بمشاركة أفلام تلامس قضايا النساء... انطلاق فعاليات المهرجان الدولي لفيلم المرأة
يعود المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا في دورته الجديدة مع الحرص على المساهمة في إغناء النقاش وإعادة تقييم المعايير من أجل إرساء بيئة ثقافية تحقق المساواة وتقبل الاختلاف.
رجاء خيرات
المغرب ـ انطلقت فعاليات الدورة السابعة عشر للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا (المتاخمة للرباط)، أمس الاثنين 23 أيلول/سبتمبر والذي سيستمر لغاية 28 من الشهر ذاته، حيث شهد حفل الافتتاح تكريم وجهين سينمائيين نسائيين هما الممثلة المغربية السعدية لاديب والممثلة المصرية داليا البحيري.
قالت الممثلة المغربية السعدية لاديب في كلمة بعد تسلمها الشهدة الذهبية، إنها سعيدة بهذا التكريم في مهرجان سينمائي يسلط الضوء على قضايا النساء واهتماماتهن، لافتة إلى أنها سبق وأن شاركت فيه كعضوة في لجنة التحكيم وكضيفة شرف قبل أن يتم تكريمها خلال هذه الدورة.
من جانبها عبرت الممثلة المصرية داليا البحيري عن سعادتها بهذا التكريم، لافتة إلى أنها شاركت في إحدى دوراته كعضوة لجنة تحكيم (في الدورة 13)، كما أعربت عن إعجابها به لكونه يتميز بخصوصية شديدة جداً، وهي أنه يهتم بالمرأة، لاسيما وأنها معنية هي الأخرى بقضايا المرأة. وأهدت هذه الجائزة لوالدتها وابنتها ولكل امرأة عربية سواء كانت فنانة أو طبيبة، أخت أو زوجة أو ابنة، ولكل أم فلسطينية في غزة.
وتعرف هذه الدورة، على خلاف الدورات السابقة، بمشاركة مكثفة للسينمائيات المغربيات، حيث أنه لأول مرة تشارك مخرجتان مغربيتان في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة وهما المخرجة جيهان البحار بفيلمها "على الهامش" والمخرجة ليلى الكيلاني بفيلمها "شيوع".
وتترأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة المخرجة المغربية مريم التوزاني إلى جانب كل من الممثلة المصرية هنا شيحا والمخرجة والمنتجة الهنغارية آغنيس كوشيس وكذلك الممثلة والمخرجة ومديرة مهرجان بوركينا فاسو أوديل سانكارا، ثم المخرجة الفرنسية فلور ألبرت، ويستضيف المهرجان خلال هذه الدورة السينما الهنغارية باعتبارها سينما تتمتع بتاريخ غني ومتنوع يضم ثلة من المخرجين والمخرجات.
وبحسب المنظمين فإن هذا الانفتاح على السينما الهنغارية في هذه الدورة يأتي بهدف تقديم منظور متفرد للتاريخ والثقافة والمجتمع المجري الذي تساهم فيه السينما بقسط وافر من الإثراء وخلق التنوع والانتشار.
وسيتخلل المهرجان تنظيم لقاء حول السينما المجرية مع المخرجات والمنتجات الحاضرات في المهرجان، وسيكون فرصة لبحث تاريخها ومناقشة التحديات والتطورات والقيود التي تواجهها وكذلك دور المرأة في السينما المجرية، ودور السينما في دعم حقوق المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين في المجتمع.
وكما دأب المهرجان ككل عام فإن هذه الدورة تحتفي بالسينما التي تهتم بقضايا النساء سواء كموضوع لها أو كفاعلات في الحقل السينمائي، حيث تستضيف هذه الدورة لقاءاً مفتوحاً مع الجمهور لمناقشة أفلام المخرج المغربي حكيم النوري والتي تتناول في مجملها قضايا المرأة خاصة أعماله "الطفولة المغتصبة" (1993) و"سارق الأحلام" (1995) و"مصير امرأة" (1998) و"فيها الملحة والسكر ومازال ما بغات تموت" في جزئه الأول (2000) وجزئه الثاني (2005) و"قصة حب" (2002) و"حد الدنيا" (2011)، وهي أفلام تتناول قضايا المرأة من الطفولة إلى الأمومة بشكل عاطفي واجتماعي مع الحرص على تنويع الرؤية السينمائية التي تتراوح بين الدراما والكوميديا.
كما يحرص المهرجان دائماً على استضافة كاتبات، تحتفي هذه الدورة بالكاتبة والشاعرة المغربية ليلى الدرديري من خلال مجموعتها القصصية "بقايا حلم" وكذلك الصحفية والمنتجة خولة أسباب بن عمر بمؤلفها "تقريباً… قصة عودة إلى الحياة"، ثم الكاتبة ياسمين بلماحي والممثلة والمخرجة سليمة بن مومن بكتاب مشترك بينهما يحمل عنوان "إعادة الإدماج… سرديات بنون النسوة".
وأكد المنظمون على أن المهرجان يحرص على المساهمة في إغناء النقاش وإعادة تقييم المعايير من أجل إرساء بيئة ثقافية تحقق المساواة وتقبل الاختلاف، وكذلك دحض بعض الأحكام المسبقة والصور النمطية التي تحط من قدر المرأة في مجال الإبداع والمساهمة في إعطاء صورة أفضل عن المرأة المغربية والتأكيد على أهمية تحسين أوضاع المرأة وترسيخ قيم المساواة وحقوق الإنسان.