دار المرأة في زركان تعمل في ظل الهجمات الجوية والبرية
قالت مديرة دار المرأة في زركان سيديا عيدو إن العنف ضد المرأة أصبح ممنهجاً بسبب هجمات الاحتلال التركي، وإن رد النساء والرجال على الاحتلال يجب أن يكون العيش معاً بحرية.
سوركل شيخو
زركان - تؤثر الحرب بشكل عام على الناس وتدفعهم إلى الهجرة من أراضيهم بالإضافة إلى ذلك، عندما تستمر الحرب أو الصراع في منطقة ما لسنوات، فإنها تسبب مشاكل جديدة تتفاقم بمرور الوقت. النساء والأطفال هم أكثر من يعاني من الحرب.
الحياة التي تستمر في كل لحظة في ظل القصف وأصوات الطائرات والهجمات البرية والجوية أضرت بنفسية الناس، وتغير الحرب أسلوب حياة الناس وتؤدي إلى تطور المزيد من العنف، والنساء والأطفال هم أكثر ضحايا ذلك. هنا، في الحروب، هناك عنف منهجي ضد المرأة بشكل خاص.
المرأة تقود المقاومة
وتعتبر زركان إحدى المدن التي تواجه هجمات الاحتلال التركي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2019. زركان التي تتكون من عدة مدن و82 قرية، 36 قرية منها تقبع تحت الاحتلال التركي، وعلى الرغم من الهجمات تقود النساء المقاومة في 46 قرية.
ومن استراتيجيات عمل دار المرأة في مدينة زركان في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا أن تكون جسراً بين المرأة وحقوقها، مما يحميها جسدياً وقانونياً، وتصبح نقطة الوصول بالرجل والمرأة إلى المساواة، وفي نفس الوقت تلعب دور مركز الحلول وسند للنساء اللاتي تعرضن للعنف.
خلال 4 سنوات من احتلال الدولة التركية عمل دار المرأة بشكل متواصل ولم يترك المرأة بمفردها.
في ظل الهجمات، الحالات التي وصلت إلى دار المرأة منذ نهاية 2019 وحتى نوفمبر 2024:
تمت تسوية وحل 49 قضية زواج وعرض 25 قضية على محكمة العدل. وتم حل 7 قضايا تعدد زوجات وإحالة 11 قضية إلى محكمة العدل. كما تم حل 9 مشاكل عائلية وإحالة 6 منها إلى قوى الأمن الداخلي، وتم حل 3 حالات تهديد ومضايقات. وتم حل 13 قضية مشاكل مالية. تم حل 3 حالات نفقات الأطفال. وتمت تسوية 24 قضية زواج مبكر، وإحالة 4 منها إلى محكمة العدل. حل 7 قضايا مشاكل عامة وإحالة حالتين منها إلى قوى الأمن الداخلي. كما تم تسوية قضية اعتداء وإيذاء وإحالة 4 حالات إلى قوى الأمن الداخلي. تم حل قضية اختطاف. تم حل قضية التشهير. تم حل قضية حضانة أطفال وقضية ديون.
وبلغ مجموع القضايا 172 قضية، تم حل 120 منها في دار المرأة، وأحيلت 40 قضية إلى محكمة العدل و12 إلى قوى الأمن الداخلي.
"هو مركز لتعزيز حقوق المرأة والقانون ومكان لتدريب وتثقيف الرجال"
وقالت مديرة دار المرأة سيديا عيدو أن دار المرأة مركز النهوض وتعريف المرأة بحقوقها والقوانين التي تحميها "تلعب دار المرأة دور تثقيف الرجل والمرأة في الحياة الزوجية وتلعب أيضاً دور الحل، وهذه الحقيقة تظهر نفسها في حل القضايا، فمنذ بداية هجمات الاحتلال التركي من تشرين الأول 2019 إلى تشرين الثاني 2024، وصلت 172 حالة إلى دار المرأة".
تأثير الاحتلال التركي على العلاقات والصراعات الزوجية
وأفادت سيديا عيدو أن هناك المزيد من حالات الخلافات الزوجية "السنوات الخمس الأخيرة التي قضيناها لم تكن سنوات طبيعية وعادية كما هو الحال في كل بلد، فمنذ 5 سنوات تستمر الهجمات الجوية والبرية للاحتلال التركي، ووصلتنا في هذه السنوات حالات تعدد الزوجات والزواج المبكر، كما تعتمد عوامل وأسباب المشاكل الزوجية على التأثيرات النفسية التي تطورت نتيجة هجمات الاحتلال التركي، هذا إلى جانب المشاكل الاقتصادية التي تظهر خاصة أثناء الهجوم والهجرة إلى المخيمات".
لماذا يفضل الزواج المبكر على خطوط النار؟
وذكرت سيديا عيدو حالة زواج طفلة في سن صغيرة، قائلةً "الأب كان سيزوج ابنته في سن صغيرة، وكان لديه 7 بنات ووضعه المادي ليس جيداً. والسبب في رغبته بتزويج ابنته في هذا العمر، هو أنه كان خائفاً من الهجمات البرية التي يشنها الاحتلال التركي ومرتزقته على قريتهم. وكان يخشى أن يتم اختطاف بناته والاعتداء عليهن، وهنا تواجه النساء العنف المنهجي سواء في المنزل أو من قبل الاحتلال التركي. إن انعدام الأمن الذي تعيشه المرأة والمجتمع بشكل عام وعدم الاستقرار الحالي يؤثران بشكل كبير على النساء".
أينما كانت عندما تشتكي تحصل على حقوقها
وقالت سيديا عيدو إن استراتيجية دار المرأة طويلة المدى، ولفتت الانتباه إلى دور دار المرأة "عندما تغادر المرأة دار المرأة بسعادة، تحصل على حقوقها ويتم حل مشكلتها، وهذا أمر جيد ومصدر فخر لنا. بالطبع، حتى لو تم حلها، نقوم بمتابعتها. وبالطبع، في الحالات التي تكون فيها النساء غير حاضرات، لكن أزواجهن يرغبون في الزواج مرة أخرى، فإننا نوقف الزواج الذي يقع ضمن نطاق تعدد الزوجات".
"النضال الصحيح ضد عقلية الرجال والاحتلال التركي ممكن بالتعايش الحر"
وقالت سيديا عيدو إن التعايش الحر هو الرد المناسب على العقلية الأبوية والاحتلال التركي، "بسبب الضغط والعنف الذي تواجهه المرأة في المنزل وفي الخارج، وتواجه هجمات الاحتلال التركي من الخارج، تفتح الطريق للقتل والانتحار، وتضطر المرأة إلى القيام بأشياء لا تحبها، لكن على المرأة ألا تفقد الأمل وألا تستسلم ولا تتخلى عن طريق النضال. وينبغي أن يعيشوا على قدم المساواة، وأن يحترموا أزواجهم، وأن يكونوا قادرين على خلق ثقافة التعايش الحر في حياتهم. من المهم جداً النضال ومحاربة النظام الأبوي والاحتلال التركي. بالذهنية التي تقول إن المرأة امرأة والرجل رجل، لن يتم حل المشاكل ولن يتم القيام بالنضال المناسب".