باحثة جزائرية: النساء مهمشات في قطاع الذكاء الاصطناعي
أصدرت ياسمينة بوبنيدر باحثة جزائرية في مجال التكنولوجيا والتسويق والذكاء الاصطناعي، مؤخراً كتاب حول "التسويق والذكاء الاصطناعي"، وتعتبر من النساء القليلات اللواتي تمكن من منافسة الرجال في هذا المجال.
سارة جقريف
الجزائر ـ بخبرة 20 سنة عمل في مختلف دول العالم منها اليابان، سلطت الباحثة الجزائرية ياسمينة بوبنيدر الضوء في كتابها على تهميش النساء في مجال التكنولوجيا والتسويق والذكاء الاصطناعي رغم ما تمتعن به من مهارات وخبرات كافية لتسجيل حضور قوي في القطاع.
"عندما التحقت بشركة تكنولوجيا يابانية، لاحظت وجود عدد محدود جداً من النساء العاملات هناك، وأغلبهن أمريكيات وأوروبيات، وعندما انتقلت للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي لاحظت أن وجود النساء محصور أيضاً في الوظائف البسيطة، ويتم إبعادهن عن مناصب الإدارة واتخاذ وصناعة القرار سواء النساء الغربيات أو الأفريقيات"، بهذه العبارات وصفت الباحثة ياسمينة بوبنيدر التهميش الذي تتعرض له النساء في مجال التكنولوجيا والتسويق والذكاء الاصطناعي رغم تمتعهن بمهارات وخبرات كافية.
وتؤمن ياسمينة بوبنيدر بإمكانية تغيير أوضاع النساء، ولهذا أطلقت قبل أربع سنوات مبادرة تحت عنوان "تجمع نساء ويب3 والابتكار" من أجل مساعدة النساء على الدخول لعالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والنجاح فيه، انطلاقاً من خبرتها في العمل مع أكبر حاضنة أعمال في العالم "Techstars" التي تعتبر مرجعاً لتخريج الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وعن اهتمام النساء بهذا المجال قالت "النساء اللواتي التقيتهن في الجامعات الأمريكية والبريطانية وغيرها، مهتمات جداً بالقطاع ويملكن الشغف والرغبة في التعلم، وإذا قارنا اليوم بالعشرين عام الماضية، نلاحظ زيادة عدد النساء في القطاع، فمثلاً أول ملتقى حضرته في مجال التكنولوجيا كان بحضور امرأتين فقط مقابل 90 رجل، في حين آخر ملتقى حضرته تم تسجيل وجود 20 امرأة، وهو تحول مهم ويعبر عن تزايد توجه المرأة نحو هذا المجال".
وترى ياسمينة بوبنيدر إنه دليل على شجاعة المرأة وتغلبها على مخاوفها من دخول عالم التكنولوجيا، مشيرةً إلى أن المرأة أثبتت ذكاءها وسرعتها وقدرتها على تحقيق إنجازات في هذا القطاع.
وأشارت إلى أن مجالها يتطلب التعلم المستمر، وتتطلع إلى مشاركة معارفها وخبراتها مع النساء أكثر والاستمرار في تقديم ورشات تدريبية للمهتمات بالذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال ومن تملكن مشاريع لأن النساء أساس المجتمع، إلا أن حضورهن لا زال محدوداً لذلك تعمل على استقطابهن ومساعدتهن لدخول هذا المجال والنجاح فيه وتوفير الفرص لهن وتطوير مهاراتهن فكونها امرأة تفهم احتياجاتهن.
ووجهت نصيحة للنساء من مختلف دول العالم، للتغلب على هاجس الخوف والدخول إلى مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، معبرةً على آمالها أن ترى مستقبلاً النساء تقمن بإدارة عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل وميكروسوفت.
وختمت ياسمينة بوبنيدر حديثها بالقول "أؤكد للفتيات الراغبات بدراسة تخصصات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لا شيء مستحيل، أنظرن إلى المسؤولة عن تطوير "شات جي بي تي" في شركة "أوبن إيه آي" إنها امرأة في الثلاثينات، وكما نجحت هي أنتن بإمكانكن تحقيق النجاح أيضاً".