بعثة تقصي الحقائق الدولية: المدنيون في السودان يدفعون الثمن من تصاعد وتيرة النزاع
حذرت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق، أن النزاع في السودان أدى إلى عواقب مميتة لعدد لا يحُصى من المدنيين العالقين في النزاع، داعيةً المجتمع الدولي لتنفيذ حظر على الأسلحة وضمان مساءلة المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان.

مركز الأخبار ـ تسبب النزاع الذي اندلع في الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمقتل آلاف المدنيين ونزوح قرابة 13مليون معرضة إياهم، إضافة إلى تسجيل حالات العنف الجنسي والنهب وتدمير المنازل والمرافق الصحية والأسواق وغيرها من البنى التحتية.
حذرت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان أمس الثلاثاء 17حزيران/يونيو، من تصاعد النزاع في السودان والذي أدى إلى عواقب مميتة لعدد لا يحُصى من المدنيين العالقين في النزاع، داعيةً المجتمع الدولي لتنفيذ حظر على الأسلحة وضمان مساءلة المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان.
وأكدت البعثة أنها وثقت تصاعداً في استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان وارتفاعاً حاداً في العنف الجنسي والقائم على النوع الاجتماعي، لافتةً إلى أن المساعدات الإنسانية تستخدم كسلاح وأن المستشفيات والمرافق الطبية تتعرض للحصار.
وأفاد رئيس البعثة، أن النزاع في السودان لم يقترب بعد من نهايته فحجم المعاناة الإنسانية لا تزال تتفاقم، إضافة إلى تفكّك الحكم وعسكرة المجتمع وتدخل الجهات الأجنبية، والتي تعتبر عوامل تعذي الأزمة في السودان وتزيد من دمويته يوماً بعد أخر.
من جانبها قالت عضوة البعثة منى رشماوي، ما بدأ في السودان كانت كأزمة سياسية وأمنية، لكنها أصبحت الآن حالة طوارئ خطيرة على مستوى حقوق الإنسان والحماية، مؤكدةً أن النزاع دخل عامه الثالث دون أي مؤشر على قرب انتهائها ولا يزال المدنيين فيها من يدفعون الثمن ويتحملون العبء الأكبر من تصاعد وتيرة النزاع.
وحذرت البعثة الأممية، من أن استمرار النزاع وتداعيتها يدفع البلاد نحو المجاعة في ولاية دارفور، خاصة بعد تعرض قافلة تابعة للأمم المتحدة المتجهة إلى الفاشر للقصف مما أسفر عن مقتل خمسة من موظفيها، كما أن المشفى السعودي في الفاشر تعرض للقصف، كما قصفت مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع مشفى الأبيض الدولي في شمال كردفان مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين وتسبب في إغلاق آخر العيادات الصحية العاملة في المنطقة.
وأكدت البعثة أنه تم تسجيل ارتفاع حاد في حالات العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي حيث تتعرّض النساء والفتيات إلى الاغتصاب والاغتصاب الجماعي والخطف والعبودية الجنسية والزواج القسري في الأغلب خاصة في مخيمات النزوح القابعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
بدورها طالبت خبيرة البعثة جوي نغوزي إزييلو، بضرورة فتح تحقيق حتى تكون القضايا عدالة في جوهر أي اتفاق سلام لمعالجة غياب المحاسبة والذي يشكل أحد الأسباب الجذرية للنزاع في السودان.