بالرغم من الهدنة المعلنة... استمرار القتال في السودان

على الرغم من تمديد الهدنة في السودان للسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين، تواصلت الغارات الجوية والمعارك بين طرفي النزاع في البلاد.

مركز الأخبار ـ تواصلت الاشتباكات التي اندلعت في السودان منتصف نيسان/أبريل الماضي، رغم وقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع، ووفقاً لبيان منظمة الصحة العالمية، ارتفع عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في الصراع إلى 850.

أعلن الجيش السوداني، اليوم الأربعاء 31 أيار/مايو، تعليق مشاركته في المفاوضات مع قوات الدعم السريع في جدة، التي ترعاها السعودية والولايات المتحدة "بسبب عدم تنفيذ البند الخاص بانسحاب قوات الدعم السريع من المستشفيات ومنازل المواطنين وخرقهم المستمر للهدنة".

بدورها اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني في بيان بخرق وقف إطلاق النار، وقالت إنها "دافعت عن نفسها أمام هجوم، وسيطرت على قاعدة للجيش".

وكان قد اتفق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الاثنين 29 أيار/مايو الجاري، على تمديد الهدنة الإنسانية التي انتهكت مراراً خلال الأسبوع السابق، لمدة خمسة أيام، لكن على الرغم من تعهداتهم اندلع القتال مرة أخرى أمس الثلاثاء في الخرطوم الكبرى ومنطقة دارفور المضطربة بغرب دارفور.

وتوسطت السعودية والولايات المتحدة لإبرام الاتفاق، ومراقبة تنفيذه، وقال البلدان إن طرفي النزاع انتهكا الاتفاق، لكنهما سمحا بوصول المساعدات إلى ما يقدر بنحو مليوني شخص.

وقبل ساعات من توقيع تمديد وقف إطلاق النار، تحدث سكان عن اندلاع قتال عنيف في مدن الخرطوم وأم درمان وبحري، التي تشكل معاً ولاية الخرطوم، ولا يفصلها عن بعضها البعض سوى ضفاف النيل المتقابلة.

وأوضحت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء أن 69% من المستشفيات في المناطق المتاخمة للاشتباكات، توقفت عن العمل نتيجة تعرضها للقصف والإخلاء القسري وضعف الإمداد، كما تعرضت مناطق العاصمة لأعمال نهب كبيرة، وتعاني من انقطاع متكرر للكهرباء والمياه.

وذكرت أن أكثر من مليون شخص فروا من منزلهم ونزحوا داخلياً في السودان، بما في ذلك 350 ألف شخص عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة حتى الآن، ويعتقد أن نصفهم من الأطفال.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن 17 ألف طن متري من المواد الغذائية نهبت منذ بدء النزاع، ويتوقع أن يعاني ما يقارب 2.5 مليون شخص في السودان الجوع خلال الأشهر المقبلة.

وأفادت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن عدد الذين فقدوا حياتهم في الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع ارتفع إلى 850 شخصاً.