عائشة أفندي: سنعانق أسرى قضية كوباني على أرضنا الحرة
أكدت عضوة مجلس عوائل الشهداء عائشة أفندي، أن وحدة وتضامن الكرد من أجل كوباني أفشلت الخطط التي حيكت ضد الثورة في روج آفا لأن الهدف من هذه الخطط تدمير الثورة وإبادة الكرد وتهجيرهم.
برجم جودي
كوباني ـ في السادس عشر من أيار/مايو أصدرت المحكمة الجزائية العليا في شمال كردستان أحكام مختلفة بحق 108 من السياسيين والحقوقيين والبرلمانيين بسبب دعمهم لقضية كوباني بعد هجوم داعش على المدينة.
قالت عضوة مجلس عوائل الشهداء في مقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا عائشة أفندي "يحمل شهر أيلول العديد من الذكريات المؤلمة، ففي هذا الشهر من عام 2014 تم مهاجمتنا من قبل داعش وهاجر المئات من الأشخاص إلى شمال كردستان"، مشيرةً إلى أن "أهالي كوباني وروج آفا بأكملها، على الرغم من كل الضغوط والقمع الذي كانت تمارسه حكومة دمشق، لم يشهدوا مثل هذه الهجرة ولم يبتعدوا أبداً عن وطنهم".
ولفتت إلى أن الفرمان على شنكال في آب/أغسطس وما خلفه من مجازر وقتل وخطف واغتصاب وكل الأحداث الوحشية التي نفذها داعش، كان له تأثير كبير على أهالي كوباني وخلق خوفاً كبيراً لديهم وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية للهجرة.
وأوضحت أن القائد عبد الله أوجلان جمع أجزاء كردستان الأربعة بالدعوة والنداء الذي وجهه من أجل كوباني "وجه القائد أوجلان مثل هذا النداء لحماية كوباني والدفاع عنها والذي تحول إلى نفير عام. وبدعوته اجتمعت أجزاء كردستان الأربعة حول كوباني وتدفق آلاف النساء والشباب نحوها"، مشيرةً إلى أنه على الرغم من الظروف الصعبة الذي واجهها الشعب في شمال كردستان، ألا أنه بإرادته وإصراره أزال حدود الاحتلال ووحدوا كوباني وشمال كردستان.
وقالت عائشة أفندي إن انتصار كوباني غيّر الخريطة السياسية، خاصةً خلال مرحلة مقاومة كوباني، حيث تم تطوير العديد من المشاريع السياسية والدبلوماسية والإقليمية ضد روج آفا والشعب الكردي من قبل القوى المتآمرة والمهيمنة. تلك الخطة بحد ذاتها كانت جزءً كبيراً من المؤامرة على القائد أوجلان، فمن المعروف أن هذه القوى المتآمرة تحاول استغلال وضعه وتحقيق مصالحها في كل فرصة. وفي هذا الصدد، جاءت الدعوة والنداء من إمرالي، وسرعان ما استجاب الشعب للنفير العام وتغير كل شيء.
وأكدت أن وحدة وتضامن الكرد من أجل كوباني أفشلت الخطط التي حيكت ضد الثورة في روج آفا وغيرت الخريطة السياسية والجغرافية لهذه القوى بشكل كامل. خاصة بعد أن أملت القوى الدولية وخاصة الدولة التركية من الهجوم على كوباني تدمير الثورة وإبادة الكرد في روج آفا كردستان وتهجيرهم.
وعن دعم شعب شمال كردستان لمقاومة كوباني بينت أنه "بعد إفشال الخطط بشأن كوباني، بالطبع ستبحث الدولة التركية وشركاؤها عن مشروع بديل وكان ذلك من خلال فتح ملف قضية كوباني. عندما رأت أنه تم تقديم دعم كبير إلى كوباني وأن البلديات والمجالس كانت تقدم المساعدة دون انقطاع. لدرجة أن بلديتي آمد ورها كانتا تذهبان إلى كوباني وتجمعان مخلفات الحرب. ومن ناحية أخرى عملتا على توفير كافة المستلزمات اللوجستية للمهاجرين والمتواجدين في كوباني. كما أن موضوع الرعاية الصحية وعلاج جرحى الحرب كان يتم في شمال كردستان. بمعنى آخر تم توفير مستلزمات وخدمات لا نهاية لها من قبل شعب شمال كردستان. وتم إنجاز كل هذا العمل أمام أعين حكومة أردوغان، حتى أننا قمنا بتنظيم ورش عمل حول كوباني ووحدة الكرد وكردستان في أنقرة واسطنبول".
وقالت عائشة أفندي إن الدولة التركية فتحت ملف قضية كوباني بسبب فشلها في تحقيق هدفها "كنا نعلم أن صمت الدولة التركية في ذلك الوقت لم يكن جيداً، كانوا فقط ينتظرون هزيمة مقاومة كوباني لتبدأ بالتحرك، كان أردوغان ينتظر أن يتمكن مرتزقته من الاستيلاء على كوباني وتسليمها إليه حتى يتمكن من الصلاة في إحدى مساجدنا ولكن ذلك لم يحدث، فقد تبددت آمال الدولة التركية بنجاح وانتصار المقاومة وتضامن الشعب الكردي مع بعضهم البعض. ولهذا السبب رأينا أنهم أحدثوا بلبلة وتم اعتقال العشرات من السياسيين والبرلمانيين تحت مسمى قضية كوباني، ومؤخراً صدرت بحقهم أحكام وعقوبات وأصبح هذا الموضوع على أجندة الرأي العام، لأن مقاومة كوباني لها معنى وأهمية للإنسانية جمعاء. لكن للأسف في موضوع الشعب الكردي وتصرفات الدولة التركية، يتم تجاهل وانتهاك القوانين والاتفاقيات المحلية والدولية".
وأكدت على أنه "مثلما قدم لنا الشعب في شمال كردستان كل الفرص والامكانات ودعمنا في أصعب أوقاتنا، نحن أيضاً كشعب كوباني مستعدون لتقديم كل قوتنا، وسنكافح لإزالة هذه الحدود بيننا حتى نتمكن من تحقيق أحلامنا معاً. وكأهالي كوباني وخاصة عوائل الشهداء سندعم أسرى قضية كوباني وجميع أسرى الحرية وبشخص كوباني التي أصبحت اليوم رمزاً للشعب الكردي والبشرية جمعاء، نحيي مقاومتهم بتصميم على أن نعانق بعضنا البعض يوماً ما على أرض كوباني الحرة".