'استهداف النساء العاملات دليل على ضعف الدولة التركية'

قالت الناشطة هيذر سويني، عن زيارتها لإقليم شمال وشرق سوريا "إن استهداف الهجمات التركية للعاملات في مصنع الأجبان والألبان، يدل على قوة المرأة وضعف هذه الدولة".

سوركول شيخو

الحسكة ـ بناءً على الدعوة التي وجهتها لجنة العلاقات السياسية الديمقراطية والتضامن في مؤتمر ستار بإقليم شمال وشرق سوريا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، زارت العديد من الوفود النسائية مناطق مختلفة من إقليم شمال وشرق سوريا.

هيذر سويني من اسكتلندا، ناشطة في منظمة This Is Rigged العاملة على التقليل من تداعيات أزمة المناخ إلى جانب عملها مع الحكومة بشأن النساء المشردات، وكانت واحدة من النساء اللاتي قمن بزيارة إقليم شمال وشرق سوريا الأسبوع الماضي.

 

"الهجمات تؤثر على الزراعة والاقتصاد والثقافة النسائية"

تقول هيذر سويني عن بداية وصولها إلى إقليم شمال وشرق سوريا والأحداث التي لفتت انتباهها "عندما وصلت إلى هنا، لاحظت أن الهجمات التي تنفذها الدولة التركية تؤثر على الزراعة والاقتصاد والثقافة لدى النساء، ولكن هذه الهجمات تفشل"، مضيفةً "في الوقت نفسه، اكتشفت خلال زيارتي أنه على الرغم من كل هذه الإبادة الجماعية، والكثير من محاولات تدمير الشعب الكردي وخصائصه، هناك مقاومة، واعتقد أن الشعب الكردي لا يمكن أنهائه بهذه الطريقة، أتذكر أنه على الرغم من كل ما أُخذ منهم، هناك مقاومة وضحك وفرح".

 

"روج آفا تذكرني بزهرة مرنة متفتحة"

وأشارت هيذر سويني إلى أنه هناك أمل يكبر رغم الهجمات، وقارنت ذلك بحياة زهرة الشوك التي تنمو في اسكتلندا، "إن زيارة أكاديمية الهلال الذهبي للفنون يعني الكثير بالنسبة لي، لأنه للمرة الأولى يستطيع الناس أن يروا أنه على الرغم من الإبادة الجماعية والهجمات على هذه الثقافة، لا يزال هناك تقدم وأمل، هذا يذكرني بزهرة الشوك التي تنمو في اسكتلندا، إنها زهرة مرنة، مهما فعل الإنسان، هذه الزهرة تنمو دائماً رغم المطر والرياح، لقد تم استعمارنا أيضاً من قبل البريطانيين في اسكتلندا في الماضي، وكان الهدف الرئيسي من هذا الاحتلال، إبادة ثقافتنا وتدمير الزراعة".

 

"قلبي يتألم عند رؤية الأراضي الزراعية مدمرة"

ولفتت هيذر سويني الانتباه إلى بيئة اسكتلندا، مستذكرة الهجمات التي تطال بيئة إقليم شمال وشرق سوريا، "في شمال اسكتلندا، كانت الأراضي العشبية، التي تسمى المرتفعات، مثل الغابات، ولكنها دُمرت، كانت هذه الغابات تُستخدم في البداية للزراعة، ثم للرعي وتربية الأغنام والماعز، ولكن الآن لم يبق شيء من ذلك المكان، فقط بقي هناك عدد قليل من الناس، والآن، عندما أرى الكثير من الأراضي الزراعية في إقليم شمال وشرق سوريا مدمرة، وأخرى منهوبة، والناس مهجرين قسراً، فإن قلبي يتألم، لأنني أعلم أن هذه هي الطريقة التي يمكن أن تحدث بها التغييرات الضخمة في بلد ما، لقد استلهمنا من مقاومة الشعب الكردي القوة للتغلب على تلك الإبادة الجماعية، وبالتالي إظهار أنهم أعظم من تلك الأفعال، مهما فعلت دولة مثل تركيا فإن الشعب الكردي سوف يتمرد دائماً".

وقالت هيذر سويني إنها وجدت الأمل والإلهام في إقليم شمال وشرق سوريا، وعن عودتها إلى اسكتلندا وما ستفعله هناك ذكرت "الثقافة والأماكن التي رأيناها هنا شاسعة للغاية ونحن ننظر إليها كمصدر للأمل، لقد ألهمتني لأخبر الجميع عن النضال هنا عندما أعود إلى اسكتلندا".

 

"استهداف صانعة الزبادي دليل ضعف الدولة التركية"

شاركت هيذر سويني ألمها وحزنها إزاء استهداف وقتل النساء العاملات في مصنع زوزان للألبان والأجبان في مدينة ديريك من قبل طائرات الاحتلال التركي، معبرةً عن استيائها من ذلك "هذا مؤلم للغاية بالنسبة ليّ، خاصة بعد أن ذهبنا إلى مصنع الحليب والزبادي الذي استهدفته غارات جوية للدولة التركية".

وأضافت أنه "إذا فكرت في الأمر، فإن النساء اللواتي يصنعن الزبادي والجبن تتعرضن لغارات جوية، مما يوضح لنا مدى قوة المرأة في هذه المنطقة، لأنه إذا تم النظر إلى امرأة تصنع الزبادي على أنها تهديد للدولة، فهذا يظهر لي أن هذه الدولة ضعيفة للغاية".

ولفتت إلى إن "استهداف النساء الكرديات هو إشارة إلى أن الدولة العاجزة فقط هي التي قد تجد نفسها مضطرة إلى تدمير ثقافة المرأة وقتلها بوحشية وبطريقة مدمرة، وبرأيي، هذا يوضح لي الكثير عن علم الجنولوجيا ومكانة المرأة هنا، وعندما أفكر في هؤلاء النساء اللواتي استُهدفن بالغارات الجوية، أشعر بالحزن، لأن هؤلاء النساء لسن كرديات فقط، ومن الصعب جداً بالنسبة ليّ أن أرى النساء يُتركن بمفردهن لتتعرضن للهجمات، على الرغم من أن المرأة تشكل جزءاً مهماً جداً من هذه الثقافة".

 

فضح الاعتداءات على النساء وتذكر نضال المرأة الكردية

وسلطت هيذر سويني الضوء على دعم المرأة حتى في هذه الأوقات الصعبة، متطرقةً للحاجة الماسة لدعم إقليم شمال وشرق سوريا "أنا متأكدة من أنني عندما أعود إلى بلدي، سأخبر الجميع، ينبغي لنا مقاطعة المنتجات والمؤسسات التركية بقدر ما نستطيع، ولكن الأهم من ذلك أنني سأخبر الجميع بما يحدث هنا، ومن المهم في الوقت نفسه فضح الهجمات على النساء، اللواتي يلعبن دوراً رئيسياً في المجتمع والثقافة".

وأضافت "لا اعتقد أنه بدون قوة المرأة، فإن هذه المنطقة سوف تكون على ما هي عليه الآن، وسوف تكون قادرة على العمل بالطريقة التي هي عليها اليوم، وأود بشدة أن تدين الحكومة البريطانية تصرفات تركيا وهجماتها ضد الكرد، وخاصة أن هناك عدد كبير من اللاجئين الكرد في اسكتلندا".

وتابعت أن "الأهم من كل هذا هو اعتقادي أن مفتاح الحل هو مراقبة الوضع الحالي والإبلاغ عنه كما هو، ومن المهم أن نبقي دائماً مصير المرأة الكردية حياً في قلوبنا وعقولنا، لأن النسيان خيانة، والأهم أن نتذكر هؤلاء النساء ولا ننسى النضال الذي يخضنه هنا كل يوم".

 

"لم أشعر بالراحة إلا في روج آفا"

وعبرت هيذر سويني عن سعادتها بالزيارة التي قامت بها إلى إقليم شمال وشرق سوريا، "أخيراً، أود فقط أن أقول شكراً جزيلاً للجميع هنا خاصة الذين رحبوا بنا بحرارة وجعلوا كل شيء ممكناً بالنسبة لنا، لم أشعر قط بمثل هذا القدر من الراحة في أي منطقة أخرى كما أشعر به هنا في إقليم شمال شرق سوريا".