انتهاكات بالجملة تطال الصحفيات في غزة
تعد الحرب على غزة أكبر عملية استهداف للصحفيين/ات على مستوى العالم، حيث قتل ما يزيد عن 127 صحفياً، بما فيهم 18 صحفية، بالإضافة لتعرض العديد من الصحفيات للاعتقال في ظروف صعبة وقاسية.
نغم كراجة
غزة ـ أطلقت لجنة المرأة في نقابة الصحفيين حملة "أن تكوني صحفية فلسطينية" بهدف تعزيز جهود الصحفيات في نقل الحقيقة، والمطالبة بتوفير حماية خاصة لهن، وكشف الجرائم المرتكبة بحقهن.
أكدت نقابة الصحفيين في بيان لها مقتل أكثر من 127 صحفياً منذ بدأ الحرب على غزة، بينهم 18 صحفية في أكبر عملية استهداف للصحفيين/ات على مستوى العالم، خلال فترة زمنية قصيرة وفي جغرافية محدودة كقطاع غزة، كما تعرضت العديد من الصحفيات للاعتقال في ظروف صعبة وقاسية، وأصيبت العشرات منهن نتيجة الاستهداف بالرصاص الحي والقنابل وتعرضن للعنف والتنكيل لعرقلة مساعيهن في نقل الحقيقة.
وأشارت النقابة إلى أن "القوات الإسرائيلية دمرت ما يزيد عن 80 مقراً إعلامياً في القطاع، وشنت حملة واسعة من الاعتقالات والمضايقات ضد الصحفيين/ات في الضفة الغربية، كل ذلك في محاولة منها لإخفاء الحقيقة وتبرير الجرائم المتواصلة، وهذه الأعمال تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وجرائم حرب تسعى إلى إجهاض جهود الصحافة في توثيق الجرائم وإظهار الحقائق والوقائع".
وأطلقت لجنة المرأة في نقابة الصحفيين حملة تضامنية تحت عنوان "أن تكوني صحفية فلسطينية" في منتصف شهر آذار/مارس الجاري، جاءت تكريماً لـ 18 صحفية قتلن في غزة، بالإضافة إلى المئات الأخريات اللواتي فقدن بيوتهن وأسرهن، وللتذكير بإنجازات وتضحيات الصحفيات منذ بدء الحرب على القطاع وضمان حقوقهن في نقل الحقيقة، كذلك لإبراز معاناتهن وسلسلة الانتهاكات والاعتداءات التي تعرضن لها أثناء عملهن في ساحة الميدان من خلال توثيق شهاداتهن حول الجرائم المرتكبة بحقهن.
وبينت عضو نقابة الصحفيين الصحفية صافيناز اللوح أن "الحملة تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الصحفيات في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة، وإلقاء الضوء على التحديات والصعوبات اليومية التي تواجهنها، وتشمل هذه الحملة سلسلة من الأنشطة والفعاليات، بما في ذلك إطلاق حملات إعلامية عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، والتواصل مع الجهات الرسمية، لحثها على اتخاذ مواقف واضحة ورافضة لسياسة القتل واستهداف الصحفيين/ات".
وأوضحت أنه "في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكان غزة نتيجة للنزاعات المستمرة والحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية، تتعرض الصحفيات في هذه المنطقة لانتهاكات مروعة واعتداءات متكررة، تشمل القتل والاعتقال التعسفي وتدمير الممتلكات والاستهداف المباشر لأسرهن كسياسة عقاب لهن، حيث تقتل الصحفيات وعوائلهن بطريقة وحشية لمجرد أنهن تعملن في القطاع الإعلامي وتحاولن إيصال الحقيقة كاملة".
وأكدت على أن الصحفيات في قطاع غزة تواجهن تحديات هائلة أثناء ممارسة مهنتهن، سواء اللواتي تعملن في الميدان أو في بيوتهن "نحن معرضات لخطر الموت في أي لحظة نتيجة للاعتداءات المباشرة من الأطراف المتصارعة والقصف العشوائي على المناطق السكنية بالرغم من أننا نرتدي زي العمل الصحفي لكن ذلك دون جدوى".
وأضافت صافيناز اللوح "تعرضت الطواقم الصحفية للتحقيقات القسرية من قبل القوات الإسرائيلية بتهمة تقديم تغطية غير مواتية أو توجيه اتهامات كاذبة لهم كل ذلك بهدف تكميم أفواههم ومنعهم من توثيق الأحداث، وترحيلهم من أماكن عملهم لإبعادهم عن مواصلة نقل الصورة من ساحة الميدان إلى العالم".
وأوضحت أنه "في ظل الحرب الهمجية المستمرة التي تشهدها المنطقة، تعرضت الصحفيات لانتهاكات واعتداءات لا يمكن تصورها كان أعنفها تدمير المنازل فوق رؤوسهن وترك جثثهن تحت الأنقاض، ويُضاف إلى ذلك، استهداف أسرهن بشكل مباشر، وقد كانت أول الضحايا الصحفية سلام ميمة التي استهدفت ودمر منزلها فوق رأسها هي وعائلتها بلا سابق إنذار في نهاية تشرين الأول وبقيت جثتها عالقة تحت الأنقاض".
وأشارت إلى أن الصحفية سلام ميمة بقيت على قيد الحياة تحت الأنقاض لمدة يومين، لكن الإمكانيات المتاحة والمعدات لم تكن كافية لإنقاذها "منعت طواقم الإسعاف المدني من الوصول إلى منزلها المستهدف ولا توجد آليات مناسبة لاستخراجها وإسعافها هي وعائلتها، أنها أساليب ممنهجة تقع ضمن قائمة الانتهاكات المتعمدة ضد الصحفيين/ات".
وعن مدى تأثر الصحفيات خلال الحروب والنزاعات، قالت صافيناز اللوح "تتزايد معاناتهن يوماً بعد يوم وتزداد الضغوط والخطر على حياتهن المهنية والشخصية، وتعشن في حالة من القلق المستمر والخوف على سلامتهن وسلامة عوائلهن التي تتركنها في سبيل متابعة عملهن في التغطية الصحفية وإعداد التقارير، ذلك يفاقم العبء على صحتهن النفسية والجسدية، جميع الصحفيات تخضن معركة نفسية شديدة لا يمكنهن تجاوزها".
وأضافت "على الرغم من هذه الصعوبات والعواقب الوخيمة، فإن الصحفيات تواصلن مساهمتهن القيمة في نقل الحقيقة وتوثيق الأحداث، وتكافحن وتناضلن من أجل العدالة والحرية وحقوق الإنسان، وبشجاعتهن وتفانيهن تثبتن أن الصحافة المستقلة هي العمود الفقري للديمقراطية والحقيقة".
وفي ختام حديثها طالبت صافيناز اللوح المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتدخل العاجل لحماية الصحفيات وضمان سلامتهن وسلامة عوائلهن "ينبغي على الحكومات العمل على إيجاد بيئة آمنة ومواتية لممارسة الصحافة، وضمان حرية التعبير وحق الوصول إلى الحقيقة دون تهديد أو خطر، وتوفير حماية خاصة للصحفيات وتوفير احتياجاتهن والحفاظ على خصوصيتهن في أماكن عملهن".