بالتأكيد على ضرورة دعم المشاريع النسائية منظمة المرأة العربية تختتم فعاليات مؤتمرها الإقليمي

اختتم المؤتمر الإقليمي "ريادة الأعمال النسائية في الوطن العربي" في مصر فعالياته التي استمرت على مدى يومين، بالتأكيد على ضرورة تبادل الخبرات والأفكار لتمكين المرأة وتحفيز النمو الاقتصادي المستدام في المجتمعات العربية.

أسماء فتحي

القاهرة ـ سلطت المشاركات في المؤتمر الضوء على التحديات التي تعاني منها ريادة الأعمال النسائية، والتي تحد من عملها على رأسها صعوبة الوصول لدعم المشاريع الريادية ومنصات التسويق، مؤكدات على أهمية دعم المشاريع النسائية على كافة المستويات خاصة في الظروف الراهنة التي يتأثر بها عدد كبير من الدول العربية.

اختتم المؤتمر الإقليمي "ريادة الأعمال النسائية في الوطن العربي" فعاليات مؤتمره الإقليمي، أمس الخميس 28 تشرين الثاني/نوفمبر، الذي استمر على مدى يومين وعقدته منظمة المرأة العربية بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ.

وافتتحت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية فاديا كيوان المؤتمر الإقليمي بإلقاء كلمة أكدت فيها على "استهدافهم لحضور المرأة في مجال ريادة الأعمال من خلال تبادل الخبرات والأفكار سعياً لتمكين المرأة وتحفيز النمو الاقتصادي المستدام في المجتمعات العربية، فضلاً عن إلقاء الضوء على أفضل الممارسات النسائية العربية في مجال ريادة الأعمال".

ولفتت إلى أن "المرأة في المجال الاقتصادي ناجحة بقدر ما هناك تشكيك في قدراتها ودورها، لأن هذا التشكيك يمثل عامل تحفيز للمرأة لتجتهد وتبذل جهوداً إضافية، وأنها عندما تنجح فإن نجاحها لا يقتصر عليها إنما يعود بالنفع على أسرتها ومجتمعها واقتصادها الوطني".

 

الخبرات والتجارب المطروحة في المؤتمر تستحق الفخر

وقالت معاونة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية لشؤون التنمية الاقتصادية في سوريا رانيا أحمد، أن المؤتمر أكتسب أهمية خاصة في ظل التحديات التي تمر بها المرأة العربية بشكل عام، ولاسيما خلال العقد الأخير من هذه الألفية، فهناك الكثير من الأمور التي تحد من عمل المرأة وطموحها وخروج أفكارها الريادية للنور، وبالتالي لابد من الإضاءة على هذه التحديات واستعراض التجارب الناجحة وتبادل الخبرات في هذا المجال.

وأوضحت أنهم ناقشوا الكثير من التحديات والأفكار التي تتبعها بعض الدول وتم استعراض بعض النماذج الناجحة التي تستحق الفخر بها ويمكنها أن تشكل مثالاً يحتذى به لبعض الدول خاصة في دعم ريادة الأعمال النسائية.

ونوهت إلى أنها طرحت خلال ورقة العمل الخاصة بها التحديات التي تعاني منها ريادة الأعمال النسائية، لأنها تزداد عند المرأة نظراً لكينونتها، فهناك بعض الأعمال تتطلب جهد عضلي، وأخرى تحتاج لنقل وانتقال من مكان لآخر، وغيرها تتطلب وجود الرجال إلى الجوار، وهناك أماكن تفتقد وجود بيئة ذكورية حاضنة وداعمة لنجاح المرأة خاصة تلك التي تأن تحت وطأة الحروب والنزاعات.

 

 

هناك تحديات تواجه النساء في سوق العمل لكونهن نساء

وأكدت المحامية ومديرة مؤسسة قلعة "الكرك" للاستشارات والتدريب إسراء محادين، أن المؤتمر هام لكونه يعكس تبادل الخبرات بين الحضور، مشيرةً إلى أن هناك عرض لتجارب متنوعة من دول مختلفة حول ريادة الأعمال النسائية مما يفتح المجال لتنفيذ مشاريع تفيد المرأة أكثر وتزيد من مشاركتها الاقتصادية.

وقالت إن أغلب الدول العربية متشابهة ومن هنا تأتي أهمية تبادل الخبرات وبناء الشراكات، متوقعة وجود أثر إيجابي في هذا الصدد بين الدول المشاركة، كاشفة أنها ستعرض تجربة مؤسستها الخاصة بـ "سوق الكرك التراثي الأسبوعي"، وهو أحد مشاريع قلعة الكرك ويهدف إلى تنمية ريادة الأعمال للنساء صاحبات الحرف والمهن ويخدم نحو 70 ـ 80 امرأة، ويستقبل اسبوعياً الزائرين مع فاعليات مختلفة للأسرة منها الثقافي والفني وغير ذلك، فضلاً عن المستهدف الرئيسي منه وهو بيع منتجات الحرفيات اليدوية والحرفية لإيجاد منصة تسويق لمنتجاتهم.

وشددت على أن التحديات التي تواجه النساء لا تختلف كثيراً من دولة لأخرى حيث يأتي على رأسها صعوبة الوصول لدعم المشاريع الريادية والوصول لمنصات التسويق، بالإضافة إلى نقص مهارات إدارة الأمور المالية بحيث يكون عندها القدرة على معرفة حجم الربح والخسارة وغيرها من الأمور المالية، معتبرةً أن تلك التحديات تحتاج لدعم وتدريب للتعامل معها.

ونوهت إلى أن النساء تواجهن تحديات لكونهن نساء في جميع دول العالم باختلاف مستوياته ولكن الأزمة في الدول العربية تكمن في إنكار ذلك النوع من التحديات التي تواجه المرأة مما يؤخر حل المشكلة ووضعها على طاولة النقاش، كاشفة أن الوضع بدأ يتغير مؤخراً لأن الكثير من أشكال العنف والتمييز أصبحت قيد النقاش متطلعة للتعامل معها وتقليل تبعاتها على النساء مستقبلاً.

 

 

تجارب البنوك في التنمية مؤثرة وتذلل الكثير من العقبات للنساء في ريادة الأعمال

بدورها كشفت رئيسة قسم مراجعة القروض ببنك التنمية في سلطنة عمان عفاف الأنصاري، أن المؤتمر عرض نماذج لنساء وتجارب البنوك التي كانت مفيدة إلى حد كبير كما هو الحال في "الأردن" وتقديمها لفكرة عيادة الأعمال.

وأوضحت أنهم في بنك التنمية بسلطنة عمان، يقدمون للمرأة العديد من الخدمات ومنها التمويلات الخاصة لمشاركيها، فضلاً عن المنتجات التمويلية الأخرى، مضيفةً أن الكثيرات استفدن منه لكونه واحد من أبرز عوائق استدامة المشاريع والتي تتمثل في السيولة وتوفيرها بفترة سماح مناسبة ومدة قرض جيدة وبنسبة منافسة مما تعتبره تمكين حقيقي للمرأة وفرصة لها كذلك.

وأشارت إلى أن هناك تسهيلات كبيرة داخل السلطنة العمانية للمشاريع، خاصة أن هناك الكثير من الجهات التمويلية ومنها بنك التنمية الذي عمل منذ السبعينات على ذلك الملف كون التنمية أحد أهدافه المحورية وغيره من الجهات الأخرى.

 

 

ارتفاع معدل المخاطر أحد أكبر التحديات التي تواجه رائدات الأعمال الفلسطينيات

وأوضحت مالكة ومؤسسة شركة "القوقا" للحلويات عائشة قوقا، أنه ستعرض في المؤتمر تجربتهم مع ريادة الأعمال وتطلعاتهم المستقبلية، مؤكدة أن المؤتمر قيمة اضافية لكل من شارك به نتيجة ما تم عرضه من تجارب وأفكار، فضلاً عن الدعم على المستوى الشخصي والتواصل بين المشاركين كذلك.

وقالت إنها تشارك للمرة الأولى بالمؤتمر وتتطلع لتواجد مستقبلي دائم، لافتة إلى أن هناك دعم للمشاريع النسائية على كل المستويات، مبدية آمالها بخروج توصيات تلبي احتياجات الحضور، وتزيد من دعم النساء خاصة في الظروف الراهنة التي يتأثر بها عدد كبير من الدول العربية.

وأكدت أن الوقت الراهن هو أكثر فترة تحتاج فيها النساء لدعم خاصة في فلسطين موطن رأسها والتي تمثلها في المؤتمر، منوهة إلى أنها ستعلن خلال الساعات الأخيرة من المؤتمر عن إطلاق "أكاديمية القوقا لتدريب وتوظيف الشباب"، ليكون لهم إسهام حقيقي في ريادة الأعمال.

واعتبرت أن أكبر التحديات التي تواجه رائدات الأعمال الفلسطينيات تتمثل في المخاطرة العالية المحتملة تأثراً بما يحدث من المحتل وبالتالي الدعم المالي أحد أهم أدوات التعامل معها، كما أنه يساعد في تطوير المشاريع.

وشارك في المؤتمر خبراء وخبيرات وسيدات أعمال وممثلو بنوك ناقشوا عدداً من الموضوعات منها "التحديات والفرص أمام المرأة في مجال ريادة الأعمال في الدول العربية، رؤية المنظمات الدولية والإقليمية، المبادرات المتميزة للقطاع الخاص، السياسات والبرامج الحكومية الداعمة للنساء في مجال ريادة الأعمال، تعزيز الشمول المالي للمرأة، دور البنوك في دعم صاحبات الأعمال، أفضل الممارسات في مجال ريادة الأعمال النسائية".

وأقامت منظمة المرأة العربية على هامش المؤتمر، معرضاً للحِرف اليدوية والتقليدية للمرأة العربية شارك فيه عارضون من 14 دولة عربية بهدف التشبيك والتعارف بين صاحبات المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر من الدول العربية الأعضاء بالمنظمة والتعريف بمنتجاتهن وتبادل الخبرات فيما بينهن.