'بعد ثورة روج آفا عززت النساء لغتهن الكردية من خلال الفن'

أفادت الفنانة سمية محمد، من مدينة سري كانيه/رأس العين، نازحة في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، إنها قبل ثورة روج آفا لم تكن قادرة على الغناء بلغتها الأم "لقد عززت النساء فنهن الكردي بعد الثورة".

نغم جاجان

قامشلو ـ استوحت المرأة الكردية فنها من الألم والأمل، وقبل ثورة روج آفا كان هناك مجالات كثيرة محظورة عليها منها الفنية كما تخضع لقيود صارمة، لكن بعد انطلاق الثورة تمكنت المرأة من تطوير نفسها في المجالات السياسية والاجتماعية والفنية وغيرها.

 

"أجبرت على الغناء باللغة العربية"

سمية محمد التي كبر داخلها الشغف تجاه الفن منذ الصغر، واصلت عملها الثقافي والفني سراً قبل ثورة روج آفا "نشأتُ في عائلة وطنية، أحببت الفن منذ الصغر ومهما وصفت عشقي له سيبقى قليلاً، بالطبع، واجهتُ صعوبات ومشقات كثيرة، فالفنون التي أحببتها، خاصة الموسيقى والغناء، كانت تبقى مخفية تحت ألسنتنا قبل ثورة روج آفا، خاصة بالنسبة للنساء".

وأضافت "أحببت الموسيقى كثيراً منذ أن كنتُ في السابعة من عمري وأرغب في الغناء، وعندما كنت في المدرسة، يطلب أساتذتي مني الانضمام إلى المسابقات، ولأنه قبل الثورة كنا في المدارس الخاضعة لحكم النظام السوري السابق، شعرت بالغضب عندما قالوا لي أنك لا تستطيعين الغناء بلغتك، كون اللغة الكردية كانت محظورة وممنوعة في ذلك الوقت، لذلك أجبروني على الغناء باللغة العربية، لقد كنت أستعد للغناء في عيد نوروز، والثامن من آذار والخامس عشر من آب، والـ 28 من تشرين الثاني، إنها أيام مميزة بالنسبة ليّ".

 

"كيف يمكن للمرأة أن تمارس الفن؟"

لفتت سمية محمد الانتباه إلى الصعوبات التي واجهتها في مسيرتها الفنية "بعد زواجي، انضممتُ إلى عائلة جديدة، واجهتُ صعوبات ومشقات، لم أعرف كيف أقنع عائلتي الجديدة بمواصلة الفن، كانوا يقولون كيف يمكن للمرأة أن تمارس الفن؟ لكنني على العكس، كنتُ أعلم أن على المرأة أن تحافظ على إرادتها وأن تواصل عملها".

 

"نحن بحاجة لإشراك الجميع في الثقافة"

وعن العمل والجهود التي بذلتها بعد ثورة روج آفا تقول "في عام ٢٠١٣، تم تحرير مركزنا الثقافي والفني في مدينة سري كانيه من أيدي النظام السابق البائد، وأنشأنا العديد من الأقسام والفرق، ثم تبلورت مستويات العمل، وعلينا دائماً تذكر كلمات القائد عبد الله أوجلان "من الناحية الثقافية يجب أن نشمل ونضم الجميع من جميع اللغات والأمم"، وبفضل ثورة روج آفا، أصبحت العديد من النساء الآن فنانات وممثلات ومغنيات وكاتبات وسياسيات".

وعن احتلال الدولة التركية لمدينة سري كانيه/رأس العين قالت "في عام ٢٠١٩، هاجمت الدولة التركية المدينة وأجبرت شعبها على النزوح، إلا أن الكثير منهم لم يغادروا أرضهم، وأملنا كبير جداً بأنه سيأتي يوم ونعود فيه إلى مدينتنا، نحن نواصل عملنا التنظيمي في إقليم شمال وشرق سوريا، ونواصل فننا أيضاً".