اتحاد النساء الأرمنيات يسلط الضوء على دور المرأة في السلام

عقد اتحاد النساء الأرمنيات في إقليم شمال وشرق سوريا، اجتماعاً بعنوان "دور المرأة في بناء السلام وتحقيق العدالة المجتمعية"، ناقش فيه "سوريا الجديدة إلى أين تتجه؟" و"دور النساء في بناء السلام وتحقيق العدالة".

الحسكة ـ عقد اتحاد النساء الأرمنيات بمشاركة عشرات الأعضاء وممثلي المنظمات المدنية، الأحزاب السياسية، ومجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، وذلك بمدينة الحسكة ضمن مقاطعة الجزيرة في إقليم شمال وشرق سوريا.

 

"المرأة تدافع عن مكتسباتها بنضال مستمر"

أكدت عضوة المكتب السياسي لحزب اتحاد النساء الأرمن، جوهار خجادوريان، أن الرؤية ودور المرأة في سوريا جوهريان "النساء بشكل عام يناضلن بقوتهن ضد العقلية الذكورية، وخاصة بعد ثورة روج آفا، خضن كفاحاً لا مثيل له ضد جميع أشكال رجعية تنظيم داعش، وحررن العالم من الإرهاب، وحافظن على مكتسباتهن من خلال نضالهن المستمر".

 

"نظام الإدارة الذاتية هو نموذج للمساواة والعدالة"

تم تقديم المحور الأول تحت عنوان "إلى أين تتجه سوريا الجديدة؟" من قبل رئيسة اتحاد النساء الأرمنيات، سيلدا سيمونيان، حيث قالت "في هذه المرحلة التي تمر بها سوريا، نحن أمام واقع جديد مليء بالتحديات والآمال، لأن سوريا تحاول الخروج من دائرة الحرب المستمرة منذ 14 عاماً، ولكن مع مجيء هيئة تحرير الشام على الحكم في سوريا والاساليب القمعية والمتطرفة التي تتبعها ضد المكونات المتواجدة في سوريا، نرى أن هناك تهديداً كبيراً يواجه مستقبل سوريا".

ولفتت إلى أن "نرى اليوم الاشخاص اللذين تلطخت ايديهم بدماء الشعب البريء يتولون القيادة والإدارة ضمن الحكومة الجديدة فلا يمكن قبولهن من قبل المجتمع السوري، وسوريا الجديدة بهذه الطريقة لن تكون مقبولة، ولكي نتمكن من الحديث عن سوريا جديدة أو عن سوريا تتجه نحو بناء المساواة والعدالة، لا بد من تبني مشروع الإدارة الذاتية وتطويره".

 

"العدالة والسلام يتحققان بوجود النساء"

وتم طرح الموضوع الثاني بعنوان "دور النساء في بناء السلام وتحقيق العدالة" من قبل رئيسة اتحاد النساء الأرمنيات في قامشلو، سيتا كاربو، التي صرحت "الحرب تركت آثاراً عميقة على النساء، فمنذ بداية النزاع السوري، عانت النساء تحت النظام الديكتاتوري من الظلم والحرمان من حقوقهن، وفي ثورة روج آفا، نظمت النساء أنفسهن ضمن نظام ديمقراطي وخضن نضالاً كبيراً ضد الأنظمة العنصرية والاستبدادية حتى انهيار تلك الأنظمة، ومع تسلم الحكومة السورية المؤقتة زمام الحكم، تم إعادة إحياء كيان النظام السابق وتم تهميش دور النساء".

وأفادت أن "سوريا لن تكون جديدة بدون وجود النساء، ولن تكون عادلة، يجب أن تتجه سوريا المستقبلية نحو القيم المبنية على الحرية والوطنية والمساواة، بعيداً عن جميع أشكال العنف والقمع، كما ينبغي أن يكون للنساء دور أساسي في بناء سوريا جديدة وعادلة، وأن يشاركن في نظام الإدارة التشاركية".

في سياق استمرار النقاشات، تم التأكيد على أن استلام جهاديي هيئة تحرير الشام الحكم  تُبعد سوريا عن السلام والعدالة، وأن دور المرأة أساسي في تحقيق العدالة وبناء سوريا حرة ومتساوية.

اختُتم الاجتماع بقراءة البيان الختامي من قبل الرئيسة المشتركة لحركة الشبيبة الأرمنية، لوسناك كافوريان، جاء فيه "نحن، كاتحاد النساء الأرمنيات، نعتبر أنفسنا حماة قضيتنا وندافع عنها، ولن ننتظر أن يمنحنا أحد حقوقنا، بل سنحققها بجهودنا، العدالة ليست مجرد شعار، نحن نعمل كل يوم من أجل تحقيقها، بدون العدالة، لن يتحقق السلام، وسوريا التي نحلم بها لن تُبنى على النسيان أو التسويات السياسية".

وطالب البيان بأنه "يجب أن يقوم مستقبلنا على أسس إنهاء العنف ضد الشعوب السورية وضمان وحدة أراضي البلاد، إلى جانب ضرورة مشاركة النساء في عملية صنع القرار وتحمل المسؤوليات القيادية، وتأسيس لجنة خاصة بالنساء لضمان تحقيق العدالة، وتوثيق الجرائم المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي والتهجير القسري، بالإضافة لضمان عدم مركزية النظام في سوريا كحل للنساء، وحظر خطاب الكراهية ضد الفئات المجتمعية والأقليات في سوريا".