إيران... مقتل 19 امرأة وطفلان خلال شهر واحد
خلال فترة زمنية لا تتجاوز شهراً واحداً، شهدت إيران أحداثاً مأساوية تمثلت بمقتل 19 امرأة وطفلان، إلى جانب تسجيل 13 حالة انتحار لنساء في ظروف غامضة، كما تم تنفيذ أحكام الإعدام بحق 8 نساء بتهم تتعلق بالقتل.
مركز الأخبار ـ أثار العثور على جثة شهلا كريميان، وهي امرأة من مدينة مهاباد في شرق كردستان، موجة من الغضب والاستنكار في المجتمع، بعد أن تبين أنها قُتلت على يد زوجها وشقيقه بذريعة ما يسمى بـ "الشرف"، ثم أُخفيت جثتها في منطقة نائية إلى أن تم اكتشافها صدفة بعد أسبوعين.
في حادثة مشابهة، عُثر على جثة امرأة شابة في صحارى مشهد، ويُرجح أنها قُتلت على يد والدها بذات الذريعة.
هاتان الجريمتان أعادتا إلى الواجهة قضية العنف ضد النساء وجرائم "الشرف"، التي يرى كثيرون أنها نتاج مباشر لاستمرار الذهنية الذكورية الراسخة، وغياب التشريعات الفاعلة التي تحمي النساء من هذا الشكل من الانتهاكات.
شهلا كريميان، كغيرها من آلاف النساء، تُدفن في صمت تحت وطأة هذه المنظومة الذكورية، دون أن تُمنح العدالة فرصة للظهور أو الإنصاف.
تقدم وكالتنا تقرير شهري عن إحصاءات القتل والانتحار وأسبابها، وبحسب التقرير الأخير، فقد قُتلت 19 امرأة وطفلان خلال شهر، كما أقدمت 13 امرأة على الانتحار لأسباب مجهولة، وتم تنفيذ حكم الإعدام بحق 8 نساء كنّ قد أُدينّ سابقاً بتهم تتعلق بالقتل والمخدرات.
في 23 أيلول/سبتمبر الماضي، عُثر على جثث أفراد من عائلة واحدة، بينهم الأب البالغ من العمر 86 عاماً وابنتاه البالغتان من العمر 42 و45 عاماً، قرب بحيرة "آهنك" في مدينة فيروزكوه، بعد أن قُتلوا على يد ابن العائلة بسبب خلافات مالية. وأقدمت كل من زهرا مولائيان من سكان إيلام، ونرجس أنوري على الانتحار لأسباب غير معروفة.
في 24 أيلول/سبتمبر، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق مهناز دهقاني، كانت قد أُدينت سابقاً بتهمة تتعلق بالقتل، وذلك في سجن عادل آباد بمدينة شيراز.
في 27 أيلول/سبتمبر، قُتل ثلاثة من أفراد عائلة واحدة، من بينهم امرأة تُدعى نادية زكي من سكان إيلام، على يد ابن شقيق زوجها، بذريعة الخلافات المالية، في اليوم ذاته، أقدمت هانا ويسی، من قرية التابعة لمدينة روانسر، على الانتحار لأسباب مجهولة، مما أدى إلى وفاتها.
في اليوم التالي، أقدمت كوثر درويشي البالغة من العمر 16 عاماً والتي تعيش في كرماشان، على الانتحار بسبب عدم قدرة عائلتها على تحمل تكاليف تعليمها.
في 29 أيلول/سبتمبر، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق جيران ظاهري، كانت قد أُدينت سابقاً بتهمة القتل، وذلك بعد قضائها 9 سنوات في سجن أصفهان، وفي اليوم ذاته قُتلت شابة تبلغ من العمر 22 عاماً على يد شاب بذريعة رفضها طلب الزواج. في اليوم التالي، أقدمت مستي محضري على الانتحار لأسباب مجهولة مما أدى إلى وفاتها.
في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، عُثر على جثة محترقة لامرأة تبلغ من العمر 40 عاماً في صحارى محيطة بمدينة إسلام شهر، ولا تزال أسباب قتلها وهوية القاتل مجهولة.
في اليوم نفسه، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق رويا عباس زاده البالغة من العمر 25 عاماً، كانت قد أُدينت سابقاً بتهمة تتعلق بالقتل، وذلك في سجن زنجان، كما قُتلت امرأة في العقد السادس من عمرها، من سكان مدينة أردكان على يد ابنها بذريعة الخلافات العائلية.
في 2 تشرين الأول/أكتوبر، قُتلت امرأة مسنّة من سكان مدينة قدس، على يد أحد معارفها بدافع سرقة مجوهراتها. في اليوم ذاته، عُثر على جثة شهلا كريماني البالغة من العمر 38 عاماً، كانت قد قُتلت سابقاً على يد زوجها وشقيق زوجها بذريعة "الشرف".
كذلك، قُتلت راحلة سياوشي تبلغ من العمر 26 عاماً، وهي مدربة لرياضة الووشو، على يد زوجها بذريعة معارضته لاستمرار نشاطها الرياضي ومشاركتها في المعسكر التدريبي.
في 3 تشرين الأول/أكتوبر، وبحسب تقارير وسائل الإعلام الإيرانية، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق امرأة مجهولة الهوية كانت قد أُدينت سابقاً بتهمة تتعلق بالقتل، وذلك في سجن قزلحصار بمدينة كرج.
في 6 تشرين الأول/أكتوبر، أقدمت فريدة رسولی وهي في العقد الثالث من عمرها، من سكان مدينة بانه، على الانتحار بسبب خلافات عائلية، مما أدى إلى وفاتها. في اليوم نفسه، قُتلت امرأة من سكان مدينة مرودشت في محافظة فارس، بعد أن تعمد شابان دهسها بسيارة بذريعة خلافات شخصية.
في 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 29 عاماً من سكان مشهد، على يد والدها بذريعة "الشرف"، حيث تم تشويه جثتها وحرقها في صحارى محيطة بمدينة مشهد، في اليوم التالي قُتلت زهرا قائمي وهي موظفة في كلية علوم الأسرة بجامعة طهران، على يد زوجها، بذريعة خلافات مالية.
في 11 تشرين الأول/أكتوبر، أقدمت سارينا خزلي من سكان مدينة أسدآباد في محافظة همدان، على الانتحار لأسباب غير معروفة، مما أدى إلى وفاتها. في اليوم ذاته، عُثر على جثة سمیه طبري، طبيبة تخدير، وقد فارقت الحياة في ظروف غامضة.
كذلك، قُتلت ساجده سندكزهی وهي في العقد الثاني من عمرها، من سكان قرية "قاسمآباد" في مدينة خاش، وهي أم لطفلين، على يد والد زوجها، لأسباب غير معروفة.
في 13 تشرين الأول/أكتوبر، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 80 عاماً على يد ابنها بذريعة خلافات مالية. في اليوم نفسه، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق زینب خدابنده، كانت قد أُدينت سابقاً بتهمة تتعلق بالمخدرات، وذلك في مدينة أصفهان.
وفي 15 تشرين الأول/أكتوبر، أقدمت حدیث علي کرمي، من سكان مدينة إيلام، على الانتحار لأسباب غير معروفة، مما أدى إلى وفاتها، في اليوم ذاته تم تنفيذ حكم الإعدام بحق ناهيد همتي، كانت قد أُدينت بتهمة تتعلق بالمخدرات.
في اليوم التالي، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق كافية قبادزاده البالغة من العمر 30 عاماً، كانت قد أُدينت بتهمة تتعلق بالقتل، وذلك في مدينة أصفهان. في اليوم نفسه، أقدمت مجكان محمد نجاد وهي طالبة طب في جامعة آزاد بمدينة يزد، على الانتحار نتيجة ضغوط نفسية شديدة من قبل بعض الأساتذة.
في 18 تشرين الأول/أكتوبر، عُثر على جثة امرأة تبلغ من العمر 67 عاماً من سكان مدينة طهران، قُتلت في منزلها على يد شخص مجهول بدافع سرقة مجوهراتها. في اليوم ذاته قُتلت ريحانة درزاده البالغة من العمر 23 عاماً، من مدينة نيكشهر، على يد زوجها بسبب رفضها زواجه من امرأة أخرى، كما قُتلت امرأة تبلغ 34 عاماً من مدينة مشهد، على يد زوجها بسبب طلبها الطلاق. كذلك، أقدمت سميرة معينفر، من مدينة مهاباد، على الانتحار لأسباب مجهولة.
في 20 تشرين الأول/أكتوبر، قُتلت امرأة في العقد الرابع من عمرها من سكان قرية بمدينة باكدشت، على يد زوجها بذريعة خلافات عائلية، في اليوم نفسه، قُتلت سارينا رستمي البالغة من العمر 16 عاماً، من مدينة سربل ذهاب، على يد والدها بسبب رفضها الزواج.
في 22 تشرين الأول/أكتوبر، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق سعیدة خدادادي وهي في العقد الرابع من عمرها، كانت قد أُدينت بتهمة تتعلق بالقتل، وذلك في مدينة أصفهان. في اليوم نفسه، أقدمت الطبيبة ياسمين شیراني، على الانتحار لأسباب مجهولة. كما عثر على جثة طفل يبلغ من العمر 12 عاماً وقد قُتل بطريقة مروعة، وذلك في قرية "شیخلر" بمدينة بوكان، كما قُتل والدان على يد ابنهما.
والجدير بالذكر أن عدداً كبيراً من جرائم القتل لا يتم الكشف عنه، نظراً للقيود السياسية والثقافية التي تحد من حرية تداول المعلومات داخل المجتمع. وبناءً عليه، فإن البيانات المتوفرة تعكس فقط الحالات التي تم الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام، مما يجعل الوصول إلى الأرقام الفعلية أمراً بالغ الصعوبة.