اشتداد القتال وانهيار الأوضاع الإنسانية يدفعان الآلاف للنزوح من دارفور

يشهد إقليم دارفور تصاعداً خطيراً في أعمال العنف والنزوح الجماعي، وسط انهيار متسارع في الأوضاع الأمنية والمعيشية، وتفاقم الأزمة الإنسانية مع تزايد الغارات والهجمات، مما دفع آلاف المدنيين إلى الفرار بحثاً عن الأمان.

مركز الأخبار ـ تتواصل موجات النزوح في السودان مع تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على الرغم من التحذيرات الدولية من انهيار وشيك في الأمن الغذائي وتفاقم الأزمة الإنسانية في المناطق المتأثرة.

أفادت منظمة الهجرة الدولية أمس الأربعاء 22 تشرين الأول/أكتوبر، أن أكثر من ألف شخص فرّوا من مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة بولاية شمال دارفور خلال يومين فقط، في أحدث موجة نزوح تشهدها المنطقة المضطربة.

وبلغ عدد النازحين 1.70 شخصاَ وذلك في أعقاب قصف مدفعي عنيف نفذته قوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل ثلاثة أفراد من أسرة واحدة وفقاً لما أوضحته المنظمة.

وجاء هذا التطور بعد أيام فقط من إعلان المنظمة عن نزوح 1.510 أشخاص من الفاشر في الفترة ما بين الخامس عشر والتاسع عشر من تشرين الأول/أكتوبر الجاري ما يعكس تصاعداً مقلقاً في وتيرة النزوح الجماعي نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية.

ومن جانبها ونتيجة تدهور الأوضاع المعيشية أطلقت لجان مقاومة الفاشر ما وصفته بالنداء الأخير بشأن أزمة المجاعة المتفاقمة في المدينة، مشيرةً إلى أن حالات الوفاة الناتجة عن الجوع أصبحت مشهداً مألوفاً.

وهذه التحذيرات جاءت في الوقت الذي تزايدت فيه المؤشرات على انهيار منظومة الأمن الغذائي، وسط عجز واضح عن تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، لا سيما الأطفال الذين باتوا الفئة الأكثر تضرراً من الأزمة.

وفي ظل تصاعد وتيرة العنف في أنحاء السودان، وجّه العاملون في المجال الإنساني إنذارات جديدة بشأن التدهور السريع في الوضع الأمني في السودان، مشددين على أن المدنيين يواجهون تهديدات متزايدة تدفعهم إلى النزوح من مناطقهم بحثاً عن ملاذ آمن.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن القتال شهد تصاعداً ملحوظاً خلال الأيام الأخيرة في ولايتي شمال وغرب دارفور، لافتاً إلى تقارير ميدانية تشير إلى تنفيذ غارات بطائرات مسيّرة واندلاع مواجهات عنيفة في عدة مناطق.

ونفذت إحدى تلك الغارات خلال الأيام الماضية هجوماً استهدفت من خلاله السوق الرئيسي في مدينة سرف عمرة شمال ولاية دارفور، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن سبعة مدنيين، فيما تسببت غارات أخرى في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، في سقوط ضحايا لم تُحدد أعدادهم بعد.

وأوضح إن هذه الهجمات تأتي في سياق تصعيد عسكري متواصل يفاقم معاناة السكان ويزيد من حجم النزوح الداخلي.

ووفقاً لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة، فإن أكثر من ثلاثة آلاف شخص نزحوا من شمال دارفور خلال الأسبوع الماضي فقط، من بينهم 1500 شخص من مدينة الفاشر التي تعاني من حصار مستمر، و1500 آخرين من منطقة أبو قمرة التي شهدت تجدد القتال مؤخراً.

وتعكس هذه الأرقام حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في الإقليم، حيث تتواصل موجات النزوح وسط ظروف أمنية وإنسانية بالغة الصعوبة.