'إقالة رؤساء البلديات في شمال كردستان سياسة إنكار بحق الشعب'
نددت نساء مقاطعة الرقة بسياسة الدولة التركية في شمال كردستان، مطالبات بتكثيف نضال الشعوب تجاه هذه الانتهاكات.
جود محمد
الرقة ـ أكدت الرئاسات المشتركات في بلديات الشعب في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، على أهمية نضال أهالي شمال كردستان وتركيا تجاه سياسة حزب العدالة والتنمية، مشيرات إلى أن إقالة الرؤساء سياسة تعسفية تهدف إلى حرمان الشعوب من حقوقهم.
شهدت بلديات شمال كردستان باتمان وماردين وخلفتي إقالة رؤساء بلديات في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، حيث قامت الوزارة في تركيا بتعيين أوصياء وفرض حصار من قبل الشرطة أمام بلدية باتمان، مما أدى إلى توافد الآلاف من المواطنين أمام البلديات للاحتجاج على هذا القرار، وقامت الشرطة بإلقاء قنابل الغاز واعتقلت العديد من المحتجين لإسكات الشعب عن حقوقه.
نظام البلديات يلعب دوراً هاماً في تعزيز الديمقراطية وتحقيق التنمية المحلية في مناطق شمال كردستان، فمن خلال البلديات، يمكن للمجتمع تحديد احتياجاته وأولوياته والمساهمة في صناعة القرارات التي تؤثر على حياتهم اليومية، وبذلك يمكن لهم تحسين جودة الخدمات مثل الصحة والتعليم والنقل والبنية التحتية، كما تعزز البلديات التنمية المستدامة من خلال توجيه الاستثمارات وتنفيذ المشاريع التنموية، بالإضافة إلى تعزيز المشاركة المجتمعية وتحقيق العادلة.
تنديداً واستنكاراً بهذه السياسة قام أهالي إقليم شمال وشرق سوريا بتنظيم احتجاجات وإلقاء بيانات منددة بسياسة الدولة التركية التي تحاول إبادة الشعوب وسلب حقوقهم.
وأشارت الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب في العيكرشي بمقاطعة الرقة سار سوان إلى أنه "بعد استيلاء حزب العدالة والتنمية على البلديات في شمال كردستان من خلال إقالة رؤسائها، نؤكد أن هذا الانقلاب بمثابة إعلان حرب ضد النظام الديمقراطي للشعوب في تركيا، فبتعيين أوصياء على بلديات ماردين وباتمان وخلفتي بشمال كردستان، تسعى الدولة التركية إلى إفشال مقاومة الشعب ونضال المجتمع".
ونوهت إلى أن "هذه السياسة أثارت ردود فعل شعب إقليم شمال وشرق سوريا منددين بهذه السياسات بحق الشعوب، نظراً للفروق البسيطة بين حجم وعدد الأصوات الموجودة لصالح أردوغان أو لصالح الحزب المعارض لحزب العدالة والتنمية".
وأكدت أن "حزب العدالة والتنمية يحاول انتهاج سياسة أخرى بهدف خلق فروق واسعة، ومن جهة أخرى يحاول الاستفادة وخلق مشكلة في الأوراق التي يمكن من خلالها إعادة هيئة الحزب في المنطقة أو في تركيا ويحاول رفع شعبيته في تلك المناطق".
وأضافت "بالنسبة لرؤساء البلديات الذين تمت إقالتهم، فالمطالبات الشعبية والمجتمعية حتماً ستكون لها نتائج إيجابية على أرض الواقع وربما يتم طرح تنازلات أو مساومات من قبل حزب العدالة والتنمية، فالحاضنة الشعبية ضرورية جداً، كما يحاول أردوغان في الداخل التركي كسب بعض الأطراف الشعبية وربما حتى بعض الأحزاب السياسية لإعادة شعبيته".
وشددت سار سوان على أهمية رفع وتيرة النضال والمقاومة أمام سياسة حزب العدالة والتنمية من قبل الشعوب في شمال كردستان وتركيا للوصول إلى حقوقهم.
من جانبها قالت الرئيسة المشتركة لبلدية الشعب في رطلة ريم الخليل "يحاول حزب العدالة والتنمية إفشال مشروع البلديات من خلال إقالة الرؤساء الذين نجحو من خلال انتخابات البلديات، وتعيين أوصياء لهم بهدف ضرب المشروع الديمقراطي، فسياسة الدولة التركية واضحة فهي تحاول بشتى الطرق إعادة أمجادها العثمانية".
وأضافت "الاحتجاجات ضد سياسة الدولة التركية مستمرة بقيادة المرأة وإرادة الشعوب التواقة للحرية، لذلك يجب على الأخيرة عدم الاستسلام والاستمرار بالنضال في وجه سياسة الإنكار".
بدورها أكدت الرئيسة المشتركة لبلدية الشعب في الكرامة رقية المحمد أن "الدولة التركية معادية لحرية الشعوب وخير مثال ما تقوم به باستمرار في إقليم شمال وشرق سوريا ولا يختلف الأمر في الداخل التركي فإقالة رؤساء بلديات في شمال كردستان هي سياسة معادية تجاه الشعوب التواقة للحرية وتاريخها مثال على عدائها تجاه مختلف المكونات".
وتابعت "ما تقوم به الدولة التركية في الداخل هو دليل على ضعفها أمام إرادة الشعوب الساعية لتحقيق حريتها، فمنذ فترة قامت بطرح عملية سلام في الداخل التركي تحاول خلالها إرضاء وتحقيق مصالحها فقط بعيداً عن التفكير بإرادة الشعب".
وشددت رقية المحمد على أهمية مقاومة الشعوب من خلال تكاتفهم ضد سياسة الإنكار "هذه السياسة يجب ألا تؤثر على مقاومة الشعوب، وعلى النساء قيادة المرحلة الحساسة وتحقيق مطالب الاحتجاجات في شمال كردستان".