بعد تدهور صحتها وإصابة نجلها... فلسطينية تناشد المؤسسات الدولية لإنقاذ حياتهما

بدأت هبة الوحيدي إحدى النساء اللواتي ترقدن في المشفى نتيجة إصابة نجلها بشكل مباشر وتدهور حالته الصحية إضراباً عن الطعام للمطالبة بحق نجلها فادي الوحيدي بالعلاج في الخارج.

رفيف اسليم

غزة ـ على الرغم من أطلاق هبة وحيدي العديد من المناشدات لإنقاذ ابنها بعد استهدافه من قبل القوات الإسرائيلية بشكل مباشر ألا أنها جميعاً كانت دون جدوى.

تخوض هبة الوحيدي، إضراب مفتوحاً عن الطعام منذ سبعة أيام على التوالي، من أجل المطالبة بحق نجلها فادي الوحيدي بالعلاج في الخارج إثر استهدافه من قبل القوات الإسرائيلية بشكل مباشر في رقبته بالتاسع من  تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مما أدى لإصابته بشلل نصفي وظهور عدة مضاعفات قد تودي بحياته في أي لحظة.

وقالت هبة الوحيدي إن نجلها يرقد على فراش المشفى منذ أكثر من 40 يوماً، وقد أطلقت عدة مناشدات للمؤسسات والهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والصحفيين لكن دون أي جدوى، على الرغم من أنها أوضحت خلال تلك المناشدات الوضع الصحي في شمال قطاع غزة ونقص الإمكانيات الطبية والغذائية على حدٍ سواء.

ولفتت إلى أنها عندما لاحظت صمت المجتمع الدولي وعدم جديته قررت اتخاذ خطوة حقيقة تمثلت في الإضراب المفتوح ليس فقط عن الطعام بل عن تناول أدويتها الخاصة بعلاج مرض السرطان، مقررةً بذلك ترك حالتها تتأخر كما يتأذى نجلها في كل يوم تتأخر به تحويلته العلاجية للخروج من القطاع.

وأوضحت أن نجلها يعيش اليوم على المسكنات من شدة الألم، بل ويخيره الطبيب إذ ما كان يريد المسكن خلال الليل أو النهار لنفاذ الكمية في مستودعات وزارة الصحة الفلسطينية، بالتالي يبقى الألم يرافق نجلها، مشيرةً إلى أن الوفد الطبي قد أخبرها بأنه لو تم تحويل نجلها منذ اليوم الأول لكان نجا من الكثير من المضاعفات التي يعاني منها اليوم.

وقالت لو أن هناك أمل بنسبة 1% في علاج ابنها ستبقى تناشد وترفع صوتها بالمطالبات حتى تنتزع حقها أو إلى أن تفنى روحها، مضيفةً أنها حتى اليوم لم يتواصل معها أي شخص أو مؤسسة دولية تخبرها ببارق أمل لعلاج فادي كي يعود كما كان في السابق مراسل في الميدان يسعى لنقل الحقيقة وصورة المجازر التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة كل يوم.

وتعاني هبة الوحيدي من انتشار مرض السرطان بجسدها وتحتاج هي الأخرى لتحويلة كي يتم علاجها في الخارج، وعلى الرغم من أنها قدمت عدد من الطلبات لمنظمة الصحة العالمية، إلا أنها لم تتلقى هي الأخرى تحويلتها حتى اليوم، خاصةً أن قطاع غزة لا تتوافر به جرعات الكيماوي أو جهاز الأشعة التي تسمح بإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد مدى الضرر الذي لحق بحالتها.

وأشارت إلى أن انتكاس حالتها قد بدأ يؤثر عليها بشكل واضح ففي الأمس ذهبت كي تبحث بالسوق عن بعض الخضار التي طلبها نجلها لكنها لم تجد أي منها في الأسواق، وبعد ساعات طويلة من المشي على أقدامها سقطت أرضاً وفقدت وعيها وقام بإسعافها أصدقاء لابنها لم تتعرف هي عليهم من شدة الوعكة التي مرت بها، وانتهي بها الحال يومان على كرسي متحرك.

وأكدت أن تلك الحالة أصبحت تتكرر بشكل شبه يومي، وما زاد الأمر سوء إصابتها بهشاشة العظام وعدم وجود أدوية في قطاع غزة، لافتة من كان يوفر لها الدواء هو نجلها واليوم بعد مكوثه في الفراش لا تجد من يساندها في رحلة علاجها بالسرطان بل وأصبحت حالتهما النفسية تسوء في كل يوم.

لذلك اختارت هبة الوحيدي أن تبقى في بيتها بشمال مدينة غزة المحاصرة منذ أكثر من شهر على الرغم من أصناف العذاب والموت التي شاهدتها، ورفضت الخروج بالتنسيق عندما تم فتح معبر رفح على الحدود الفلسطينية المصرية، لتقلي جرعات العلاج الكيماوي كما كانت تفعل قبل الحرب على قطاع غزة كل 6 أشهر، لتبقى مع عائلتها على أمل أن تنتهي تلك الحرب وتغادرهم.

واختتمت حديثها بالقول أنها ليست الوحيدة التي تعاني من أزمة العلاج بالخارج، بل هناك مئات الأمهات الفلسطينيات اللواتي تجلسن بجانب أبنائهن تنتظرن أن يخطفهم الموت منهن، مناشدة كافة المؤسسات الدولية من خلال وكالتنا أن لا يعتادوا المشهد في غزة وألا يتركوها هي ونجلها للموت وحدهم.