انطلاق فعاليات المهرجان الدولي للسينما الأفريقية بحضور نسوي لافت

يشكل المهرجان الدولي للسينما الأفريقية فرصة للضيوف والضيفات من مختلف الجنسيات الأفريقية لتعزيز الثقافة والفكر والوعي الاجتماعي.

رجاء خيرات

المغرب ـ انطلقت فعاليات الدورة الرابعة والعشرين للمهرجان الدولي للسينما الأفريقية، أمس السبت 11 أيار/مايو بمدينة خريبكة (عاصمة الفوسفات)، تحت شعار "السينما الأفريقية بخريبكة… أحلام تتجدد وجمالية تساءل عصرها، بمشاركة وازنة لمهنيات السينما".

تتنافس على جوائز مسابقة الأفلام القصيرة 14 فيلماً من أحدث الأفلام من دول أفريقيا مثل رواندا ونيجيريا والسينغال ومصر وبوركينا فاسو ومالي والتوغو وتونس والكوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية والبنين، حيث خصصت لهذه المسابقة جائزتان هما الجائزة الكبرى وجائزة "نجيب عياد" وجائزة لجنة التحكيم "بولان رومانو فييرا".

أما الأفلام الروائية الطويلة تتبارى حولها 13 فيلماً من تونس والبنين والمغرب والتوغو وبوركينا فاسو ومصر وزامبيا والكوت ديفوار ورواندا والكاميرون والسينغال، وتتناول بعض الأفلام تيمة "المرأة الأفريقية" بشكل خاص، نظراً لمكانتها وأهمية المعارك النضالية التي تخوضها من أجل التحرر.

كما دأب المهرجان بتخصيص كل دورة من دوراته للاحتفاء بسينما بلد أفريقي محدد، فإن هذه الدورة الرابعة والعشرون تحتفي بالسينما المالية كضيفة شرف، من خلال عرض أربعة أفلام وبحضور سينمائيين وسينمائيات وفنانين/ات وكتاب وكاتبات، حيث وقع الاختيار على مالي باعتبارها سبق وأن نالت جائزة مهرجان خريبكة للسينما الأفريقية خلال دورة 1988، كما أنها حظيت بالتكريم في الدورة الـ 16 لمهرجان السينما الإغريقية الخريبكة عام 2013.

وتحظى بتكريم خاص، خلال هذه الدورة، الممثلة الإيفوارية جاكي سي سافاني، حيث تعتبر منظمة مهرجان سينمائي بالكوت ديفوار، كما أنها مناضلة من أجل تعليم المرأة وتحررها وإنعاش الثقافة الأفريقية عبر المسرح والموسيقى والرقص والحكايات والفنون التشكيلية وغيرها.

ويشكل هذا المهرجان الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 18 أيار/مايو الجاري بمدينة خريبكة، فرصة للممثلين/ات والمخرجين/ات وكتاب وكاتبات السيناريو من جنسيات وثقافات ولغات أفريقية مختلفة، للتواصل ثقافياً وسينمائياً وفكرياً، وتبادل تجاربهم وخبراتهم، وكذلك تقييم مستوى السينما الأفريقية ومناقشة مشاكلها وطموحاتها، حيث تشكل هذه المناسبة فرصة للضيوف والضيفات من مختلف الجنسيات الأفريقية لتعزيز الثقافة والفكر والوعي الاجتماعي.

ويعد مهرجان خريبكة للسينما الأفريقية واحداً من أعرق المهرجانات السينمائية بالقارة السمراء، حيث نظمت أولى دوراته عام 1977، كما أنه يمثل لقاءاً سنوياً يجتمع خلاله صناع وصانعات السينما من ناشطين/ات مغاربة وأفارقة لمشاهدة آخر الإنتاجات الأفريقية وتبادل الأفكار والتطلع من أجل سينما أفريقية راقية.

وقالت إحدى المشاركات في المهرجان الممثلة المالية موليدي ديارا ومديرة المهرجان الدولي لفيلم المرأة بالعاصمة المالية بامكو، إنها تحضر من أجل التعرف على الفعاليات السينمائية المشاركة في مهرجان خريبكة بغية تطوير مهاراتها لإدارة مهرجان لفيلم المرأة بمالي.

وعن واقع السينما المالية حالياً، أشارت إلى أنه معقد بسبب ضعف التمويل، حيث لم تعد السينما المالية كما كانت في السابق، لكن مع ذلك فإن المشغلين في الحقل السينمائي يبذلون جهوداً حتى تستعيد السينما المالية عافيتها، إذ رغم الصعوبات فإنهم استطاعوا أن ينجزوا أفلاماً رائعة، كما أن المهرجان الذي تم خلقه حديثاً سيمكن من لقاء المنتجين والمخرجين لدراسة الواقع السينمائي، خاصة وأن عدداً من الدول الأفريقية تنظم مهرجانات سينمائية خاصة بالمرأة مثل الكوت ديفوار والسينغال والبنين وغيرها، لكن مالي تفتقر لتنظيم مثل هذه المهرجانات، وهو ما دفعها للتفكير في مهرجان لسينما المرأة بمالي.

وعن مكانة المرأة في السينما المالية، أكدت أن النساء الماليات استطعن أن تثبتن حضورهن في مجال السينما، سواء كممثلات أو مخرجات أو كاتبات أو تقنيات، معتبرة أن السينما لم تعد مجالاً ذكورياً، بل إن النساء اقتحمنه ولاتزال الحاجة إليهن مطلباً ملحقاً في المستقبل.

إلى جانب عروض الأفلام، سيتم تنظيم ورشات في التشخيص والإخراج وكتابة السيناريو يؤطرها مهنيو ومهنيات السينما، كما يتخلل المهرجان ندوات قيمة عن السينما ومناقشات للأفلام المتبارية حول الجوائز تحضرها أطقم الأفلام المشاركة. 

وخيم الوضع الذي يعيشه الفلسطينيون وقطاع غزة على فعاليات حقل الافتتاح، حيث عبر المشاركون/ات عن تضامنهم مع سكان غزة مستنكرين الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل من قبل القوات الإسرائيلية.