مركز الأخبار ـ في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها السودان، تتفاقم أزمة تفشي وباء الكوليرا، خاصة في ولاية الخرطوم، حيث سجلت آلاف الحالات خلال الأشهر الماضية، ومع استمرار النزاع يجد الملايين أنفسهم أمام تحديات تهدد حياتهم بشكل يومي.

أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أمس الأربعاء 28 أيار/مايو، أنه تم الإبلاغ عن 7700 ألف إصابة بالكوليرا، بما في ذلك أكثر من ألف حالة إصابة بين الأطفال دون سن الخامسة، إضافة إلى 185 حالة وفاة مرتبطة بها في ولاية الخرطوم منذ كانون الثاني/يناير الماضي.

وأشارت المنظمة إلى أن هناك تزايد في حالات الإصابة بالكوليرا خاصةً في ولاية الخرطوم، مضيفةً أن الإحصائيات تتضارب حيث قالت وزارة الصحة، إن الإصابات خلال الأسبوع الأول بلغت 2729 حالة شملت 172 وفاة، فيما تفيد اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، بأن الحالات في أم درمان وصلت إلى 1335 إصابة و500 وفاة، بينما تتحدث منظمة الصحة العالمية عن 6223 حالة وحتى الآن لا توجد أي إحصائيات دقيقة.

وكشفت المنظمة عن ارتفاع حالات الكوليرا في ولاية الخرطوم من 90 حالة يومياً إلى 815 حالة خاصة في الفترة ما بين 15 ـ 25 أيار/مايو الجاري، أي بزيادة تسعة أضعاف خلال عشرة أيام فقط.

ومنذ بداء النزاع في السودان، أجبر أكثر من ثلاثة ملايين شخص على الفرار من منازلهم في ولاية الخرطوم، حيث تضررت حياة الملايين، ومع تحسن إمكانية الوصول إلى أجزاء واسعة من الولاية عاد أكثر من 34 ألف شخص إلى ولاية الخرطوم منذ بداية العام الجاري، عاد أغلبهم إلى منازل مدمرة تفتقر إلى الخدمات الأساسية، بما فيها المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، والتي تعتبر من أهم الضروريات للوقاية من الأمراض.

ومع عودة النازحين أجبرت العديد من الأسر على جمع المياه الصالحة للشرب من مصادر غير آمنة وملوثة، مما زاد من خطر الإصابة بالكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه لا سيما في الأحياء المكتظة ومواقع النزوح.

وأشارت التقديرات، إلى أن أكثر من مليون طفل يعيشون في المناطق المتضررة في جميع أنحاء ولاية الخرطوم، بحسب اليونيسف.

 

خطر المجاعة

وعلى الرغم من تفشي وباء الكوليرا في البلاد، تواجه أثنان من محليات جبل أولياء في الخرطوم، خطر المجاعة، واللتان تمثلان 33% من إجمالي 307 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في الولاية، في الوقت الذي يقدر فيه أن أكثر من 26 ألف من هؤلاء الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، والذي يعتبر من أخطر أشكال سوء التغذية.