أزمة إنسانية متفاقمة وقصف على الفاشر يودي بحياة 14مدني

شهد مخيم "أبو الشوك" في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، قصفاً مكثفاً من قبل قوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل 14مدني وإصابة العشرات، وسط ظروف أمنية متدهورة وصعوبة في حصر عدد الضحايا.

مركز الأخبار ـ تشهد السودان منذ أكثر من عامين أزمة إنسانية متفاقمة بسبب النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين ونزوح الملايين، في ظل ظروف إنسانية كارثية حيث يعاني السكان من المجاعة وانعدام الأمن الغذائي.

قصفت قوات الدعم السريع أمس الأحد 18أيار/مايو، سوق "نيفاشا" وأجزاء أخرى من داخل المخيم "أبو الشوك" الذي يشهد تفشياً للمجاعة كالمساجد والمنازل القريبة من المرافق العامة، مما أسفر عن مقتل 14مدني وعشرات المصابين بحسب ما قالته مصادر إغاثية.

ولفتت إلى أن قوات الدعم السريع كثفت من هجماتها غرب وشرق السودان، مؤكدةً أن حجم الخسائر الذي خلفها القصف كبيرة، إضافة إلى سوء الأوضاع الأمنية، حيث كانت هناك صعوبة في حصر كل الضحايا والمصابين.

ويقع مخيم "أبو شوك" في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي آخر المدن الرئيسية التي ما تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء الاقليم ذي المساحة الشاسعة في غرب السودان.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت في وقت سابق أنها سيطرت على مخيم "زمزم" بعد هجمات عنيفة أسفرت عن مقتل المئات ونزوح 400 ألف، من قاطنيه إلى مناطق أخرى أكثر أماناً، كانوا نزحوا إليه خلال النزاع أو أثناء معارك سابقة في إقليم دارفور.

وحذرت منظمة "أطباء بلا حدود"، أمس من تأثر الخدمات الصحية في مستشفيات الرئيسية بالعاصمة السودانية بعد قصفها لمحطات الكهرباء والذي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن العاصمة الخرطوم، بعد استهدافها من قبل قوات الدعم السريع، مشيراً إلى أن الانقطاع أدى إلى شلل كبير في الخدمات الأساسية المرتبطة بالكهرباء مثل المياه والمستشفيات وغيرها من المرافق الحيوية مما يفاقم من معاناة السكان.

ولفتت المنظمة إلى أن الرعاية الصحية في السودان تتعرض على جميع مستوياتها إلى اضطرابات، مما تسبب بتوقف الخدمات والذي يهدد بانقطاع شريان الحياة البالغ الأهمية عن السكان، مضيفاً أنه من المرجح ارتفاع معدلات الإصابة بالكوليرا، جراء نقص المياه حيث سيلجأ السكان إلى مصادر مياه مختلفة مع توقف محطات المياه.

من جانبها نددت شبكة أطباء السودان، باستمرار هجمات قوات الدعم السريع على الفاشر ومخيمات النزوح التي تضم آلاف الفارين من القصف وتجاهل المجتمع الدولي لما يدور في دارفور من انتهاكات وجرائم، خاصةً في ولاية شمال دارفور، محذرةً من استهداف المدنيين وعمليات القتل الجماعي المستمرة منذ بدء النزاع.

وأشارت إلى أن أكثر من 350 ألف طفل يواجهون الجوع والمرض وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي الذي يهدد حياتهم بالخطر شمال دارفور.

ومنذ منتصف نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان نزاعاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، فضلاً عن ملايين النازحين داخلياً ولللاجئين إلى الدول المجاورة، وأزمة انسانية تعدها الأمم المتحدة الأسوأ في التاريخ الحديث.