقدت الأمل في شفاءها من إصابتها إثر انفجار اللغم لهذا رسمت لوحة الأمل لتحاكي قصتها بكل التفاصيل التي مرت بها المصابة أثناء فترة الحرب".
انطباعات الزوار للمعرض
أما الزائرة للمعرض هناء ياسر والتي عبرت عن إعجابها بالمعرض "عبر المعرض عن معاناة الجرحى الذين أصيبوا في الحرب وكانت النتائج فيما بعد تشكل معاناة كبيرة، رغم أنني كنت على اطلاع بمجريات الترتيبات لهذا المعرض، إلا أنني تفاجأت بالحضور الكبير الذي جاء ليروا كيف استطاع الفنانين والرسامين التعبير عن معاناة الجرحى وضحايا الحرب التي عاشتها عدن في الفترة الأخيرة، وتركت وجعها في نفوس أبناء عدن إضافة إلى جلسات الدعم النفسي التي صاحبة الترتيبات لهذا المعرض والتي استفاد منها الضحايا في إعادتهم إلى الأمل والتقبل".
خارطة العلاج
وفي الجانب الآخر من المعرض، كانت تقف نقاء محمد والتي أعدت لوحة تشرح فيها المعاناة التي خاضها الجرحى في رحلة علاجهم "هذه أشرفت عليها أنا وزميلة معي وهي تلخص معاناة الجرحى الذين أخذوا على عاتقهم رحلة علاجهم وتحدد أماكن إصابتهم وكذلك مراحل علاجهم وكذلك المستشفيات التي ذهبوا إليها وكذلك شملت على عبارات ترجعنا إلى أيام الحرب ".
استشفاء
من جانبها قالت الزائرة صفية مصطفى عن المعرض الذي يحمل معاناة شعب "المعرض كان متنفس الجميع حيث أننا اطلعنا على عدة لوحات عبرت عن الشخصيات التي نجت من عقبات الحرب والتي خلفت إعاقات دائمة للبعض، وكذلك إلى جانب الجلسات الدعم التي تمت أثناء المعرض كانت كفيلة بأن تشرح وتظهر مدى المعاناة، ولكن من خلال الجلسات هذه تغيرت النظرة وأصبحت نظرات تحدي وعزيمة وإرادة حيث شمل المعرض على لوحة التعبير والترويح عن النفس من خلال بعض الرسومات التي يرسمها الزائرين والتي بالتأكيد لها مغزى من تواجدها في المعرض".
قصة فنان
أما القاصة ريم درويش والتي شاركت في كتابة قصة أحد الناجين من الحرب، قالت "كل قصة تم كتابتها ترجمت عبر لوحة تمت رسمها من قبل رسامين العمل لم يكن فردي ولكنه كان جماعي حيث يخرج إلى الجمهور بهذه الطريقة التي تشرفنا بالحضور الضخم ونأمل أن يكون القادم افضل في تقديم أعمال كهذه".
تمت هذه الجهود المبذولة في المعرض من قبل مؤسسة مظلة التنموية ومنظمة تراكس للتنمية اللتان قدمتا التسهيلات لإنجاح هذا المشروع الإنساني وإبراز معاناة جرحى الحرب واحتواء الشابات والشباب في إبراز وإيصال القضايا الإنسانية لكي يتم الالتفات إليهم والاهتمام بمواهبهم التي تساعد على تناول ما يدور في المجتمع.